مستغلةً فقرهم وامتناعهم عن الانخراط في صفوف قوات النظام منذ اندلاع الاحتجاجات في سوريا، تعمل كل من إيران وروسيا على تجنيد شباب محافظة السويداء، لخدمة مشاريع خاصة بهم سواء داخل الأراضي السورية أو خارجها.
إيران تجند الشبان وتسيطر على ميليشيا "الدفاع الوطني"
عملت إيران منذ عدة سنوات على تعزيز وجودها في محافظة السويداء من خلال عدة زيارات قام بها قادة إيرانيون وشخصيات مؤثرة لمحافظة السويداء، بغرض العمل على تحقيق تقارب فكري وتعزيز العلاقات بين إيران وأهالي المحافظة، تطور لاحقاً إلى عمليات تشييع لأهالي الجبل أجرتها إيران بشكل سري عبر مكاتب لها انتشرت في المحافظة.
ولعل الوفد الإيراني الذي زار المحافظة مطلع الشهر الجاري لم يكن آخر تلك الوفود التي جاءت للمحافظة، فهنالك زيارات سرية وأخرى تظهر للإعلام على العلن حسب مراقبين في السويداء.
وأجرت إيران عمليات تجنيد لشبان من محافظة السويداء من خلال أذرعها الممتدة في سوريا كميليشيا "حزب الله" اللبناني والحرس الثوري الإيراني حيث استهدفت العديد من أبناء قرى محافظة السويداء كـ (عرى، المجيمر، ذيبين، القريا) وتم تجنيد أكثر من مئتي شاب في هذه القرى عبر استقطابهم إما برواتب مالية وبطاقات أمنية، أو إشراكهم في عمليات التهريب التي يقوم بها "الحزب" في المنطقة.
وتعتبر جميع هذه القرى محاذيةً للحدود الإدارية مع محافظة درعا وصولاً للحدود الأردنية – السورية، ولاحقاً تم الكشف عن عمليات تهريب للمواد المخدرة من هذه القرى باتجاه الحدود السورية الأردنية والتي تبين أن من يقف خلفها هو حزب الله اللبناني.
على الصعيد العسكري لم تكتفِ إيران بتجنيد هؤلاء فقط لصالحها وإنما عملت على الهيمنة على ميليشيا "الدفاع الوطني" خاصةً بعد حلها من قبل قوات النظام وسحب السلاح الثقيل منهم، فقامت بدعمهم وتدريبهم مستغلة خلافاً حصل بين أهالي محافظتي درعا والسويداء عملت خلاله إيران وفروع المخابرات على تعزيزه لتجنيد أبناء السويداء لصالحهم، ليتم تخريج دورة عسكرية للدفاع الوطني في شهر آب من العام 2020 الجاري ضمت مقاتلين من عدة قرى وبلدات في محافظة السويداء، وبلغ عددهم ما يقارب 1500 مقاتل بهدف استعادة أراضٍ قالوا بأن اللواء الثامن في الفيلق الخامس يسيطر عليها، حيث يعتبر اللواء الثامن والذي يتخذ من مدينة بصرى الشام في درعا مقراً له أكبر قوة مناهضة للوجود الإيراني في الجنوب السوري.
وبذلك عملت إيران على تعزيز الخلاف بين اللواء الثامن الذي يمثل محافظة درعا برمزيته والدفاع الوطني والعديد من الميليشيات الأخرى المنتشرة في السويداء، فدفعت الميليشيات الأخيرة للهجوم على محيط مدينة بصرى الشام ما أدى لوقوع ضحايا بين الطرفين ليقوم وجهاء وأعيان من محافظتي السويداء ودرعا بمحاولة رأب الصدع والتحرك على أعلى المستويات لاحتواء الموقف والتوصل إلى حلول مرضية للطرفين، جرى بعدها العديد من اللقاءات تمت في السويداء وأراضٍ حدودية بين المحافظتين مؤكدين "على عدم السماح للأيادي الخارجية بالعبث بأمن وسلامة درعا والسويداء والعلاقات التاريخية بينهما".
