icon
التغطية الحية

"نحو أدب ثوري ملتزم".. ندوة بذكرى الثورة العاشرة في إدلب | صور

2021.03.22 | 05:03 دمشق

photo_2021-03-21_23-15-51.jpg
إدلب - عز الدين زكور
+A
حجم الخط
-A

دارت ندوة ثقافية يوم أمس الأحد في قاعة المؤتمرات في جامعة الشمال الخاصة قرب مدينة سرمدا، حملت عنوان "نحو أدب ثوري ملتزم" إحياءً لذكرى الثورة السورية العاشرة، بالتعاون مع "رابطة أدباء الثورة".

ونصت الندوة الثقافية التي حضرها كتّاب وأدباء وشعراء وأكاديميون وطلبة جامعيون وناشطون مدنيون، على عدة محاور تناولت الأدب السياسي والثوري وتداخلاتهما وكذلك أدب السجون السورية في ظل حكم عائلة الأسد، ومحور في الشعر الثوري الذي ظهر خلال الثورة السورية، محاكياً انتصاراتها وخيباتها وأمانيها في الحرية والكرامة.  

 

الأدب السياسي.. كيف تلتقي الثورة والأدب؟

"لا شكّ من وجود ترابط بين كل من الأدب والثورة، إذ يساهم الأدب والأدباء في دفع عجلة الثورة للأمام من خلال منتوجهم الثقافي من نثر وشعر ورواية، وفي المقابل الساسة والسياسة توجه الأدباء إما سلباً أو إيجاباً"، بهذا يوجز الدكتور أحمد الطويل في حديث لموقع تلفزيون سوريا، العلاقة بين الأدب والسياسة.

"الطويل" وهو أستاذ جامعي ومتخصص في العلاقات الدوليّة، شارك في الندوة من خلال الزاوية السياسية، بعنوان "الأثر العام السياسي في أدب الثورة".

يقول لموقع تلفزيون سوريا، "تكلمت عن النخب الأدبية السياسية في الثورة وقسمتها إلى ثلاثة أقسام، بدءاً من النخبة التي شاركت صراحة في الحراك السلمي السوري، من خلال كتبهم ومقالاتهم وقصائدهم وقصصهم القصيرة أو في المسرح، والقسم الثاني يشمل الأدباء الذي اصطفوا إلى جانب السلطة وهم كثر، في حين تجمع الأدباء الصامتون في قسم ثالثٍ واعتبرهم أنّهم سمعوا وعايشوا ما قاساه غيرهم من ظلم وعدوان من السلطة المستبدة، فقدروا أنّ الفاتورة ستكون مكلفة جداً فجنحوا للصمت".

ولدى سؤالنا عن علاقة الأدب والثورة، وأهميته في توثيق أحداثها، أجاب: "قالوا قديماً الشعر ديوان العرب، نحن العرب أمة نلتفت كثيراً للأدب، وتعتبر الكتابات الأدبية إحدى أبرز المحاور التي يمكن من خلالها أن نخدم ثورتنا، ونحن كمدرسين جامعيين وحتى لمرحلة ما قبل الجامعة، من المهم أن نشرّب الجيل بفكر الحرية والكرامة والثورة والتعددية".

سجن تدمر

حامت الندوة بشكل مُركّز حول سجن تدمر والأدب الذي وثق طغيان هذا المكان الحاملِ لرمزية عظيمة عن البؤس والتعذيب والظلم والإعدام الميداني والانتهاكات الخُلقية والخَلقيّة وحتى العقائدية لكل مَن كُتب له النزول في هذا المسلخ البشري بتهمة أو بدون تهمة.

"عمر حذيفة" معتقل سابق وصاحب رواية (خلف أسوار تدمر)، يقول لموقع تلفزيون سوريا عن الرواية: "هذا الكتاب يحكي قصة ظلم العصابة الأسدية لهذه الأمة الطيبة وهذا الشعب الحر الأبي، منذ أربعين عاماً وكيف يمارس عليهم الاستبداد والقهر والقمع والترهيب بأبشع صوره"، كما يبين بين دفّتيه أن "الكثير من المعتقلين الذين يسلط الكتاب الضوء على مآسيهم وقصص تعذيبهم كانوا غير منظّمين في جماعة الإخوان المسلمين، بل كان البعض تهمتهم أن حضروا درساً أو التقوا بشخص منتمٍ للإخوان، أو أطعموا آخر، وأودت بهم هذه التهم إلى المشانق".

يوضح "حذيفة" المعتقل لـ 12 عاماً منذ سنة 1980 إلى 1992، وكان عمره 17 عاماً، أنه بعد خروجه من المعتقل كان غير قادر على كتابة روايته هذه بسبب القبضة الأمنيّة المرعبة، ولم يتحقق ذلك حتى انطلاق الثورة السورية وهذه أبرز ثمار هذه الثورة التي مكنتنا من الكتابة عن هؤلاء المجرمين".

