icon
التغطية الحية

نحو تجاوز القطيعة بين الشرعي والاجتماعي.. "أليس الصبح بقريب"

2021.04.02 | 06:00 دمشق

5fqf5qf.png
إسطنبول ـ تلفزيون سوريا
+A
حجم الخط
-A

"علوم الشرع والعلوم الاجتماعية: نحو تجاوز القطيعة (أليس الصبح بقريب)" كتاب جديد للباحث والأكاديمي الفلسطيني "ساري حنفي"، صدر حديثاً عن مركز "نهوض للدراسات والنشر" في بيروت.

يتابع الباحث عبر كتابه الذي جاء في 800 صفحة؛ مشاريعه البحثية في دراسة المجتمعات العربية، وما يرتبط بأزماتها وتحولاتها وإفرازاتها المختلفة. ويستهدف الكتاب "المختصين في المجالَيْن الشرعي والاجتماعي، بما يقدِّمه من ملاحظاتٍ تعنيهما معًا، وهذا من شأنه أن يوفِّر أرضيةً لحوارٍ مستقبليٍّ عابرٍ للتخصُّصات" بحسب المؤلف.

الرؤية

يتحدث حنفي عن كتابه فيقول: ينطلق الكتاب من أنه لا يمكن اختزال الدين في الفقه، والفقه يلزمه فهمٌ للأخلاق، وتنزيل الفقه على الواقع يحتاج إلى أدواتٍ علميَّة كانت تتطوَّر -وما تزال- في بوتقة العلوم الإنسانية عامَّة والعلوم الاجتماعية خاصَّة.

والكتاب هو خلاصة أبحاث ميدانية أُجريت خلال خمس سنوات لدراسة كليات الشريعة في بعض البلدان العربية في المشرق والمغرب، بالإضافة إلى ماليزيا، إذ درس المؤلف مكونات هذه الكليات من حيث مناهجها وطرق تدريسها لعلوم الشرع وعلاقة هذه العلوم بالحقول العلمية الأخرى.

وانتهى الكتاب إلى أن المخرج من التقابلات الضديَّة بين هذه العلوم لن يكون إلَّا بالجمعِ بينها من خلال التحصيل العلمي المزدوج -حتى لو كان بحدِّه الأدنى- بين التكوين الشرعي والتكوين في العلوم الاجتماعية، لمحاولة بناء ذهنيَّة مزدوجة ذات نظرة متفتِّحة حول الدراسات الإسلامية والاجتماعية.

أبواب الكتاب

ضم الكتاب أربعة عشر فصلًا توزّعت على خمسة أبواب، جاء الباب الأول تحت عنوان: "الإشكاليات النظرية والسياق"، ناقش فيه الكاتب جذور التعليم الشرعي واتجاهاته والأزمات التي مرّ بها ومقاربات الخروج منها، بالإضافة إلى ربطه مع العلوم الاجتماعية.

كما ناقش أيضاً الحقل الديني العربي وعلاقة التديّن بالجوانب الاجتماعية والسياسية، ومدارس الفتاوى التي حدّدها الكاتب بثلاث مدارس، أطلق على الأولى مسمى "المدرسة النصّية"، والثانية "المدرسة الواقعية الحذرة سياسياً"، أما الثالثة فأطلق عليها مسمّى "المدرسة الإنسانية". وكان لقضية المهجّرين السوريين الحضور الأبرز في هذا الباب.

وتناول حنفي الحديث في الباب الأول أيضاً، عن ماهية العلوم الاجتماعية، وتطوّر مشاريع الربط بين الإسلام والمعرفة، بالإضافة إلى أنماط محاولات أسلمة المعرفة وتأصيلها.

الباب الثاني حمل عنوان "التعليم الشرعي في المشرق"، وناقش فيه الكاتب مناهج برامج الشريعة في لبنان وهيمنة النزعة التقليدية عليها من خلال تناوله لكلّ من جامعة بيروت الإسلامية وكلية الدعوة وكلية الإمام الأوزاعي وجامعة طرابلس.

ثم عرج حنفي على التعليم الشرعي الجامعي في سوريا، حيث تهيمن عليه "التقليدية الفقهية بنتائج غير تقليدية". فتحدث عمّا وصفه بـ "التاريخ العُلَمائي الشامي" ومناهج كلية الشريعة بدمشق وأعلامها.

كما تناول أيضاً التعليم الشرعي في الأردن الذي وصفه بـ "التقليدي في حقلٍ ديني معقد"، إضافة إلى التعليم الشرعي الجامعي في الكويت و"غلبة المنهج السلفي" عليه.

وخصص الكاتب الباب الثالث لـ "التعليم الشرعي في المغرب"، متحدثاً عن مناهج برامج الشريعة والدراسات الإسلامية في المملكة المغربية تحت عنوان "نهج مقاصد الشريعة"، وعن التعليم الشرعي الجزائري، حيث التعددية المنهجية وبروز الانفتاح المقاصدي.

وضم الباب الرابع الذي حمل عنوان "مناهج رائدة"، ثلاث دراسات، الأولى تناولت "استعادة الأخلاقي في علوم الشرع: مناهج كلية الدراسات الإسلامية في جامعة حمد بن خليفة". والدراسة الثانية خُصصت لـ "مؤسسة دار الحديث الحسينية" كنموذج مغربي فريد، أما الثالثة فتناولت تجربة "الجامعة الإسلامية العالمية بماليزيا كمختبر لـ "أسلمة المعرفة". 

الباب الخامس: "رؤية عامة: الواقع والقطيعة والبدائل"، ضم فصلين، ناقش المؤلف في الفصل الأول "الملامح الإشكالية المشتركة لكليات الشريعة"، وطرح في الفصل الثاني (الرابع عشر والأخير في الكتاب) ما وصفه بـ "بدائل منهجية في ربط علوم الشرع بالعلوم الاجتماعية".

المؤلّف ساري حنفي

أستاذ في علم الاجتماع في الجامعة الأميركية ببيروت. متخصص في السيسيولوجيا السياسية، وسيسيولوجيا المعرفة والدين والهجرة واللاجئين والعدالة الانتقالية.

 له الكثير من الدراسات والأبحاث والمقالات، ونُشر له 11 كتابًا مؤلفًا أو محررًا. آخر كتبه "البحث العربي ومجتمع المعرفة: نظرة نقدية جديدة (مع ر. أرفانيتس)"، صدر باللغة العربية عن مركز دراسات الوحدة العربية وبالإنجليزية عن مركز راوتلج.

حاز جائزة عبد الحميد شومان 2015، عن "دور التكنولوجيا في التغير الاجتماعي" وجائزة الكويت لعام 2015 في مجال العلوم الاجتماعية.