icon
التغطية الحية

نظام صحي منهار في ريف دمشق.. ومدنيون خائفون

2020.08.12 | 21:12 دمشق

كمامة من ريف دمشق
احدى الكمامات المباعة بريف دمشق (خاص)
 تلفزيون سوريا ـ خاص
+A
حجم الخط
-A

تشهد مناطق سيطرة نظام الأسد انتشاراً كبيراً لفيروس كورونا بعكس ما تظهره الإحصائيات الرسمية للنظام، وسط انهيار تام للمنظومة الصحية، وأسس الرعاية الصحية في مناطق ريف دمشق، وغالبية الريف السوري الخاضع لسيطرة النظام. 

وسجلت وزارة الصحة التابعة للنظام، أمس الثلاثاء، حالة وفاة جديدة و72 إصابة بفيروس كورونا، وشفاء 21 حالة من الإصابات المسجلة بالفيروس، مشيرة إلى أن حصيلة الإصابات المسجلة بلغت حتى الآن 1327 إصابة، شفيت منها 385، وتوفيت 53 حالة.

إلا أن الأرقام الحقيقية تفوق ما يُعلن عنه النظام كثيرًا، وقالت مصادر محلية في ريف دمشق لتلفزيون سوريا إن العشرات يوميا تظهر عليهم أعراض كورونا، دون أن تتاح لهم فرصة التأكد من هذه الأعراض، هل هي نتيجة الإصابة بالفيروس أم أنها أعراض لإصابة بإنفلونزا طبيعية.

وتشير المصادر إلى أن المشافي والمستوصفات في ريف دمشق لا توجد فيها أجهزة مسح للفيروس، كما أنه لا توجد فيها مساحات كافية لحجر الناس، وأضافت المصادر أن بعض الذين توفوا بسبب الفيروس تم دفنهم دون جنازة أو حضور أقاربهم. 

 أم جلال سيدة مقيمة في إحدى مدن القلمون الشرقي قالت في حديث لموقع تلفزيون سوريا إن "الأطباء في مدينتنا مصابون جميعا بفيروس كورونا وقاموا بحظر أنفسهم منعا لانتشار العدوى إلى مرضاهم"، وأضافت أن الناس تتصل بالأطباء عبر الهاتف من أجل المعاينة.

 

إصابات بين الأطباء

وأضافت أم جلال "نحن حاليا متخوفون من أي عارض صحي لأنه لايوجد من يعالجنا ويعتني بنا طبيا، ونحاول الاعتناء بأنفسنا قدر ما نستطيع حتى لا نضطر إلى الذهاب للمشافي خوفا من العدوى".

وتحاول أم جلال وعائلتها حماية أنفسهم من الفيروس بالبقاء في المنزل، وفي الحالات الاضطرارية يذهب زوجها إلى العمل مرتديا الكمامة والقفازات خوفا عليها وعلى والدته المصابتان بالربو والسكري، الأمر الذي يزيد العبء عليهم.

ولا تقف معاناتهم عند حدود انهيار المنظومة الصحية لدى النظام، بل تتجاوز ذلك إلى العجز عن شراء مستلزمات الحماية الأساسية من الأسواق، إذ يتراوح سعر الكمامة الواحدة بين (300- 500) ليرة سورية، وهو رقم ليس بسيطا للموظف، في حال تم احتساب حاجته إلى كمامة واحدة في اليوم الواحد. 

كما يتراوح سعر المعقمات اليدوية في مناطق سيطرة النظام، وبريف دمشق تحديدًا، ما بين (1200-4000) وذلك بحسب النوعية والحجم، ويقول أحمد، من ريف دمشق، إن هذه الأرقام هي كارثة لموظف راتبه لا يتجاوز 25 ألف ليرة، ولديه ثلاثة أطفال. ويُضيف: "يبدو أننا سنصاب جميعا بالفيروس، البلد ذاهبة تجاه كارثة حقيقية".

 وتقول ليليان، مقيمة بريف دمشق وأم لطفلين، إنها تشتري الكمامة "بـ 500 ليرة سورية وعلبة الكحول الصغيرة بلغ سعرها 4000 ليرة سورية، مضيفة أنه "بسبب وضعنا الاقتصادي السيئ وضعت نفسي وأطفالي في المنزل، ولا نخرج أبدا لأنني غير قادرة على شراء كمامة فكيف إذا أصبنا بالفيروس وسط هذا الغلاء".

وأشارت ليليان إلى أن زوجها الذي يعمل كسائق تكسي بات عمله نادرا، وذلك بسبب الغلاء، وقالت: "بسبب ارتفاع الأسعار، لا أحد يركب التكسي اليوم، زوجي بالكاد يكسب ثمن الوقود، نعيش حالة من الفقر والذل كبيرة، وفوق ذلك الموت يحيط بنا من كل الجوانب".

WhatsApp Image 2020-08-12 at 3.03.49 PM_0.jpeg

 

طلب على  دواء أزيترومايسين

يقول الصيدلاني سامر إنه بسبب كورونا هناك طلب كبير على دواء أزيترومايسين للاعتقاد بأنه يعالج مرضى كورونا وأشار إلى أن " الصيادلة يجب أن يبيعوا هذا الدواء بوصفة طبيه ولكن هناك تسيب من البعض ومخالفات ويبيعونه بلا وصفة وبأسعار مختلفة".

وأضاف أن الأسعار حسب الوزارة  هي " ظرف السيتامول من شركة تاميكو ٥٠٠ ليرة سورية وباقي الشركات ٣٠٠ ليرة، وحبوب الالتهاب نوع أزيترومايسين عيار ٥٠٠ سعره ٧٠٠ ليرة سورية وعيار ٢٥٠ سعره ٨٥٠ ليرة، والكلوكسام بلغ سعره ١٠٠٠ ليرة سورية والموكسسلين بلغ سعره ٢٠٠٠ ليرة".

يذكر أن منظمة الصحة العالمية حذّرت في وقت سابق من انفجار في عدد الإصابات بفيروس كورونا في مناطق سيطرة نظام الأسد، مشيرةً إلى أنَّ "النظام" تأخر في الإعلان عن الحالات المصابة بالفيروس، فيما تؤكد تقارير عديدة أن النظام يكذب في إحصائياته، ويضخ في آلته الإعلامية أخباراً حول أن مأساة السوريين هي كلها نتيجة العقوبات التي تفرضها الدول الأوروبية وأميركا على سوريا، وهو ما نفاه مسؤولون أميركيون سابقًا بالقول إن العقوبات المفروضة على النظام لا تطول الجانب الإنساني والمساعدات المقدمة للشعب السوري.