icon
التغطية الحية

"نيوزويك": سوريا ورقة مساومة في مناورات إدارة بايدن مع إيران

2021.10.12 | 12:28 دمشق

us-president-joe-biden-announces-that-he.jpg
قالت "نيوزويك" إن إدارة بايدن قلّصت بشكل تدريجي من التزام الولايات المتحدة بعزل بشار الأسد - Getty
ترجمة وتحرير موقع تلفزيون سوريا
+A
حجم الخط
-A

نشرت مجلة "نيوزويك" مقالاً لمستشار شؤون الشرق الأوسط للسياسة الخارجية الأميركية، إلان بيرمان، قال فيه إن سوريا ربما أصبحت ورقة مساومة من نوع ما في مناورات السياسة الخارجية لإدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، وجهودها المستمرة لاستئناف المفاوضات الدبلوماسية حول البرنامج النووي الإيراني.

 

ماذا حدث للسياسة الأميركية تجاه سوريا؟

وتساءلت الصحيفة "ماذا حدث للسياسة الأميركية تجاه سوريا؟"، مشيرة إلى أنه "في هذه الأيام، هذا هو السؤال الذي يطرحه الكثيرون في الشرق الأوسط وهم يشاهدون إدارة بايدن تتراجع عما كان، على مدى العقد الماضي، أكثر صراعات المنطقة استعصاءً"، مؤكدة أنه "على مدى الأشهر الماضية، قلّصت إدارة بايدن بشكل تدريجي من التزام الولايات المتحدة بعزل بشار الأسد، أو فرض عقوبات على نظامه الوحشي بسبب انتهاكاته ضد السوريين".

وأوضح الكاتب أنه "من الناحية الرسمية، لم يتغير شيء بالطبع، فمسؤولو البيت الأبيض يواصلون الإصرار على أن السياسة الأميركية لا تزال كما هي، وأن نظام الأسد لا يزال منبوذاً دولياً، وأنه لا توجد خطط للتعامل مع دمشق، لكن وراء الكواليس، يقول المراقبون إن هناك إحساساً لا لبس فيه بأن التطبيع الزاحف نحو نظام الأسد آخذ في التبلور".

وأضاف أن "هذا الانطباع، هو ما دفع ملك الأردن، عبد الله الثاني، لاستئناف الاتصالات الدبلوماسية مع نظام الأسد، وإعادة فتح حدوده معه، كما يتجسد في إخفاق البيض الأبيض المستمر في تطبيق قانون قيصر، الذي حتى الآن لم يتم إضافة أي مسؤول سوري من قبل إدارة بايدن إلى العقوبات، مما يرسل إشارة واضحة إلى نظام الأسد بأنه ليس هناك ما يخشاه من واشنطن من جرّاء انتهاكاته المتعددة والمستمرة".

 

ورقة مساومة مع إيران

وأشارت "نيوزويك" إلى أنه "ما يكمن وراء إهمال إدارة بايدن الخبيث تجاه ملف سوريا هو أن أهمية هذا الملف تضاءلت بشكل عاجل بالنسبة لفريق بايدن، الذي يطغى عليه أولويات السياسة الخارجية الأخرى، كما أن من الأمور ذات الصلة حقيقة أنه بعد عقد من الضغط الاقتصادي والدبلوماسي على نظام الأسد، يبدو أن حجة عكس المسار تكتسب الآن زخماً داخل أروقة السلطة في واشنطن".

ووفق الصحيفة فإن "الأسوأ من ذلك، أن سوريا ربما أصبحت ورقة مساومة من نوع ما في مناورات أخرى للسياسة الخارجية لإدارة بايدن، وتحديداً في جهودها المستمرة لاستئناف الدبلوماسية النووية مع النظام الإيراني، إذ إنه فوق كل ذلك، تمثّل سوريا شريكاً استراتيجياً رئيسياً لإيران، التي تقدّم من جانبها، إلى جانب روسيا، الدعم السياسي والاقتصادي والعسكري لنظام الأسد".

 

المعارضة السورية: سوريا مستعمرة إيرانية

ونقلت "نيوزويك" عن رئيس هيئة التفاوض السورية، أنس العبدة، قوله إن إيران "اخترقت كل وجه من جوانب نظام الأسد، وتسيطر ميليشياتها على دمشق، ولها نفوذ هائل في معظم المحافظات السورية، حتى إنها متورطة بعمق في بيروقراطية حزب البعث، وتستخدم الأراضي السورية، بالتعاون مع قادة الأجهزة الأمنية، لصناعة وتوزيع المخدرات في جميع أنحاء الشرق الأوسط والخليج".

وأكد العبدة على أنه "دعونا لا نتوهم، سوريا الأسد مستعمرة إيرانية"، مشيراً إلى أن واشنطن لجأت لتخفيف الضغط عن نظام الأسد على أمل أن يكون بمثابة وسيلة جذّابة لإعادة إيران إلى طاولة المفاوضات، حيث يمثّل تخفيف الضغط عن نظام الأسد جائزة استراتيجية وحيوية لإيران".

وختمت "نيوزويك" تقريرها بالقول إن هذا "سيكون نعمة للأسد، الذي لا تزال حكومته ضعيفة سياسياً ومعسّرة اقتصادية، والذي أيضاً تتعارض سياساته بشكل أساسي مع ما قالت إدارة بايدن إنها تريده لسوريا في المستقبل: التعددية وإعادة اللاجئين وإعادة بناء البلاد وعودة الحياة إلى طبيعتها".

وشددت على أنه "لن يكون أي من هذه الأشياء ممكناً في حال بقاء الأسد في السلطة، وهذا هو السبب في أن السياسة السورية التي تتبناها إدارة بايدن الآن تأتي بنتائج عكسية، حيث تأمل المعارضة السورية أن تدرك واشنطن حماقة طريقة المختار، عاجلاً أو آجلاً".