icon
التغطية الحية

هل يمكن لـ دول شرق المتوسط إنقاذ أوروبا من أزمة الغاز؟

2022.06.29 | 18:16 دمشق

غاز شرق المتوسط
مشروع غاز شرق المتوسط (إيستميد) المثير للجدل - (Getty)
+A
حجم الخط
-A

بدأت أوروبا بالتفكير خارج الصندوق من خلال البحث عن مصدرين للغاز الطبيعي، وآخِر اتفاقية كانت مع إسرائيل لاستجرار الغاز منها عبر مصر من خلال محطتي الإسالة (إدكو ودمياط)، اللتين تعدّان الأكبر في شرق المتوسط، فهل ستنجح أوروبا بإيجاد البدائل؟

هذه النقاط وغيرها كانت محور النقاش في حلقة هذا الأسبوع من الثلاثاء الاقتصادي، مع الضيف الدكتور مصطفى البازركان، مدير مركز معلومات وابتكارات الطاقة في لندن.

يرى الدكتور البازركان أنّه لا توجد أي دولة في العالم تستطيع سدّ حاجة أوروبا من الغاز الروسي، الذي يصل إلى ألمانيا وشرق أوروبا عبر الأنابيب، والبديل الغاز المسال الذي يحتاج إلى محطات إسالة لا تملكها أوروبا، خاصةً ألمانيا التي تعدّ المتضرّر الأكبر حتى الآن.

أمّا بالنسبة للغاز الإسرائيلي فهناك تعاون مع مصر، منذ سنوات، وهناك مكامن كبيرة للغاز في شرق المتوسط الذي يُسمّى "حقل الشام" ويحوي احتياطيات من الغاز تتجاوز الـ345 ترليون متر مكعب، ما يسد حاجة جنوب أوروبا لـ30 عاماً، وفق بازركان.

وعن خطوط الإمداد في حال كان هناك ربط بين خط الغاز العربي الذي تم توقيع اتفاقيته ليصل من مصر إلى لبنان عبر سوريا، وبين خطوط إمدادات الغاز إلى أوروبا، وعن إمكانية وجود تركيا ضمن هذا الخط؟ أشار بازركان إلى أنّه قبل حرب أوكرانيا كانت هناك دراسات جدوى حول خط من إسرائيل تحت البحر طوله أكثر من 1870 كيلومتراً، وهو الخط الأطول في العالم الذي يمتد من إسرائيل إلى قبرص فاليونان وإيطاليا، ولم توافق أميركا على مدّ هذا الخط قبل الحرب الروسية - الأوكرانية، لكن مع حاجة أوروبا للغاز اليوم، لا بدّ من العودة للتفكير بهذه الخطوط البديلة.

الغاز المُصدّر من مصر

بشأن الغاز المُصدّر من مصر سيكون عبر ناقلات، لكونه غازاً مسالاً، ومصر تصدّر نحو 1.6 مليار قدم مكعب، ولكون ثلث هذه الكمية هو غاز إسرائيلي، تكمن نقطة حسّاسة هنا، لأنّ هذا الغاز متنازع عليه ويجب أن يكون للفلسطينين حصة منه، وقد تؤدي لصراعات جديدة في المنطقة.

أما عن تركيا فهي تعتبر بوابة الغاز إلى أوروبا، وتلعب دوراً مهماً لفرض التعاون بين الدول المنتجة للغاز والدول المستوردة.

الموقف الروسي

هناك هدوء يخيم على الموقف الروسي التي هي بحسب الدكتور بازركان، تدير أنظارها نحو أطرافٍ أخرى لتمدها بالغاز وتجد أسواقا بديلة عن أوروبا، فهي تداركت الموضوع، منذ الأسبوع الثاني من دخولها إلى أوكرانيا، وذلك بتقديم تخفيضات كبيرة بأسعار النفط والغاز وصلت لـ32%.

وحتى عندما لوحت دول مجموعة السبع بوضع سقف لأسعار النفط والغاز الروسي، لم يؤثر على روسيا لأنّها وجدت أسواقاً بديلة هي الهند والصين وشرق آسيا، ولا بد من الإشارة إلى نقطة مهمة هنا وهي أن الهند تأخذ النفط الروسي وتكرّره لتبيعه لاحقاً للشركات الأوروبية وتحصل على عمولة من 30 إلى 32 %. وبهذا فإنّ روسيا تخلق سوقاً ثانوياً للغاز والنفط بأسعار مخفّضة جداً، وهذا ما يجعل الدول المنتجة للطاقة أمام تحديات كثيرة.

اقرأ أيضاً.. رغم التوتر.. زيادة تدفق الغاز الروسي إلى أوروبا عبر أوكرانيا

فهل ستعود أوروبا عن هذه الخطوة وتعيد النظر في علاقتها مع روسيا؟ هنا يرى الدكتور مصطفى البازركان أن هذه الاستراتيجية لا رجعة فيها وستستمر أوروبا بخطتها مهما كان الثمن، فمدة العقد مع إسرائيل هو 3 سنوات فقط، لأنه لا يوجد استقرار في سوق الطاقة وهناك تغيرات كبيرة في الأسعار.

أمّا عن خطة وكالة الطاقة الدولية لترشيد استهلاك الغاز واستعمال بدائل من الطاقة البديلة والفحم الحجري، يقول الضيف إنّها نقاط "نظرية"، وهذه النقاط لم تأخذ بعين الاعتبار التضخم والبطالة والركود العالمي وتراجع الاقتصاد، واستعمال الفحم سيكون سبباً جديداً لخلق مشاكل بيئية واجتماعية وسياسية، حتى بسبب الخطط المتفق عليها لوقف استعمال هذه المصادر المضرة للبيئة.

يختم مدير مركز معلومات وابتكارات الطاقة في لندن مصطفى البازركان بأنّ كل الدول الشرق أوسطية الغنية بالغاز وحتى النفط، تستطيع استغلال هذا الوقت لتدخل سوق الطاقة العالمي وتكون بديلاً عن روسيا كمنتجة للنفط والغاز، كـ قطر والجزائر وليبيا والعراق، وهذا من شأنه أن يكون نقطة تحوّل اقتصادي وحتى سياسي في مستقبل المنطقة.