icon
التغطية الحية

هكذا يتم اختطاف الأطفال والقاصرات في مناطق سيطرة "قسد"

2020.08.09 | 19:31 دمشق

arywyuu-768x461.jpg
مقاتلة في صفوف "قسد" (AFP)
 تلفزيون سوريا ـ خاص
+A
حجم الخط
-A

جنّدت مجموعة "الشبيبة الثورية" وجماعات عسكرية مقربة من "الإدارة الذاتية" أكثر من 15 طفلاً وقاصراً في مناطق سيطرة "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) في محافظتي الحسكة وحلب خلال الشهرين الماضيين، بحسب ما أكدته مصادر خاصة لتلفزيون سوريا.

وقال مصدر من عائلة الطفلة لاشر داري (11 عاماً) والمعروفة باسم (رونيدا) لتلفزيون سوريا، إن مسؤول مجموعة "الشبيبة الثورية" في مدينة عامودا بريف الحسكة يقف خلف خطف ابنتهم في 29 من حزيران الفائت، بداعي التجنيد.

وأكد المصدر الذي فضّل عدم الكشف عن اسمه أنه تم منع العائلة من التواصل مع ابنتهم ومعرفة مكان وجودها وجميع محاولاتهم بإرجاعها باءت بالفشل، بالرغم من تقديمهم شكوى لدى "قوات الأمن الداخلي" (الأسايش) والمؤسسات المعنية في "الإدارة الذاتية" وتوجيههم نداءً لقائد "قسد"، مظلوم عبدي، عبر صفحات التواصل الاجتماعي.

وقال مصدر مطلع إن مجموعة "الشبيبة الثورية" تعمل على تجنيد الأطفال والقاصرين من خلال الترغيب أو الخطف ونقلهم إلى معسكرات تدريب خاصة يقع بعضها في مدينة الحسكة وأخرى في مدينة المالكية (ديرك)، قبل فرزهم إلى مراكز عسكرية في مناطق سيطرة "قسد".

الشبيبة الثورية أو جوانن شورشكر

"الشبيبة الثورية" أو ما يعرف كردياً بـ (جوانن شورشكر- Ciwanên Şoreşger) هي مجموعة تتألف من شباب وشابات أغلبهم قاصرون لا يتبعون فعلياً لأي من مؤسسات "الإدارة الذاتية"، ويتم غالباً قيادتهم من قبل كوادر (قادة عسكريين) ينتمون لـ"حزب العمال الكردستاني" (PKK).

واعتمد "حزب العمال الكردستاني" على هذه المجموعة للقيام بعمليات خطف وضرب النشطاء المعارضين لهم في سوريا، وحرق مقارّ "المجلس الوطني الكردي" وتهديد المعارضين لـ"الإدارة الذاتية".

وتشير مصادر تلفزيون سوريا إلى أن المجموعة ذاتها خطفت قاصرة (14 عاماً) وهي ابنة قيادي في حزب ينتمي لـ"المجلس الوطني الكردي" في الثاني من تموز الفائت، بمدينة القامشلي أثناء توجهها لمعهد تعليمي بالقرب من مقر لـ"الشبيبة الثورية" في المدينة.

وتدخل "المجلس الوطني الكردي" لدى قائد "قسد"، مظلوم عبدي، وطالبه بضرورة إعادة الفتاة بأسرع وقت والتلويح بتعليق المفاوضات مع "حزب الاتحاد الديمقراطي" في حال عدم إطلاق سراح الفتاة، حيث تم إطلاق سراحها بعد يومين من خطفها في أحد معسكرات التدريب بمدينة الحسكة.

وقال مصدر مطلع إنه تم نقل أكثر من 15 قاصراً اختطفوا من قبل "الشبيبة الثورية" في عموم مناطق سيطرة "قسد" إلى معسكر للتدريب بأطراف مدينة الحسكة، حيث يتلقون تدريبات عسكرية قاسية قبل تجنيدهم ضمن صفوف القوات التابعة لـ"الإدارة الذاتية".

وأفاد مصدر آخر من عائلة طفلة خطفت في مدينة الرميلان في 25 من أيار الفائت، أن "الطفلة خطفت أثناء وجود عائلتها خارج المنزل من قبل مجموعة عسكرية تابعة للإدارة الذاتية بحسب ما أكده لنا أصدقاء الطفلة".

وأضاف المصدر "تواصلت العائلة مع قوات الأسايش ومع هيئة الداخلية وقدموا لهم أسماء الأشخاص الذين قاموا بخطف الفتاة وحتى أنهم زودوهم بموقع النقطة العسكرية التي توجد فيها ولكن دون جدوى".

ونوه المصدر إلى أن العائلة لجأت إلى قادة في "الإدارة الذاتية" و"المجلس الوطني الكردي" الذي طالبهم بوثائق وثبوتيات حول عمر الطفلة واسمها وصورتها لعرضها على قائد "قسد"، ولكن إلى الآن لم يتم إعادة الطفلة حسب ما أكده المصدر.

الخوف من الانتقام

اشترطت عوائل الأطفال المخطوفين على مصادر تلفزيون سوريا عدم ذكر أسماء أطفالهم، كونهم يخشون من رد انتقامي من قبل الجهات التي قامت بخطف أبنائهم، ونقلهم إلى مناطق قد تكون حتى خارج الحدود السورية حسب وصفهم، في إشارة لمعسكرات التدريب الخاصة بـ"العمال الكردستاني" في العراق.

