icon
التغطية الحية

نيويورك تايمز تكشف أسرار "جلاد داعش" المزيف

2020.12.19 | 08:22 دمشق

abw_hdhyft.jpg
شهروز تشودري الذي أطلق على نفسه اسم أبو حذيفة - الإنترنت
إسطنبول - متابعات
+A
حجم الخط
-A

أجرت صحيفة "نيويورك تايمز" مراجعة لمزاعم قدمها شاب كندي شارك في سلسلتها الإذاعية "الخلافة" عام 2018، وادعى أنه ارتكب جرائم بشعة ضمن صفوف "تنظيم الدولة" في سوريا.

ورغم تأكيد مصادر أمنية في البداية، بحسب الصحيفة، لرواية الشاب، استبعد مسؤولون في كندا والولايات المتحدة أن يكون لحديثه عن الجرائم التي ارتكبها في سوريا أي مصداقية، مشيرين أنه لم يدخل سوريا، أو أنه دخلها لفترة وجيزة في أفضل الأحوال.

وادعى الشاب، شهروز تشودري، 25 عاماً، وهو كندي من أصل باكستاني، في تصريحات لصحيفة "نيويورك تايمز" قبل أكثر من عامين، أنه كان عضواً في الشرطة الدينية لـ "تنظيم الدولة" في سوريا، وأنه ساهم في عمليات إعدام وقتل وطعن .. إلخ.

وفي محاولة لمعرفة الأسباب التي دفعت تشودري إلى الكذب، سلطت الصحيفة في تقرير نشرته يوم أمس الجمعة، على طبيعة الحياة التي يعيشها في ضواحي تورنتو الكندية.

ووفقا للصحيفة، فإن تشودري يقضي معظم وقته في مطعم عائلته المتخصص لبيع الشاورما والكباب في منطقة خارج تورنتو.

ووفقا للأستاذ المساعد في جامعة "كوينز"، أمارناث أماراسينغام، والذي يصدق رواية تشودري بشأن انضمامه لـ "تنظيم الدولة"، فإن الشاب "يشعر بالملل" وقال إن "حياته الحقيقية مملة قليلاً".

ووفقاً للصحيفة، فإنه يرجَّح أن تبني تشودري أفكاراً متطرفة، قد يكون سبباً آخر وراء اختلاقه الرواية التي تعبر عما في داخله، أو ما يريد القيام به، ومن المحتمل ألا يتعدى سبب أكاذيبه مجرد الرغبة بالشهرة، أو بـ "زرع الخوف" بين أفراد المجتمع.

وكان تشودري قد أطلق على نفسه لقب "أبو حذيفة الكندي"، وفقا لصحيفة "الغارديان" البريطانية، وتضمنت مزاعمه الادعاء بانضمامه إلى الشرطة الدينية التابعة لـ "تنظيم الدولة"، وأنه التحق بدورة تدريبية تعلم خلالها كيفية مهاجمة دول الغرب، بما يشمل بلاده.

وشملت رواية تشودري وصف عمليات قتل بشكل تفصيلي ومروع، ومشاركته بجرائم فظيعة مع "تنظيم الدولة" في سوريا.

وادعى خلال المقابلة الإذاعية أنه قتل رجلاً بعيار ناري في رأسه، وزعم أنه طعن تاجر مخدرات في قلبه، قبل تعليق جثته على صليب، وقال في إحدى حلقات سلسلة "الخلافة" أنه "كان الدم دافئاً، ويتناثر في كل مكان.. اضطررت إلى طعنه عدة مرات، ثم وضعناه على صليب، وكان عليّ أن أترك الخنجر في قلبه".

وأكد مسؤولون في الاستخبارات وأجهزة الأمن الكندية والأميركية أن تشودري ليس سوى كاتب خرافات نسج حكايات جهادية بشأن القتل ضمن صفوف "تنظيم الدولة" في سوريا.

وقال المسؤولون إن تشودري لم يكن إرهابياً، وإنه من شبه المؤكد أنه لم يذهب إلى سوريا على الإطلاق، وإن القصص المروعة التي رواها كانت ملفقة.

وفي أيلول الماضي، اتهمت السلطات الكندية تشودري بارتكاب "خدعة إرهابية"، قد يواجه بسببها السجن لمدة خمس سنوات.

 وبعد تحقيق استمر أربع سنوات مع تشودري بسبب مزاعمه، التي نشرها عبر وسائل التواصل، قالت السلطات الكندية إنها باتت على ثقة بأنه لم يدخل سوريا ولم ينضم لـ "تنظيم الدولة"، ولم يرتكب أي من الجرائم المروعة التي وصفها.

وشمل التحقيق تفحص السلطات لسجلات سفر الشاب والوثائق المالية ومنشوراته على وسائل التواصل الاجتماعي وإفاداته، بالإضافة إلى معلومات استخباراتية أخرى مرتبطة.

وكشفت مراجعة أجرتها صحيفة "نيويورك تايمز" لمزاعم تشودري عن استخدامه صور إرهابيين في سوريا كانت متوفرة على الإنترنت، تحديدا على موقع "Getty Images"، ما يطعن في جميع مزاعمه.

ووفقا لصحيفة "غارديان"، فقد انتاب الخوف والغضب جميع أنحاء كندا بعد الكشف عن حرية التنقل التي تمتع بها تشودري قبل كشف أكاذيبه.

كما اتهم خصوم سياسيون لرئيس الوزراء الكندي، جاستن ترودو، بالسماح لإرهابي "متعطش للدماء" بالتنقل في شوارع تورونتو. لكن القصة أخذت منحى مختلفاً بعد قبض الشرطة على الشاب في سبتمبر الماضي.

 

 

اقرأ أيضاً: كندا..شاب يخدع نيويورك تايمز وغيرها ويفبرك انتماءه لتنظيم الدولة