يصادف اليوم الجمعة الذكرى الـ 53 لنكسة حزيران، والتي تمكن خلالها الاحتلال الإسرائيلي من هزيمة ثلاث دول عربية واحتلال أجزاء واسعة من الأراضي العربية بينها الجولان السوري ومحافظة القنيطرة.
ففي الخامس من حزيران 1967 شن جيش الاحتلال الإسرائيلي حرباً على ثلاث دول عربية هي سوريا ومصر والأردن، استمرت خمسة أيام، كان من نتائجها احتلال كامل الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية التي كانت تحت السيادة الأردنية، واحتلال كامل سيناء ومدينتي غزة وخان يونس اللتين كانتا تحت السيادة المصرية، أما على الجبهة السورية فقد تم احتلال كامل هضبة الجولان ومدينة القنيطرة.
كما كان من نتائج النكسة نزوح مئات آلاف المواطنين العرب من ديارهم، كان من بينهم حوالي 100 ألف مواطن سوري من سكان الجولان نزحوا من ديارهم إلى الداخل السوري.
ورغم العديد من التقارير التي تحدثت عن التفوق الجوي الإسرائيلي وتدميره خلال الساعات الأولى للحرب معظم الطائرات التابعة للجيوش العربية وهي في مطاراتها، بالإضافة للدعم العسكري اللامحدود لها من قبل حلفائها، فإن الحقائق التي تكشفت لاحقاً أثبتت دور رأس النظام السابق حافظ الأسد في هذه الهزيمة الذي كان يشغل حينها منصب وزير الدفاع في سوريا.
ومن أكبر الدلائل على خيانة حافظ الأسد خلال الحرب كان توقيعه على البيان الذي أذيع في الساعة 9:30 من صباح العاشر من شهر حزيران والذي أعلن فيه سيطرة قوات الاحتلال الإسرائيلي على مدينة القنيطرة، رغم أنها لم تدخل المدينة إلا بعد 17 ساعة من إعلان البيان.
وبرأي جميع المحللين العسكريين فإن سقوط هضبة الجولان بما تتمتع به من طبيعة جغرافية وعرة، بالإضافة إلى التحصينات العسكرية كان مؤامرة وجريمة اقترفها حافظ الأسد للوصول إلى سدة الحكم في سوريا.
وكانت من نتائج هزيمة حزيران، مكافأة الأسد على تسليم الجولان من خلال استيلائه على السلطة في سوريا بعد انقلابه على رفاقه بحزب البعث العربي الاشتراكي في 16 تشرين الثاني 1970، ليحكم بعدها سوريا بقبضة من حديد ويقضي لاحقاً على كل مقومات بناء الدولة السورية الحديثة كي لا تستطيع محو آثار هزيمة حزيران وتسترد الأراضي السورية المحتلة من إسرائيل.