ونشر ناشطون خبر خطف الطفلة (لينا عبد الباقي خلف) 14 عاماً في الثاني من تموز الفائت، من قبل مجموعة "الشبيبة الثورية" في قرية "تل كرم" التابعة لمدينة الدرباسية بمحافظة الحسكة.

 

وكذلك خطفت مجموعة الشبيبة الثورية الطفلة "جاكلين محمد أيوب" ١٤ عاماً من أمام مدرستها في قرية ميناس التابعة لعين العرب بريف حلب الشرقي في 7 من تموز الفائت، واقتادوها إلى جهةٍ مجهولة.

وقالت عائلة جاكلين إنه "بعد مراجعة ذوي الطفلة القاصرة مسؤولين في مركز وحدات حماية المرأة YPJ في مدينة كوباني، أخبروهم أن مجموعة الشبيبة الثورية أرسلتها إلى الجزيرة (محافظة الحسكة) لتلقي التدريب".

وناشدت السيدة جميلة وهي والدة الطفل القاصر "دجوار جمعة " مواليد 2005 من أهالي مدينة عين العرب الجهات المسؤولة في "الإدارة الذاتية" لإعادة طفلها بعد تجنيده من قبل قوة عسكرية.

وقالت في تسجيل فيديو نشرته في الخامس من تموز الفائت، على مواقع التواصل الاجتماعي إنها فقدت ابنتها القاصر في القتال ضمن صفوف قوات "الإدارة الذاتية" ولديها ابن آخر ضمن هذه القوات وتطالب بإعادة ابنها الأصغر وأنها لن تتراجع عن المطالبة بعودة ابنها حتى لو كلفها هذه الأمر حياتها.

وأضافت أن ابنها يدرس في صف التاسع الإعدادي ومنعوها حتى من لقائه للاطمئنان عليه وهددوها بحرقها بعد مطالبتها لمسؤولين عسكريين بإعادة أبنها بحسب ما قالته في الفيديو.

صور ووثائق متداولة:

 

 

وقال مصدر مطلع لتلفزيون سوريا إن قاصرة من ريف ديريك تمكنت قبل أيام من الهرب من أحد معسكرات التدريب بعد تجنيدها لأكثر من 20 يوماً.

وخطف مجهولون يستقلون سيارة من نوع فان الطفل جودي عدنان عمر (14 عاماً) من المنطقة الصناعية حيث يعمل الطفل بمدينة القامشلي يوم الخميس الثاني من تموز الفائت.

وأوضح شخص مقرب من عائلة الطفل جودي عمر، لتلفزيون سوريا أنه لم يتم التعرف على الجهة التي قامت بخطف الطفل بعد ولكنه يعتقد أن عملية الخطف جاءت بداعي التجنيد.

وأضاف المصدر أن "عائلة الطفل قامت بمراجعة جميع مراكز قوى الأمن الداخلي والجهات العسكرية التابعة للإدارة الذاتية وبالرغم من وجود كاميرات في المنطقة التي خطف منها الطفل ولكنه إلى الآن لم يتم الكشف عن مصيره".

وأكدت مصادر تلفزيون سوريا أن العديد من عوائل الأطفال الذين يتم خطفهم بداعي التجنيد غالباً لا يتحدثون للإعلام ويحاولون استعادة أطفالهم عبر وسطاء وأشخاص مقربين من "الإدارة الذاتية" والجهات العسكرية وذلك خشية أن يتسبب الظهور الإعلامي لهم برد فعل انتقامي من قبل الجهات العسكرية وإخفاء أطفالهم في معسكرات تدريب خارج المنطقة.

وقال مسؤول في "المجلس الوطني الكردي" لتلفزيون سوريا إن "عوائل عديدة تواصلت معنا وقدموا لنا أسماء أطفالهم وتواريخ خطفهم ونحن بدورنا قدمنا هذه الأسماء لقائد قسد وأكدنا على رفضنا القاطع لعملية تجنيد الأطفال وطالبنا بوقف التجنيد الإجباري أيضاً وأوضحنا ذلك لأعضاء وفد الخارجية الأميركية الراعين للمفاوضات الكردية - الكردية".

وأضاف المسؤول أن "قائد قسد مظلوم عبدي أبدى استياءه من استمرار عملية التجنيد وأكد لهم على عودة الأطفال القاصرين لذويهم في وقت قريب ومحاسبة المسؤولين عن خطفهم".

وكانت الأمم المتحدة قد أعلنت مطلع تموز من العام الفائت، أنها وقعت خطة عمل مع "قسد" من أجل إنهاء ومنع تجنيد الأطفال في صفوفها.

ووفق ما ذكرت الأمم المتحدة في بيان لها، فإن خطة العمل تشمل تسريح الفتيان والفتيات المجندين حالياً وفصلهم عن القوات، بالإضافة إلى منع وإنهاء تجنيد الأطفال ممن هم دون 18 عاماً.

وأثار استمرار عملية خطف وتجنيد القاصرين من قبل مجموعات مسلحة تابعة أو مقربة من "الإدارة الذاتية" حالة استياء شعبي من قبل الناشطين المدنيين والمنظمات الحقوقية التي طالبت "الإدارة الذاتية" و"قوات سوريا الديمقراطية" بإنهاء ملف تجنيد الأطفال والالتزام بشكل نهائي ومحاسبة المسؤولين عنه.