icon
التغطية الحية

مَن هو مُسدّد غرامات النقاب و"البوركيني" في أوروبا؟

2018.08.07 | 16:08 دمشق

الجزائري "رشيد نكّاز" المعروف بـ"مناصر المنقبات" في أوروبا (إنترنت)
تلفزيون سوريا - متابعات
+A
حجم الخط
-A

بعتزم رجل الأعمال الجزائري (رشيد نكّاز)، تسديد غرامات النقاب المفروضة على المسلمات في دولة الدانمارك مؤخراً، كما كان يفعل سابقاً في خمس دول أوربية حظرت ارتداء النقاب في الأماكن العامة

وأقرّ البرلمان الدنماركي، بداية حزيران الماضي، قانونا يحظر ارتداء النقاب في الأماكن العامة، بعد أن نال مشروع القانون الذي قدّمته حكومة وسط اليمين، تأييد الاشتراكيين والديموقراطيين (أبرز قوتين سياسيتين في البرلمان)، إضافة للحزب الشعبي الدانماركي المناهض للهجرة.

والقانون الجديد الذي دخل حيّز التنفيذ، بداية شهر آب الجاري، يعرّض المُخالف إلى دفع غرامة مالية بقيمة 156 دولار أمريكي، وقد حصلت امرأة مسلمة (29 عاماً) على أول مخالفة نقاب في الدانمارك، يوم السبت الفائت، وعد "نكّاز" بدفع غرامتها والتي تصل أول مرة لـ "157 دولار أمريكي" و"1570 دولار" في المخالفة الثانية.

وحسب مواقع إخبارية دانماركية، قال "نكّاز" إنه سيكون في العاصمة "كوبنهاغن" في الـ 11 مِن الشهر الجاري، لـ دفع جميع غرامات النقاب، وسيفعل ذلك بشكل شهري، مؤكّداً أنه حتى لو كان هو ضد النقاب، إلّا أنه سيبقى يدافع دائماً عن الحريات في جميع أنحاء العالم بما فيها حرية ارتداء النقاب والحجاب.

 


مَن هو "رشيد نكّاز"

نال رجل الأعمال الجزائري (رشيد نكّاز)، شهرة واسعة بسبب تكفّله بتسديد الغرامات المالية التي تفرضها الشرطة الفرنسية ضد النساء اللواتي يرتدين النقاب في الأماكن العامة و"البوركيني" (لباس سباحة نسائي "شرعي") على الشواطئ، وتحوّل مِن ناشط سياسي إلى ظاهرة اجتماعية تثير جدلاً واسعاً في بلاده وفي فرنسا التي يقيم فيها أيضاً.

"رشيد نكّاز" برفقة إحدى النساء وهي ترتدي لباس "البوركيني" (إنترنت)

وأسّس "نكّاز" (المولود في فرنسا 9 كانون الثاني 1972)، صندوقاً لتسديد الغرامات المالية لقانون حظر النقاب، باعتبار أن ارتداء النقاب حرية شخصية، وسدّد الصندوق غرامات أكثر من 1500 مخالفة في ستة بلدان تحظر ارتداء النقاب  في أوروبا.

ويرى "نكّاز"، أن الأوضاع ليست وردية بالنسبة للمسلمين في أوروبا، ويحذّر من أن "الوضع خطير جدا بالنسبة للمسلمين المقيمين هناك، لأن الحكومات الأوروبية لا تصدر قرارات تقود لـ تأقلمهم على أراضيها.. ولهذا السبب يجب على المسلمين أن يصبحوا أكثر قوة لحماية مصالحهم هناك".

ويعد "نكاز" ناشطا سياسيا، و قد أعلن عام 2013،  عن تنازله عن جنسيته الفرنسية من أجل استكمال الإجراءات القانونية لخوض انتخابات الرئاسة الجزائرية عام 2014، والتي فاز فيها "عبد العزيز بوتفليقية" بولاية رابعة، ولم يتسنّ لـ "نكاز" خوضها بسبب "عدم جمع توقيعات كافية للترشح"، وفق السلطات.

ونفّذ بعدها احتجاجات فريدة في الجزائر منها "قطعه أكثر من 600 كيلومتر سيراً على الأقدام من شرقي البلاد باتجاه وسط العاصمة نهاية 2014"، وذلك في إطار ما أسماه "مسيرة للتغيير السلمي"، كما أنه يترأس "حركة الشباب والتغيير" - غير المرخّصة - في الجزائر.

وعلى خلفية إقرار قانون حظر النقاب في الأماكن العامة بالدانمارك، خرج آلاف الأشخاص بمظاهرات نظّمتها مبادرة "حوار النساء" المشكلة من نشطاء يساريين، وسيدات منقبات، كما دعمها مسلمون يعيشون في البلاد، إلى جانب كثير من الدانماركيين.

يشار إلى أن الأحزاب اليمينة المتطرفة المناهضة للهجرة في أوروبا، تسعى إلى سن قوانين تضيّق على اللاجئين وتبعدهم عن أراضيها، إذ أقر البرلمان في النمسا في نيسان الماضي قانونا يَفقد من خلاله اللاجئون الذين يقضون "عطلتهم في بلدانهم الأصلية" أي حق للبقاء في النمسا.