روسيا تجند شباب السويداء لصالح حراسة حقول النفط في فنزويلا
دخلت القوات الروسية محافظة السويداء بدايةً للعب دور الوساطة بين أبناء السويداء وقوات النظام فيما يتعلق بإجراء تسويات للمتخلفين عن الخدمة الإلزامية والاحتياطية في صفوف النظام من جهة والفارين منها من جهة أخرى، تحت عنوان ضرورة حماية المحافظة من هجمات تنظيم "الدولة" وضرورة توحيد الجهود بين جميع الأطراف خاصةً بعد فشل النظام في استقطاب أبناء المحافظة للانضمام لقوات النظام فيها بعد تحريم "القادة الروحيين" للجبل الانخراط في صفوف قوات النظام، لتسبب الأخير بمقتل السوريين من جميع الطوائف وتعهد فصائل محلية بحماية الشبان المتخلفين عن الخدمة وعدم السماح لقوات النظام باعتقالهم واقتيادهم إليها عنوةً.
هذا الأمر استدعى زيارة عدة قيادات روسية رفيعة المستوى لمحافظة السويداء ضمت قادة وجنرالات من الروس ولكن باءت جميع المحاولات بالفشل.
بعد احتدام المعارك على الأراضي الليبية وإرسال الدول المقاتلين السوريين لليبيا لدعم حلفائهم، بدأت روسيا بتجنيد الشباب السوري الموجود في مناطق سيطرة قوات النظام وذلك في عدة محافظات سورية كريف دمشق والقنيطرة ودرعا وطرطوس والسويداء لدعم الجنرال حفتر، وبعد ذهاب الشباب بالفعل إلى ليبيا وعودتهم قامت روسيا بتجنيدهم لصالح حراسة حقول النفط في فنزويلا وناقلاته الموجودة في الموانئ.
فيما يتعلق بالسويداء بدأت روسيا بتجنيد المقاتلين عبر شركات أمنية ووكلاء ومندوبين لها في المحافظة بطريقة غير مباشرة حيث يرتبط هؤلاء بأجهزة المخابرات السورية وتحديداً فرع الأمن العسكري 217 وتشرف عليهم روسيا بشكل مباشر.
الشركات الأمنية الروسية
• (شركة الصياد للحراسات الأمنية) ويشرف عليها المدعو فواز ميخائيل جرجس وتقع في ريف حمص في السقيلبية وهو معسكر تشرف عليه روسيا حيث يتم تدريب المقاتلين فيها، وتعمل هذه الشركة على حراسة حقول النفط والغاز في الأراضي السورية، كما تعمل على تجنيد المقاتلين لصالح روسيا في ليبيا للغرض ذاته وهو حماية حقول النفط ويوجد لهم مكتب في محافظة السويداء في مبنى البرج في قلب المحافظة في مكتب المحامي باكير قاروط ولهذه الشركة نشاطات في تجنيد المقاتلين لصالح الروس في أوكرانيا الأمر الذي ما زلنا نتحرى عنه.
• (شركة شروق للحماية والحراسة) وهي تدار من قبل خلدون العظمة والمشرف عليها هو محمد الحو وهو وكيل شركة SLS لأنظمة الحماية العالمية الروسية في الشرق الأوسط والعالم، حيث قامت هذه الشركة بتجنيد ما يقارب 400 شخص وإرسالهم إلى ليبيا، والوكيل المعتمد لديهم في السويداء المحامي محمد باكير والذي يقوم بالتجنيد لصالح هذه الشركة والمدعو شبلي الشاعر من حزب الشباب الوطني.
• (شركة القلعة للحماية والحراسة الأمنية) وهي بقيادة خضر علي ضاهر الملقب أبو علي خضر وهو وكيل أعمال ماهر الأسد شقيق بشار الأسد ويعتبر الواجهة الاقتصادية للفرقة الرابعة المقربة من إيران والتي يشرف عليها ماهر الأسد وتعمل هذه الشركة على تجنيد مقاتلين من السويداء بلغ عددهم 5320 شخصا.
أسماء المندوبين الذين يقومون بعملية التجنيد هم:
1- جمال نصر مهندس زراعي ومسؤول عن مكتب التجنيد بالسويداء ولديه مكتب آخر في (فنزويلا).
2- يزن كيوان يقوم بتجنيد المقاتلين إلى فنزويلا.
3- وسيم الدمشقي يقوم بالتجنيد وإرسال المقاتلين إلى فنزويلا.
ويتم التنسيق مع طارق العبد الله مندوب المخابرات الجوية والذي يشرف على استصدار الموافقات الأمنية للسفر.