يضيف "حذيفة" الناجي من القرار 49 القاضي بإعدام جميع المنتسبين لجماعة "الإخوان المسلمين" بسبب صغر سنه، أّنّ "سجن تدمر كان مقصلة للشباب الحر والنخب الفكرية والثقافية والسياسية والعلمية والدينية، هذه النخبة التي كان مصيرها حبال المشانق".

محدثنا "حذيفة" كان ممن أفرد خلال الندوة محوراً طويلاً سرد فيه أبرز قصص التعذيب وبيّنها في أمثلة من حياتنا، تظهر حجم التعذيب والحرمان الذي عايشه في سجن تدمر خلال سنوات سجنه، ورفاقه السجناء.

رسالة الأديب السوري في الثورة

انبعث صوت الأديب السوري منذ استلام آل الأسد السلطة في سوريا في السبعينيات، ليرفض الظلم والطغيان وأكبر دليل على ذلك صوت العديد من الأدباء والشعراء الذين ناهضوا الظلم وحرضوا على الثورة منذ بدايتها، بحسب الشاعر أحمد البكري، الذي تحدث في محور تساءل فيه "هل أدى الأديب السوري رسالته في الثورة السورية؟".

وسرد "البكري" خلال محوره الذي تحدث فيه "بعفوية"، عن اعتقال النظام للأدباء والكتاب والشعراء، وكذلك عن نشأة "أدب الاغتراب" ومن أسمائه التي ذكرها "يحيى حاج يحيى، ومحمد نجيب مراد" والأخير صاحب قصيدة الأسوار، التي يسائل فيها الجلاد عن هويته.

وتطرق أيضاً عن مرحلة الخوف والرعب التي تمّ فيها تكميم الأفواه وهي مرحلة صعبة، إلى أن انطلقت الثورة السورية وبدأت ما أطلق عليها "مرحلة الدهشة" الدهشة للأديب، للأم، للطفل وللعالم أجمع.

وصنّف أيضاً خلال كلمته، الأدباء إلى ثلاثة صنوف وهم الأديب المأجور الذي باع قلمه للسلطة والأديب الذي انشغل في همه ومعاناته وتهجيره واكتفى بتصويرها، وأخيراً الأديب الثوري الذي التزم قضية شعبه، محمساً الناس ومظهراً طغيان الطغاة ومنهم الشاعر "أنس الدغيم".

(براءة باطوس) تحمل ماجستير في الدراسات الأدبية تخصص الأدب التدمري، بعنوان "شخصيات الرواية التدمرية"، والتي أفردت محورها لهذه الدراسة الأدبية وأهميتها في حياة السوريين وقضيتهم، وفقاً لما أشارت.

تقول لموقع "تلفزيون سوريا" إنّ مشاركتها في الندوة، كانت للإضاءة على الجوانب الفنية لشخصيات الرواية التدمرية، وكيفية الاستخلاص من الروايات والمظاهر الثقافية والسياسية والاجتماعية في تلك الفترة.

توضح أنّ "سجن تدمر لم يكن حكراً على تنظيم معين، وإنما هو قضية شعبٍ، كما يجب استخلاص الرؤية الاستشرافية ضمن الرواية التدمرية ويجب على النقاد عدم إغفال دراستها، على اعتبارها جانباً فنياً روائياً يُدرس للوصول إلى رؤية استشرافية للعمل في المستقبل وليست مجرد سرد قصص وحكايات".

 

 

وركزت في دراستها على مجموعة من الروايات والكتب والمقابلات الشخصية والمقالات المتعلقة بسجن تدمر، بحسب ما قالت.

عبد الباسط حبلص، مدير مدرسة وأحد الحاضرين، قال إنّ الندوة تسلط الضوء على دور الأديب في الثورة السورية الغائب قسراً أو طوعاً عن الواقع الاجتماعي والسياسي، والحاضر والمشارك فيها أيضاً، ونحن الآن حقيقةً نريد أن نظهر صورة الأديب بفكره الذي يشعل قلوب الناس ليصدحوا بصوت الحق، وأخيراً نشكر جامعة الشمال على المبادرة".

محمد مصطفى مدير الشؤون الإدارية والقانونية في الجامعة، يوضح أنّ الندوة جاءت إحياءً لذكرى الثورة السورية العاشرة، سلط الحاضرون خلالها على السياسة الوحشية التي تعامل فيها النظام مع الشعب السوري بسبب انتفاضته والأدب الذي نشأ في أعقاب هذه المراحل، ويضيف: أكد الحاضرون وأقسموا على الاستمرار في الثورة وتجديد العهد بمرور عقد كامل على انطلاقها".