
انتهى تمرد "فاغنر" ضد الجيش الروسي الذي بدأ في ليلة الجمعة – السبت، بانسحاب مقاتلي المجموعة من مدينة روستوف، وتوجه قائدها يفغيني بريغوجين إلى بيلاروسيا، بموجب اتفاق توسطت فيه مينسك.
وأعلن الكرملين، يوم السبت، أن قائد "فاغنر" سينتقل إلى روسيا البيضاء بموجب اتفاق توسط فيه رئيسها ألكسندر لوكاشينكو لإنهاء التمرد المسلح الذي قاده بريغوجين ضد القيادة العسكرية الروسية، بحسب وكالة "رويترز".
وقالت وكالة الأنباء الروسية "نوفوستي"، إن مقاتلي "فاغنر" ورئيسها بريغوجين غادروا المقر الرئيسي للجيش الروسي في مدينة روستوف التي كانوا يسيطرون عليها في جنوب البلاد.
وقال دميتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين، إنه سيتم إسقاط القضية الجنائية التي رُفعت ضد بريغوجين بتهمة التمرد المسلح، وإن مقاتلي "فاغنر" الذين شاركوا في "مسيرته من أجل العدالة" لن يتعرضوا لأي إجراء تقديراً لهم عما قدموه من خدمات لروسيا في السابق.
وأضاف بيسكوف، أن مقاتلي "فاغنر" الذين لم يشاركوا في "المسيرة" سيوقعون عقوداً مع وزارة الدفاع، التي تسعى لوضع جميع القوات المتطوعة المستقلة (المرتزقة) تحت سيطرتها بحلول الأول من تموز.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد تعهد في خطاب متلفز بمعاقبة "الخونة"، لكن بيسكوف قال إن اتفاق إنهاء التمرد له "هدف أسمى"، وهو تجنب المواجهة وإراقة الدماء، واصفاً أحداث اليوم بالـ "مأساوية".
ولم يُفصح بيسكوف، عمّا إذا كانت السلطات الروسية قد قدمت لبريغوجين "تنازلات" أخرى بخلاف ضمانات بسلامته، وهو أمر قال المتحدث باسم الكرملين إن بوتين تعهد به، وبسلامة مقاتلي "فاغنر" لإقناعه بسحب جميع قواته.
إنهاء التمرد قبل وصول "فاغنر" إلى موسكو
أعلن مكتب الرئاسة البيلاروسية موافقة رئيس مجموعة فاغنر يفغيني بريغوجين على اتفاق لوقف تحرك مقاتليه في روسيا وتهدئة الوضع.
وقالت الرئاسة البيلاروسية في بيان السبت، إن بريغوجين وافق على مقترح قدمه الرئيس البيلاروسي لوكاشينكو يقضي بوقف تحرك مقاتليه في مختلف أرجاء روسيا، ويشمل منح ضمانات أمنية لعناصر مرتزقة فاغنر.
وأضافت أن لوكاشينكو تحدث إلى رئيس فاغنر وأنه يتصرف بناء على اتفاق مع بوتين.
من جانبه، أعلن بريغوجين إعادة مقاتليه إلى قواعدهم "حقناً للدماء الروسية". وقال في تسجيل صوتي: "تجنباً لسفك الدماء الروسية قررنا ونحن على بعد 200 كلم من موسكو إعادة المقاتلين إلى معسكراتهم"، وفق ما نقلت "رويترز".
بريغوجين يتهم الجيش الروسي بقصف معسكر لـ"فاغنر" في أوكرانيا
وكان بريغوجين قد اتهم، مساء الجمعة، الجيش الروسي بقصف معسكرات لقواته في أوكرانيا، ما أسفر عن مقتل عدد "هائل" من عناصر مجموعته شبه العسكرية الروسية، متوعداً بالانتقام من وزير دفاع موسكو.
وقال بريغوجين، في رسالة صوتية نشرها مكتبه: "لقد شنوا ضربات، ضربات صاروخية، على معسكراتنا الخلفية. لقد قُتل عدد هائل من مقاتلينا"، متوعداً بـ"الرد" على هذا القصف الذي أكد أن وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو هو الذي أصدر الأمر بتنفيذه.
وخلال ساعات أعلن بريغوجين، في وقت مبكر من يوم السبت، أن رجاله عبروا الحدود من أوكرانيا إلى روسيا، مبدياً استعداده للقتال حتى النهاية في مواجهة الجيش الروسي، في حين استنفرت أجهزة الأمن في موسكو وعدة مناطق روسية أخرى.
ونفت وزارة الدفاع الروسية اتهامات بريغوجين، وقالت إنها تمثل "استفزازاً إعلامياً"، في حين قال التلفزيون الرسمي الروسي إن فيديو الهجوم على معسكر "فاغنر" الذي نشرته الجماعة عبر قناتها على تيليغرام "مفبرك".
ويظهر في مقطع الفيديو، حرائق تشتعل في غابة وأشجار محطمة بقوة، وأُرفق الفيديو بتعليق " تم إطلاق هجوم صاروخي على معسكرات شركة فاغنر العسكرية الخاصة. هنا كثير من الضحايا. قال شهود إن الضربة جاءت من الخلف، أي نفذها جيش وزارة الدفاع الروسية"، بحسب وكالة "رويترز".