هل تنتهي الانتخابات الرئاسية التركية من الجولة الأولى؟

2023.05.09 | 19:45 دمشق

هل تنتهي الانتخابات الرئاسية التركية من الجولة الأولى؟
+A
حجم الخط
-A

تتجه الأنظار بشكل أكبر مع وجود أقل من أسبوع على الانتخابات التركية، وهناك كثير من التساؤلات حول إمكانية حسم النتائج من الجولة الأولى لأي من المرشحين الرئاسيين الأوفر حظا.

مع أنه يوجد 4 مرشحين رئاسيين هم أردوغان وكليتشدار أوغلو وإينجة وأوغان، فإن المعركة تكمن بين مرشح تحالف الشعب الرئيس رجب طيب أردوغان ومرشح تحالف الأمة كمال كليتشدار أوغلو وفي الحقيقة تتقدم أسهم أردوغان على كمال كليتشدار أوغلو قليلا ولكن لا يمكن حتى الآن الحسم من قبل قسم مهم من المتابعين للانتخابات بأن الأمور ستحسم من الجولة الأولى لصالح الرئيس أردوغان.

بالفعل هناك إقرار واضح بالجهد الكبير والإنجازات والمشاريع التي افتتحها الرئيس أردوغان والتكتيكات الانتخابية التي قام وما زال يقوم بها، وعلى سبيل المثال إعلانه يوم 8 مايو الجاري عن تعيين 45 ألف موظف في قطاع التعليم في عموم تركيا، ولهذا يوجد قسم من المتابعين ينظر بتفاؤل مبني على أسس علمية لإمكانية حسم الرئيس أردوغان الانتخابات من الجولة الأولى وهو ما سيمنع من نشوء جولة جديدة من الترقب الانتخابي فيما لو مضت الأمور للجولة الثانية.

ويعد أحد أبرز الأسباب التي يسوقها المتفائلون هي الحشود الجماهيرية الكبيرة للرئيس أردوغان في إسطنبول ومدن البحر الأسود ومدن قلب الأناضول وحتى في إزمير ذات الأغلبية المعارضة، وذلك مقارنة بالأعداد في المهرجانات الانتخابية التي نظمتها المعارضة.

ويضاف لما سبق تقدم أردوغان أيضا في معظم مدن الزلزال والفارق بينه وبين نسبة تأييد الحزب والتي أكدها أكثر من مراقب ومنهم على سبيل المثال كمال أوزتورك الرئيس السابق لوكالة الأناضول والكاتب التركي المعروف. ويمكن أن نشير هنا إلى أن نصف الـ 45 ألف موظف في قطاع التعليم تم تعيينهم من مناطق الزلزال.

أما السبب الثالث فهو الاستياء الكبير الذي لوحظ من شرائح الشعب التركي من دعم قيادات في حزب العمال الكردستاني لمرشح تحالف الأمة كمال كليتشدار أوغلو.

ولعل من الأسباب التي برزت مؤخرا هو تراجع نسب تأييد محرم إينجة والذي كان ينظر إليه على أنه المرشح الثالث تقليديا، وبالرغم من صعود نسب المرشح سنان أوغان فإن تراجع نسب محرم إينجة تفتح الباب لفكرة إمكانية الحسم من الجولة الأولى.

على المقلب الآخر يميل رأي أكثر تحفظا على فكرة عدم الحسم من الجولة الأولى للرئيس أردوغان مع عدم القطع تماما باستحالتها، إلى الاعتماد على عدة أسباب منها أن هناك كتلة من المترددين وفئة الشباب قد اقتنع قسم منها بما تم تقديمه من حزب العدالة فيما لا يزال قسم آخر لم يقتنع ولهذا ما يزال الحسم صعبا.

كما أن هناك كتلا من الناخبين تقارب الانتخابات من موقف ثابت دون النظر للإنجازات والمشاريع والوعود.

في كل عملية انتخابية وفي كل بلاد العالم نجد المتفائلين والمتشائمين ولكل طرف مقاربته ومعاييره، ومع ذلك يميل معظم المراقبين إلى ترجيح فوز أردوغان سواء من الجولة الأولى أو الثانية. وإن كان من خاتمة لهذا المقال فإنه يمكن القول إن العملية الانتخابية الحالية هي أصعب العمليات الانتخابية توقعا لنتائجها، وأن الأسبوع المقبل سيكون مفتوحا على جهود ضخمة من كل الأطراف، واستقطابا كبيرا في ظل سعي كل طرف للحسم من الجولة الأولى خاصة أن كلا الطرفين ينظران للجولة الثانية على أنها صندوق أسود قد يكون توقع سلوك الناخب فيها والتنبؤ به أصعب من الحال في الجولة الأولى.