icon
التغطية الحية

هل العملات الرقمية ملاذ متاح للتهرب من العقوبات الدولية؟

2022.04.30 | 19:03 دمشق

22.03.03_ukraine_russia_crypto.png
إسطنبول - يارا إدريس
+A
حجم الخط
-A

المتداول أن الدول المعاقَبة غربياً تجد في العملات الرقمية ملاذاً لها، فرضية لم يتم إثباتها بشكل دقيق، فرغم كل ما تم الحديث عنه بالإعلام خلال الحرب الروسية على أوكرانيا؛ هل استطاعت دولة مفروض عليها عقوبات اقتصادية الخروج من أزماتها باللجوء للعملات المشفرة؟

حديث الاقتصاديين عن لجوء الدولة المعاقبة إلى العملات الرقمية للخروج من نفق العقوبات، أكدته حاكم البنك المركزي الأوروبي كريستين لاغارد عندما قالت إنه تم الكشف عن تداولات للروس في عالم الكريبتو زادت بنحو 240% خلال الحرب.

ناقش هذه القضية برنامج الثلاثاء الاقتصادي لهذا الأسبوع مع الخبير بالعملات الرقمية محمد ياسر طباع.

 

 

أكد الطباع أنه عند التحقق من المواقع التي تعتبر مصدراً شفافاً بالنسبة للمتداولين، والتي تظهر حجم التداول في الأشهر الثلاثة الأخيرة بين الروبل والبتكوين والروبل والدولار الأميركي الرقمي، يبين الخط البياني أنه عاد للثبات بعد ارتفاعه الطفيف خلال هذه الفترة وهذا يدل على أن الأثر كان محدوداً.

وأضاف أن هذا ما اضطر كثيرا من المواقع الكبرى في التداول بإيقاف كل معاملة تحصل من روسيا. 

وأشار طباع إلى أن الخلط بين الروس المعاقبين وغير المعاقبين بات أمرا لا مفر منه، ما جعل العديد من مواقع التداول تجمد كل الحسابات التي مصدرها روسيا.

الجدير بالذكر أن 17 مليون روسي يملكون عملات رقمية تقدر بـ 23 مليار دولار، تم حجب 2500 حساب منها بعد الحرب.

وأوضح طباع أن من قام بشراء بتكوين قبل الحرب لا يتأثر ويستطيع تحريكها متى يشاء خاصة في موقع "بينانس" العالمي الذي رفض تجميد آلاف الحسابات الروسية إلا أن منصة "بينانس" أوقفت التعامل بها داخل روسيا بشكل مؤقت.

أما بالنسبة لأوكرانيا التي قبلت التبرعات بالبتكوين، فقد منعت قبل أسبوع شراء العملات بالعملة المحلية بسبب خوفها من انهيار عملتها. وحددت سقفاً لحجم التداول بين الأوكرانيين. وهنا يستنتج الباحث أنها أصبحت سلاحاً ذو حدين.

تحدث الطباع كذلك أن الدول عندما تريد شراء عملات رقمية فإنها تتجه لشركات خاصة تدعى over the counter أو فوق الطاولة، ولا تشتريها عن طريق المنصات العادية التي يستعملها الناس بشكل يومي. وهي موجودة في أميركا وأوروبا وتستعمل لشراء أرقام كبيرة من العملات، ويتم من خلالها التبادل المالي وحساباتها مراقبة وهذا ما يؤكد صعوبة توجه دول كبرى لشرائها، فعند وجود wallet أو محفظة كما يطلق عليها والتي تشترى رقميا ليتم وضع العملات المشفرة بها، وإذا كانت تحتفظ بمبالغ كبيرة، فإنها تكون عرضة للشبهة ويتم التقصي عنها، وبالتالي لن يكون الموضوع بهذه السهولة بحسب ما أكده الطباع.

أخيرا ورغم كل التفاصيل التي تحدث عنها الاقتصاديون بهذا الشأن، إلا أن الانقسام مازال موجوداً حول ماهية عالم العملات المشفرة .

وسبب هذا الانقسام الكبير هو ما أشيع حول عالم العملات الرقمية، وأن الغاية من خلق هذه العملات هو وجود underground economy أو اقتصاد سري أو تحت الأرض بلا مركزية تسمح للمتحايلين بتمرير أعمالهم المشبوهة دون رقابة أو حساب، بينما الطرف الآخر يرشح أنه يجب خلق هذا العالم الموازي للهروب من المركزية البيروقراطية للدول وتحكمها بمصير الشعوب ولمواكبة العالم الافتراضي الجديد.