icon
التغطية الحية

نازحو ريفي إدلب وحلب يزيلون خيامهم لنزوح جديد (صور)

2020.02.15 | 12:53 دمشق

2020-02-15t094418z_861638021_rc2x0f9vcery_rtrmadp_3_syria-security-turkey.jpg
منصور حسين - تلفزيون سوريا
+A
حجم الخط
-A

مئات الآلاف من المدنيين الهائمين على وجوههم يضربون في الأرض تحت قسوة البرد القارس، بحثاً عن ملجأ يقيهم الموت الذي يزحف من خلفهم.

مئات الألاف ليست مجرد رقم تعبيري أو خبر يتحدث عن معاناة، هم رجال ونساء وأطفال وكهل فقدوا الأمل أو يكادون في هذه الأرض.

لن نحتاج للبحث عن مؤسسة إنسانية أو منظمة أممية تحصي وتوثق لتعرف حجم المعاناة، وتقف على أحوال أكثر من مليون نازح ومهجر يجلسون اليوم في العراء، في ظروف جوية بالغة السوء، منتشرين على طول الحدود السورية التركية، يحاولون كسب بعض الوقت لتجميع أفكارهم وقواهم الخائرة سعياً لملجأ مناسب لهم.

يكفي أن تعرف بخبر وفاة أكثر من 10 مدنيين نتيجة البرد القارس بينهم ستة أطفال، وعائلة مؤلفة من أربعة أشخاص ظنوا أن حالهم بأحسن من غيرهم بعد أن تحصلوا على خيمة وموضع قدم في أحد المخيمات، فما لبثوا أن قضوا اختناقاً بدخان الفحم الحجري والحطب.

فحتى الموت نتيجة البرد كان يحمل أوجه عدة، فبحسب تقرير نشرته الشبكة السورية لحقوق الانسان الخميس، أن أعداد الضحايا الذين قضوا نتيجة البرد، قد ارتفع إلى 167 مواطناً منذ انطلاق الثورة 2011، بينهم 77 طفلاً و18 سيدة، منهم 25 سجيناً قضوا نتيجة البرد وانعدام المدافئ والأغطية في سجون النظام.

رئيس المجلس المحلي لبلدة العيس بريف حلب الجنوبي عبد الله العلي قال لتلفزيون سوريا: إن المناطق التي تقدم إليها النظام بريف حلب الجنوبي وريف حلب الغربي باتت خاوية تماماً من السكان، الذين فروا إلى العراء قرب الحدود السورية التركية، بعضهم مشياً على الأقدام بعد أن سيطر النظام على بلدة الزربة، وآخرين فككوا خيامهم التي كانوا يعيشون داخلها ونقلوها معهم.

وأضاف: مناطق ريف حلب الجنوبي التي كانت تحت سيطرة المعارضة، كانت تضم خمسة وعشرين مخيماً للنازحين والمهجرين من مختلف المناطق السورية، ومنازلهم كانت قد فتحت للمهجرين من ريفي إدلب وحماة مع بداية الحملة الهمجية، إضافة إلى وجود مخيمات في مناطق ريف حلب الغربي الراشدين وخان العسل خاصة، وهي مناطق كانت تغص بالمهجرين وأصبحت اليوم مناطق اشتباكات.

 

حركات نزوح تحت جنح الظلام

أحمد العبود الحسينو مهجر من مدينة حلب، خرج من المدينة بعربته برفقة عائلته التي يتجاوز تعدادها العشرين فرداً واستقر في بلدة معارة الأرتيق بريف حلب الغربي، أصيب العديد من أفراد عائلته نتيجة قصف مدفعي سابق للنظام، فقرر النزوح نحو مدينة الأتارب، ليضطر مساء أمس إلى الخروج مع عائلته مشياً على الأقدام حاملين بين أيديهم وعلى أكتافهم الرضع والأطفال الثلاثة ممن هم دون سن الخمس سنوات، متجهين نحو مكان لا يعرفونه بعد.
"بدي رحمة الله .. العجز قاتل ولولا خوفي من الله كنت دعيت يقع علينا برميل أو صاروخ يريحنا.."

قالها أحمد الحسينو بحرقة قلب لا يمكن وصفها، وتابع: الخروج نهاراً بالسيارة انتحار والخروج ليلاً بها انتحار، الطائرات لا تفارق السماء أبداً، سأضطر للمسير دون ضوء، وقد أصدم شخصاً من مئات العوائل التي تزدحم بها الأراضي هنا، ولذلك تركت السيارة وخرجت كما خرجوا مشياً.

ويضيف: البقاء في ريف إدلب خطير، هذا في حال كان هناك مكان لوضع قدمك فكيف بخيمة؟!، فالنظام لايزال يتقدم ويقصف والناس تهرب كأنه محشر، والذهاب نحو ريف حلب الشمالي شبه مستحيل، فهناك لا منازل  ولاخيام والإيجارات خيالية فلايمكن الحصول على منزل.

حركات النزوح من مدينتي الأتارب ودارة عزة والقرى المجاورة بريف حلب الغربي، تكون في معظمها مشياً على الأقدام تحت جنح الظلام، تجنباً لاستهداف الطائرات، في الوقت ذاته تحاول فرق الدفاع المدني بريف حلب تأمين العائلات القريبة من خطوط المواجهة ممن لاتملك وسائل نقل تقلهم نحو الحدود السورية التركية.

وقال تيم الحلبي وهو ناشط يعيش في مدينة الأتارب في ريف حلب الغربي: إن مدينة الأتارب أصبحت شبه خاوية من السكان، نتيجة القصف المستمر عليها جواً وبراً، بعد أن كانت المدينة تغص بالمدنيين من مختلف المناطق السورية، جلهم نزحوا نحو الحدود السورية التركية ومدن ريف حلب الشمالي التي تحظى بحماية تركية.

منسقو الاستجابة، وهي مجموعة من المتطوعين السوريين، كانوا قد نشروا بياناً خاصاً للاحتجاج على الأوضاع الإنسانية وعمليات التهجير الكبيرة التي تعيشها مدن الشمال السوري، بعد إطلاقهم العديد من المناشدات في سبيل التدخل الإنساني لإيقاف عمليات التهجير.

ووصف أعضاء من فريق منسقو الاستجابة لتلفزيون سوريا الأوضاع الحالية التي تعيشها مناطق الشمال السوري بالكارثية جداً، حيث أصبحت عبئاً لا تستطيع دولة أو دولتان تحمل ما يجري.

وفي بيان نشره فريق منسقو الاستجابة في الشمال سوري، يوم الأربعاء، قال الفريق (إن أكثر من 6341 عائلة تضم 36114 مدنياً قد فروا من شمال غربي سوريا خلال الساعات 48 الماضية).

وتحدث البيان عن ارتفاع أعداد النازحين ابتداء من 16 من كانون الأول الماضي إلى 80922 عائلة (462747 شخصاً) ليصل بذلك تعداد النازحين منذ شهر تشرين الأول من عام 2019 إلى 845213 مدنياً.