icon
التغطية الحية

هلع من تكرار سيناريو سوريا في أوكرانيا.. إدارة بايدن والملف السوري

2022.05.21 | 13:57 دمشق

1.jpeg
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال زيارة لرئيس النظام السوري بشار الأسد في كانون الثاني 2020 (أسوشيتد برس)
إسطنبول - متابعات
+A
حجم الخط
-A

منذ اليوم الأول لبدء الحرب الروسية الأوكرانية، ظهرت تحليلات عبر الصحف الغربية تحذر من تكرار السيناريو السوري في أوكرانيا، ليس فقط من حيث جرائم الحرب، بل بما يعنيه ذلك سياسياً أيضاً، فسقوط أوكرانيا بيد الروس بعد أن تحولت سوريا إلى قاعدة روسية إيرانية، يعني أن ميزان القوى العالمي سوف يميل كثيراً نحو الشرق، بحسب صحيفة "الغارديان" البريطانية.

يعود الحديث عن هذه المخاوف اليوم، لكن على المستوى الرسمي للسياسة، وقد عبر عنه صراحةً إيثان داس غولدريتش، نائب مساعد وزير الخارجية الأميركي لملف سوريا وبلاد الشام في مكتب شؤون الشرق الأدنى، خلال حوار مطول مع صحيفة "العربي الجديد"، نشر اليوم 21 أيار.

يرصد موقع تلفزيون سوريا بعض أهم النقاط التي وردت في حوار غولدريتش، مقاطعاً إياها مع بيانات وتقارير صحفية ورسمية، للإضاءة على موقف الإدارة الأميركية من الملف السوري، بعد حرب دامت 11 سنة، وعلى خلفية حرب جديدة تشتعل نيرانها على أراضي أوروبا الشرقية.

الحل السياسي بين سوريا وأوكرانيا

على الرغم من وصفه لرئيس النظام السوري بشار الأسد، أنه العقبة الرئيسية أمام إيجاد حل سياسي للصراع، وتلميحه الواضح لعدم وجود حسن نية لدى مندوبي النظام السوري في مفاوضات اللجنة الدستورية في جنيف، يصرّ غولدريتش على تمسك بلاده بقرار مجلس الأمن رقم 2254، الذي ينص على وقف إطلاق النار وإنهاء الصراع بتسوية سياسية.

في أوكرانيا أيضاً أعلنت أميركا عن التزامها بالمساعي الدبلوماسية، لكن بياناً منشوراً على الموقع الرسمي للخارجية الأميركية، يكشف عن دعم عسكري وأمني كبير لأوكرانيا منذ كانون الثاني 2021، تجاوز 4.5 مليارات دولار، 3.8 مليارات من هذا المبلغ جرى تخصيصها منذ بداية الغزو الروسي فقط، في 24 شباط الماضي، وتشمل المساعدات مضادات طائرات ودروعاً وغيرها.

استناداً إلى أن الخطاب الأميركي في سوريا لم يتغير مع مرور أكثر من عقد على الحرب، فمن السهل رؤية عقد آخر يلوح في الأفق، في حين يعزز دعم المقاومة الأوكرانية، ولو عن بعد، فرصة هزيمة المعتدين أو حتى إنهاكهم.

أكثر دولة معاقبة في التاريخ

لن تطبع أميركا مع نظام الأسد، قالها غولدريتش بشكل قاطع، لن تطبع واشنطن مع نظام يقتل ويعذب شعبه، ويشرد أكثر من نصفه، ويخفي أكثر من 130 ألف سوري وسورية قسرياً. وبناءً عليه لن تتراجع واشنطن عن عقوباتها وسوف تعززها وتضيف إليها كلما اقتضت الضرورة.

العقوبات سلاح لا يستهان به لإضعاف القدرة العدوانية للأنظمة الديكتاتورية، فالحروب مكلفة جداً وتحتاج إلى الكثير من الأموال، لكن من اللافت للنظر أن تتحول سوريا إلى قاعدة عسكرية لروسيا منذ تدخلها بطلب من بشار الأسد عام 2015، من دون أن نلاحظ عليها أي ضيق يذكر، في حين حولتها ثلاثة أشهر فقط منذ بداية حربها على أوكرانيا، إلى أكثر دولة معاقبة في التاريخ، متجاوزة إيران وسوريا نفسيهما، بحسب قاعدة البيانات العالمية "castellum.ai".

العقوبات تكون سلاحاً حقيقياً فقط عند تفعيلها بشكل جدي وحازم، لردع كل من يعتدي على المواثيق الدولية. باستثناء ذلك قد يسيء الكثيرون الظن بها، ويعتبرونها غير فعالة فيتمادون بشن الحروب، وقد يراها الضحايا أسلوباً للمماطلة السياسية.

هلع بعد تهدئة 

"إننا نشعر بالهلع حين نرى أن قواعد اللعبة المرعبة الممارسة في سوريا تُطبَّق الآن على يد روسيا في أوكرانيا". يقول غولدريتش، لكنه ينفي أن يكون الضغط الأخير على نظام الأسد مجرد مناورة أميركية لمعاقبة روسيا بعد حربها في أوكرانيا، ويصر أن محاسبة الأسد "الديكتاتور المتوحش" ونظامه، أولوية أميركية قصوى.

وكان الحساب الرسمي للسفارة الأميركية في دمشق على موقع تويتر، في 2 آذار الماضي، أي بعد أسبوع واحد على الغزو الروسي، قد أعلن أن إفلات النظام السوري من العقاب سينتهي بعد 11 سنة من الجرائم ضد السوريين، داعيةً للمشاركة في حملة "شهر المحاسبة".

وهو انقلاب وتحسن مفاجئ، بالنظر إلى تقرير أعدته مجلة "فورين بوليسي" (Foreign Policy)، يكشف عن صفقة سرية بين واشنطن وموسكو للتخفيف من الضغط على نظام الأسد في الأمم المتحدة، واقترحت الدولتان مشروعهما على أعضاء مجلس الأمن بتاريخ 31 كانون الثاني 2022، أي قبل الغزو الروسي لأوكرانيا بـ24 يوماً فقط.

يؤكد إيثان داس غولدريتش خلال حواره مراراً على جدية والتزام بلاده بموقفها المبدئي في سوريا، لا سيما في ما يتعلق بالمحاسبة والعدالة، لكنه يؤكد في الوقت ذاته، أن هذه الإدارة ليست في وارد محاولة هندسة تغيير النظام.