icon
التغطية الحية

"ناج من المقصلة.. ثمانية أعوام في سجن تدمر" رواية من غاب ومن نجا

2020.11.06 | 14:29 دمشق

brw.jpg
صورة الكاتب عن موقع (الناس نيوز/ إنترنت)
إسطنبول ـ متابعات
+A
حجم الخط
-A

صدر حديثًا عن دار "جسور للترجمة والنشر" رواية "ناجٍ من المقصلة.. ثمانية أعوام في سجن تدمر" للكاتب السوري والمعتقل السابق "محمد برو"، وهي عبارة عن سردٍ أدبيّ توثيقي، يسلّط المؤلّف فيه الضوء على سجون ومعتقلات عائلة الأسد من خلال تجربة اعتقاله في سجن تدمر.

ضمّت صفحات الرواية الـ (380)، نصوصاً تمثّل قصصاً وحَكايا عاصر تفاصيلها الكاتب برّو خلال فترة سجنه لثماني سنوات، خلال ثمانينيات القرن الماضي، في سجن تدمر سيّئ الصيت، بعضها حصل معه شخصياً وبعضها الآخر مع رفاق السجن من كافة مكوناتهم وأطيافهم الفكرية والسياسية.

اقرأ أيضاً: هل لعبت الرواية السورية دوراً في الثورة؟

وبالرغم من مرور سنوات طوال منذ أن "نجا" من السجن "المقصلة"؛ إلا أن برّو يحاول في عملية استذكاره قصص الذين قضوا نحبهم والذين نجوا، أن يعرّي جرائم النظام وانتهاكاته ووحشيته أمام السوريين والعالم.

كثيرة هي التفاصيل والأحداث المروعة التي جاء عليها الكاتب، من بينها تفاصيل تتناول لأول مرة وجود نساء في سجن تدمر العسكري، بالإضافة إلى توثيق أدقّ لمجزرة تدمر 1980، ومسؤولية رفعت الأسد قائد سرايا الدفاع آنذاك، عن تلك الجريمة، فيقول :"تَسربَ الخبر أن عناصره داهموا سجناً صحراوياً، بعد أن تم نقلهم بطائرات الهيلوكوبتر إلى مطار(تدمر)العسكري، وقتلوا جميع من فيه، وكانوا قرابة الألف سجين أو أقل قليلاً ولم ينجُ منهم سجينٌ واحد".

اقرأ أيضاً: الأدب النسوي السوري.. انكفاء الشعر وسيطرة الرواية الوثائقية

الكتاب قدّم له السياسي والكاتب "برهان غليون" شارحاً أبعاد نصوصه وما يمكن أن تشكّله من شهادة دامغة على ما كان يحدث داخل أقبية ودهاليز نظام عائلة الأسد.  

قالوا في الرواية

"في رواية “ناجٍ من المقصلة” نتلمس حجم الكراهية والموت المُمارس والمدروس بشكل يومي ."فقد كان ينتقم ثأراً لذاته…كان يتصف بحقد عميق عصي على النسيان"ص65 لم تُعممْ هذه الكراهية ولم يخرج هذا العنف إلا من معطف رجل مهووس ومريض، رغبة بكسر الإرادات المعجونة من تصميم على التغيير ومواجهة الموت بصلابة ستُدونُ هزيمة الجلاد.

شاهد: عبد الرحمن منيف رائد أدب السجون في الرواية

في الرواية ( الوثيقة )سرديات لم يتناولها الروائيون الذين سبق أن كتبوا عن محنة المُعتقل والتعذيب. تُعد شهادة السوري محمد برو وثيقة هامة تُضاف لآلاف الوثائق التي تدين مُمارسات النظام منذ أربعة عقود. وهي جديرة أن تُقدَّم كدليل في محكمة الجنايات الدولية. في هذا الجحيم يتساءل محمد برو في روايته التي أرسل نسخة منها لجريدة ” الناس نيوز الأسترالية الإلكترونية :” يا لرحمة السماء . نساء في هذا الجحيم ! ماذا تفعل النساء في تدمر… واستطعنا أن نعد بضعاً وعشرين امرأة، جميعهن يرتدين السواد”. ص227".

/ميشيل سيروب/.

" الكتاب واجب القراءة على كل من استطاع إلى ذلك سبيلًا. فهو يجمع بين البوح الأدبي الذاتي والتوثيق المعرفي الموضوعي والعمق الفكري بالإضافة إلى متانة اللغة وفصاحتها وسلامتها. وقلما نجد هذا الجمع بين جودة المبنى والمعنى"

/حسام الدين درويش/.

"حين تقرأ الرواية نفسها مكتوبة بحبر نافر فاجر قاتل وسادي، تحسّ وقتها بالرعب نفسه الذي شعر به محمد ورفاقه، وتشعر بالكابل يلمّ بجوانبك كما ألمّ بجوانبهم، وتشعر بالشعور الماحق الذي انتابهم حين فتح عليهم الباب في الليل (وهو لا يفتح عادة) فارتموا فوق بعضهم بعضا حتى شكلوا هرما بشريا من الألم والرعب، وهم يعتقدون أنهم سيبادون كما أبيد من قبلهم يوم حاول أحدهم اغتيال حافظ الأسد. 

ولكنك أيضا تشعر بنفس الفرح الذي شعروا به حين علقت بنافذة السقف ذات يوم عاصف صفحة من جريدة، فشكل السجناء هرما بشريا اعتلاه أصغرهم سنا وحجما، فنتش الجريدة، وعاد بها ظافرا. تداول الجريدة كلّ من في المهجع، وقرؤوها مرة ومرة ومرة، حتى تعاورها البلى.  ولكن حتى هذه الفرحة لا تأتي بدون الكآبة، فالجريدة التي حصل عليها الشباب في منتصف العام 1982، كانت تعود إلى 20 كانون الثاني/يناير 1981، ومنها سيعرف المعتقلون أن رونالد ريغان بات رئيس أميركا، وسيدرون كم لبثوا في ذلك الكهف".

/وائل سوّاح/

شاهد: أدب السجون في الرواية والقصص المعاصرة

"يجدر بكل سوري وعربي تسرّب إليه التفكير في جدوى الثورة في سوريا وما إذا كان بالإمكان تجنبها، أن يُجدد إيمانه الجذري والصفري بالثورة بقراءة هذا الكتاب الذي يكشف بوضوح حجم التوحش المرعب وغير المُتخيل حتى في أكثر التوقعات شططاً عند النظام الحاكم هناك، وذلك في مرحلة مبكرة - في عقد الثمانينيات -، وقد زاد توحشاً وعنفاً وسادية وحيوانية وإجراماً بعد ذلك في أعوام الثورة.

قرأت عشرات الكتب والمذكرات لمعتقلين سابقين عن تجارب السجن، وكانت تجربة الأستاذ محمد برو في سجون سجن تدمر هي الأكثر توحشاً وصعوبة وتجاوزاً للتوقعات والخيال .. هذه ذاكرة يجب أن تبقى".

/نواف القديمي/.

 

كلمات مفتاحية