فيما يتعلق بمهمة ليبيا تم نقل المقاتلين عبر مطار حميميم العسكري إلى ليبيا وتم بالفعل تنفيذ المهمة وعودة المقاتلين وحصولهم على كل مستحقاتهم المالية والبالغة 1800$ مقابل كل شهر في ليبيا.
وفيما يتعلق بالمهمة إلى فنزويلا قمنا بالحصول على معلومات خاصة مفادها بأنه سيتم نقل قسم منهم عبر مطار حميميم العسكري إلى فنزويلا وقسم آخر سيتم نقلهم عبر بواخر ومن الممكن أن تستغرق رحلتهم البحرية قرابة الشهر حسب المعلومات الواردة لعناصر المهمة من أبناء السويداء، وعن الرواتب التي سيتقاضونها فهو 5000$ بشكل شهري يخصم منها رسوم تعادل 1500$ لصالح حكومة النظام ومخابراتها لمرة واحدة وسيتم دفع مبلغ 2000$ لأهالي المقاتلين لدى خروجهم من سوريا على الفور.
وأوضحت بعض المصادر أنه تم تحديد ثلاثة مواعيد لسفر المقاتلين إلى فنزويلا وكان الموعد الأول: 22/12/2020، أما الثاني في 15/1/2021 والموعد الثالث 1/3/2021.
روسيا تجند ممرضات
جندت مؤخراً روسيا الاتحادية عدداً من الشبان السوريين من محافظة السويداء، لصالح القتال في الجمهورية الليبية، التي تشهد صراعاً بين قوات "حكومة الوفاق" وقوات الجنرال حفتر.
الدفعة التي تم تجنيدها خرجت بتاريخ 24/12/2020 من محافظة السويداء باتجاه قاعدة حميميم العسكرية الروسية، وذلك بناءً على معلومات أكدها ناشطون محليون في السويداء.
ووردت معلومات خاصة، من أشخاص مطلعين على قضية إرسال الشبان للقتال في ليبيا، أكدت بأنه سيتم إبقاء المقاتلين والبالغ عددهم 243 مقاتلا في قاعدة حميميم لحين إرسالهم إلى ليبيا بداية العام المقبل.
ولم تكن هذه هي المجموعة الأولى من المقاتلين الذين تم تجنيدهم للقتال في ليبيا في الفترة الأخيرة، وإنما هي المجموعة الثانية حيث حلّقت منذ قرابة 20 يوما مجموعة من المقاتلين من مطار حميميم العسكري إلى مطار بنغازي في ليبيا، والبالغ عددهم 201 مقاتل.
مصادر خاصة أكدت بدء القوات الروسية في سوريا بجذب الكوادر الطبية والفنية في محافظة السويداء، والعمل على تجنيدهم للقتال إلى جانبهم (الروس) في ليبيا، مستغلين حالة الفقر الشديد للأهالي هناك، خاصة مع تردي الحالة المعيشية ووصول سعر صرف الدولار إلى 3000 ليرة سورية، مقابل الرواتب الهزيلة التي يتقاضونها من حكومة النظام من جراء الخدمات الطبية التي يقدمونها.
وذكرت مصادر محلية في محافظة السويداء اسم المسؤول عن تجنيد الكوادر الطبية، وهو أحد الأطباء ويدعى محمد، يتواصل مع المجندين عبر رقم هاتف خاص، كما زودتنا المصادر بقائمتي أسماء، ذكور وإناث، تم تجنيدهم، إحداهما قائمة بأسماء الكوادر الطبية المرافقة إلى جانب المقاتلين المحليين، ومعلومات عن موعد سفرهم الذي أوضحت الوثائق أنه سيكون في يوم الخامس من كانون الثاني المقبل.
وتضم القائمة الأولى أسماء كل من: محمد إبراهيم، رواد رجب، آمنة هلال هلال، سلوان أبو صعب، نورس سليمان العربيد، هيفاء ناظم مصطفى، علي محمد إبراهيم، عصام محمد حسن، سلمى عدنان الأسعد، نسرين سليمان.
وضمت القائمة الثانية أسماء كل من: هنادي أحمد بلال، فيروز ميكائيل زيد، نداء صبرة سينو، نورس غسان مكارم، جعفر مازن حسن، حسن مجد فؤاد جبقجي، باسل عبد الفرج، زياد حسن المصطفى، ردينة الحناوي، مدين جديع رشيد، أمجد السلمان، فراس زيد صافي، علي عبد الله حسن، صباح الحمود، ثناء يوسف عصفور، عبير شقير.