icon
التغطية الحية

مُدن سوريا تنهض مجدداً.. جهود شبابية تُعيد الحياة إلى شوارعها

2024.12.23 | 12:06 دمشق

آخر تحديث: 23.12.2024 | 12:09 دمشق

حملة تنظيف
حملات تنظيف لشوارع العاصمة دمشق - كانون الأول 2024
+A
حجم الخط
-A
إظهار الملخص
- بعد انتهاء حكم بشار الأسد، شهدت سوريا تحولات إيجابية بفضل جهود شبابية ومجتمعية، حيث قاد الشباب حملات تطوعية لتنظيف وتزيين المرافق العامة في دمشق، مما أعاد الأمل والحيوية إلى الشوارع.
- امتدت الجهود إلى الجامعات والمدن الأخرى مثل حماة وحمص، حيث أطلق طلاب جامعة دمشق حملات لتنظيف محيط كلياتهم، وشهدت مدن مثل النبك ومصياف مبادرات شبابية لتنظيف الشوارع.
- الممثل مكسيم خليل دعم هذه الجهود بمشاركته ونشره مقاطع فيديو تشجيعية، مما يعكس بداية جديدة لسوريا بفضل الشباب.

بعد التحولات الكبيرة التي شهدتها سوريا مع انتهاء حكم الرئيس المخلوع بشار الأسد، في 8 كانون الأوّل 2024، بدأت ملامح الأمل تعود تدريجياً إلى الشوارع السورية بفضل جهود شبابية ومجتمعية واسعة.

حملات تطوعية، بقيادة شباب وشابات من مختلف المدن السوريّة، تعمل على ترتيب الفوضى وتزيين المرافق العامة، لتؤكد أن سوريا تنبعث من جديد بسواعد أبنائها.

دمشق.. البداية والرمز

من ساحة الأمويين الشهيرة، أطلق العشرات من المتطوعين، بقيادة مجموعة مدنية أُطلق عليها "أحباء دمشق"، حملة واسعة لتنظيف شوارع العاصمة.

المشاهد التي تناقلتها وسائل التواصل الاجتماعي كانت مُلهمة؛ شباب وشابات يعملون بحماسة تحت شعار واحد: "لنُعيد دمشق أجمل كما تستحق".

خالد، أحد العاملين في هذه الحملات، قال لـ موقع تلفزيون سوريا إنّ الشباب المشاركين كانوا في غاية الحماسة والسعادة خلال مشاركتهم، وكأنهم يعملون على شيء يخص وطنهم مباشرة.

وأضاف: "سوريا بحاجة إلينا اليوم أكثر من أي وقت مضى، ونحن ملتزمون بمواصلة هذه الجهود البسيطة حتى تستعيد سوريا أبهى صورها، وتصبح خالية من الآثار السلبية التي خلفها النظام المخلوع".

وأوضح أنّ العمل تركّز في ساحة الأمويين والعديد من المناطق الأخرى في دمشق، حيث بذل الشباب جهوداً كبيرة للمساهمة في تحسين الوضع وإعادة الإعمار، إيماناً منهم بأهمية دورهم في بناء وطنهم.

الجامعات.. مراكز الانطلاق للتغيير

لم يبق طلاب جامعة دمشق بعيدين عن هذه الجهود، فقد أطلق طلاب كلية طب الأسنان حملة لتنظيف محيط كليتهم والممرات الداخلية والخارجية، مُجسّدين روح الانتماء والحرص على الأماكن التي تُشكّل جزءاً من مستقبلهم الأكاديمي.

الممثل مكسيم خليل.. داعم دائم لجهود الشباب

الممثل السوري مكسيم خليل، المعروف بمواقفه الداعمة للسوريين من السباب، كان من أبرز الشخصيات التي شجّعت هذه الحملات، حيث نشر عبر صفحته الرسمية على إنستغرام، مقاطع فيديو وصوراً توثق جهود الشباب، مُرفقة بعبارات تشجيعية: "أنتم أمل سوريا.. سوريا الجديدة تُبنى بسواعدكم وبإصراركم على الحياة".

لاحقاً، زار مكسيم خليل سوريا، تحديداً العاصمة دمشق، حيث انتشرت مقاطع فيديو تُظهره يتفاعل مع الشباب ويشاركهم العمل بروح الفريق، مما عكس جانباً إنسانياً لافتاً في شخصيته.

وفي ريف دمشق، تحديداً مدينة النبك، انطلقت حملات مشابهة، حيث ظهرت صور متداولة على وسائل التواصل الاجتماعي تُظهر شباباً وشابات يعملون بروح واحدة، يرتدون الكمامات، ويحملون أدوات التنظيف لإعادة ترتيب الأرصفة والشوارع.

في مدينة حماة، أُطلقت حملة "حملات شباب حماة للتنظيف" عبر صفحة على فيس بوك، دعت الأهالي والشباب للمشاركة.

محيط ساحة العاصي كان من أبرز المواقع التي استهدفتها الحملة، حيث اجتمع عشرات المتطوعين في مشهد عكس روح الجماعة والحيوية التي تسود المدينة.

وفي مدينة مصياف غربي حماة، تأخرت استجابة البلدية لمطالب السكان بتنظيف الشوارع، فبادر الشباب بتشكيل فرق تطوعية، مستخدمين منصات التواصل الاجتماعي وسيلة للتنظيم والدعوة إلى المشاركة، وكتب أحد الناشطين على "فيس بوك": "سوريا تستحق الأفضل.. ولن ننتظر أحداً لنبدأ".

"سوا محافظتنا أحلى"

في حمص، التي عانت من سنوات طويلة من المعاناة، انطلقت مبادرة "حمص أحلى" بتنظيم جمعية شعاع الأمل، وركّز المتطوعون جهودهم على أحياء بارزة مثل الغوطة، والحمرا، والدبلان.

لم تقتصر المبادرة على تنظيف الشوارع فحسب، بل امتدت إلى رسم الجداريات وتزيين المرافق العامة برسوم ملونة تعبّر عن الأمل والسلام.

محمد كنان دبدوب، من أبناء مدينة حمص، قال لـ موقع تلفزيون سوريا: "أسّسنا مجموعة على تطبيق واتساب، حيث أضفنا الأصدقاء وقسّمنا الأعضاء إلى مجموعات صغيرة، انطلقت هذه المجموعات من ساحة الساعة الشهيرة، وجرى توزيع المهام بحيث تتولى كل مجموعة مسؤولية منطقة محددة".

وأضاف "دبدوب" أنّ "العمل كان يتم بحماس لا يوصف، حيث شعر الجميع بالسعادة للمرة الأولى لأنهم يقدمون شيئاً يخدم الوطن"، مشيراً إلى أنّ الثوار كانوا يساهمون بشكل كبير جداً في هذه الحملات، مؤكداً أنهم ما زالوا مستمرين في هذا العمل الجميل.

نهاية حقبة.. وبداية جديدة

انتهاء حكم "عائلة الأسد" بعد 53 عاماً وتعليق "حزب البعث" نشاطه شكّل لحظة فارقة في تاريخ سوريا، وفي ظل هذه التحولات، لم ينتظر الشباب القرارات الرسمية ليبدؤوا التغيير، بل بادروا بأنفسهم إلى إعادة بناء مجتمعاتهم ومدنهم.

اليوم، الشوارع السورية التي عانت من سنوات طويلة من الدمار والفوضى تشهد تحولاً مشرقاً بفضل جهود أبنائها، ففي كل شارع يُنظف، وكل جدارية تُرسم، يُكتب فصل جديد من فصول الأمل.