نقل موظفون في منظمات إنسانية عن عدد من قاطني مخيم الهول تعرّضت خيمهم لعملية تخريب وسرقة خلال الحملة الأمنية التي أطلقتها قوات سوريا الديمقراطية "قسد" في المخيم يوم أمس الجمعة، متهمين الأخيرة بخلق حادثة هروب مجموعة من الأشخاص من المخيم لتبرير بدء العملية الأمنية.
وأعلنت "قسد" الأربعاء عن إحباط محاولة هروب 56 شخصاً من مخيم الهول، الذي تحتجز فيه عائلات أشخاص يُشتبه بارتباطهم بتنظيم الدولة (داعش)، وذلك باستخدام مركبة كبيرة.
ونشرت قناة "روناهي" التابعة "للإدارة الذاتية" فيديو من كاميرا مراقبة مثبتة على حاجز أمني لـ"قسد"، قالت إنه لمحاولة تهريب عوائل من تنظيم "داعش" إلى خارج المخيم عبر سيارة شحن متوسطة من نوع "إنتر". فيما علّق مصدر من مخيم الهول على الفيديو بالقول إن "العملية مفبركة، وكاميرات المراقبة منتشرة في كافة أقسام المخيم، وفي خط سير الآليات والشاحنات، ولا يمكن لأي شاحنة تحميل هذا العدد من الأشخاص دون ملاحظة ذلك قبل خروج الشاحنة من المخيم".
واللافت في الفيديو أن عملية التهريب المزعومة تمت عبر تحميل شاحنة مكشوفة بهذا العدد من الأشخاص، ما يجعلها شبه مستحيلة. ويتواجد عشرات الحواجز الأمنية لـ"قسد" في محيط المخيم، إلى جانب أن الفيديو لا يُظهر لوحة السيارة، ولا وجه السائق بوضوح، ولا عدد الأشخاص الذين كانوا داخلها، ما يثير الشكوك حول مصداقية الحادثة، وفق المصدر.
ونقل موظفون عن عدد من قاطني المخيم تعرض خيمهم وأغراضهم للتخريب بشكل همجي، إلى جانب تعرض خيم أخرى لسرقات عديدة شملت أغراضاً إلكترونية وساعات وأدوات صغيرة يمكن لعناصر "قسد" حملها.
وأعلنت قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، الجمعة، أنها بدأت حملة أمنية في مخيم الهول بالحسكة بدعم من التحالف الدولي.
وأضافت "قسد" عبر بيان مصوّر أن الحملة تأتي استجابة لتصاعد هجمات تنظيم "داعش" ضد العاملين في المجال الإنساني، وتخريب المرافق الخدمية داخل المخيم.
دوافع حملة "قسد"
قال مصدر عسكري عمل سابقاً ضمن صفوف "قسد" لموقع تلفزيون سوريا إن إثارة ملف "داعش" وخلاياه وشنّ عمليات أمنية غالباً ما تكون "شكلية أو وهمية"، وتأتي بهدف دعم رواية "قسد" حول تنامي خطر التنظيم وعودة نشاطه للمنطقة، وهو أمر مرتبط بشكل أساسي بزيادة الضغوط السياسية والأمنية والداخلية على قوات سوريا الديمقراطية.
وأوضح أن "قسد" لجأت إلى تحريك ورقة "داعش" مرات ومرات خلال السنوات السابقة، خاصة في المراحل التي كانت تشهد فيها مناطق شمال شرقي سوريا عمليات عسكرية للجيش التركي أو تهديدات بشنّ عمليات جديدة، إلى جانب الاستهدافات الجوية لمواقع "قسد" أو تهديد تركيا بشن عمليات عسكرية جديدة.
ويرى المصدر أن "الزخم الإعلامي وإثارة ملف داعش مجدداً في المرحلة الحالية، تسعى منه قسد إلى تخفيف الضغط السياسي عليها محلياً وإقليمياً ودولياً بخصوص ضرورة تطبيق اتفاق آذار والاندماج مع الجيش السوري، وكذلك لتخفيف الضغوط الداخلية عن نفسها مع استمرار تدهور الوضع المعيشي والخدمي في مناطقها، وتنامي حالة الغضب الشعبي من هذا الواقع المتدهور".
حملة ضد المدنيين بذريعة "داعش"
اعتقلت قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، السبت الفائت، أكثر من 50 شخصاً بينهم ناشطون ومعارضون لـ"قسد" خلال حملة أمنية واسعة في مدينة الحسكة، قالت إنها تستهدف خلايا تنظيم الدولة (داعش).
وذكر مصدر محلي من حي غويران لموقع تلفزيون سوريا أن "الحملة الأمنية استهدفت عدداً من الناشطين والمواطنين المعارضين لـ'قسد'، إضافة إلى أشخاص اعتُقلوا على خلفية صلات قرابة تربطهم بشخصيات معارضة مقيمة خارج مناطق شمال شرقي سوريا وتنشط إعلامياً".
وأفرجت "قسد" لاحقاً عن عدد من المعتقلين، دون أن توضح أسباب الاعتقال أو التهم الموجهة إليهم، بعد أن نشرت صورهم على أنهم عناصر من خلايا تنظيم "داعش".