icon
التغطية الحية

ميليشيات النظام تفرض "إتاوات" على الطلبة شرقي الرقة

2021.06.18 | 16:55 دمشق

photo5935994671564174876.jpg
الرقة ـ خاص
+A
حجم الخط
-A

تستغل قوات نظام الأسد طلبة التعليم الأساسي والثانوية العامة الذين يتجهون من مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية "قسد" إلى مناطق سيطرة النظام لتقديم امتحاناتهم، عبر فرض "إتاوات" عليهم للسماح لهم بالدخول إلى المناطق الخاضعة لسيطرة النظام شرقي الرقة.

وقال مصدر محلي لتلفزيون سوريا إن الطلاب الذين يتنقلون بين مناطق سيطرة "قسد" ومنطقة السبخة ومعدان شرقي الرقة بهدف تقديم امتحاناتهم يتعرضون للابتزاز من قبل حواجز تابعة لقوات النظام والميليشات المسانده له، والذين يستغلون الطلبة ماديا عبر ترهيبهم من التأخر على الامتحانات والضغط النفسي الذي يعيشونه ولا سيما في منطقة السبخة.

وأضاف أن الطلبة يُجبرون على دفع ما بين 3000 و 5000 ليرة سورية إضافة إلى تكاليف النقل في منطقة السبخة خلال ذهابهم وعودتهم من الامتحانات، لعناصر الفرقة الرابعة والأمن العسكري وميليشيا "البو حمد" خاصة المتمركزين عند معبر دلحة شرقي الرقة وعند المراكز الامتحانية ومداخل البلدات.

المال مقابل المرور

قال عزمي الزَّنّة أحد طلبة امتحانات الشهادة الثانوية في السبخة "ذهبنا اليوم الأول للامتحان من مدينة الرقة إلى منطقة السبخة شرقاً، وذلك لأن مراكزنا الامتحانية فيها ومجبرون على ذلك، وعند مرور الميكروباص الذي نستقله من معبر الدلحة بدأت قوات النظام بالتفتيش والتدقيق بحجج واهية، الأمر الذي جعلنا نتخوف أن نتأخر على الامتحان".

وأضاف أن عملية التفتيش جعلت الطلبة يصلون متأخرين إلى السبخة، حيث كان أمامهم نحو الساعة ليتعرفوا إلى أماكن مراكزهم الامتحانية، ما جعلهم يشعرون بالتوتر والخوف أن يستمر هذا الأمر معهم على ما هو عليه طوال فترة الامتحانات.

وتابع أنه في المرة الثانية أصبحوا على علم أن الحواجز تفتعل هذا الأمر بهدف الحصول على المال "لأنه عندما يقول عناصر الحاجز إن الأوراق الثبوتية ناقصة كان يقصد أن يضع الطالب مع بطاقته 2000 ليرة سورية لعناصر الفرقة الرابعة".

وأفاد حسن عياش من أهالي الرقة ومتقدم لامتحانات الشهادة الثانوية أن الأمر لا يقتصر على معبر الدلحة فقط فهناك ميليشيا "البو حمد" التي تنتشر على الطرقات كحواجز متنقلة وثابتة تفرض إتاوات على الركاب ومن ضمنهم الطلبة بقيمة 1000 ليرة سورية.

ابتزاز الطلبة

بيّنت رحاب العطية من المتقدمين للامتحانات في مركز الرحبي بريف السبخة أنه يوجد عنصران من الأمن العسكري يجلسون عند بوابة المركز ويتحايلون علينا تحت مسمى "حلوان الفحص" وغالبية الطلبة يدفعون لكل عنصر 500 ليرة تفادياً لغضبهم الذي ربما يكلف الطالب منعه من دخول الامتحان في المرات المقبلة بحجج مختلفة كأنهم يحلون أدوات للغش في الامتحان.

وأوضح المدرس عزام الحمود في معهد الأوائل بمدينة الرقة أن النظام يفرض على الطلبة إتاوات عبر سلوكه "التشبيحي" المعروف به حيث يستغل الطلبة، الأمر الذي دفعنا إلى إبلاغ الأهالي لزيادة مصروف أولادهم عند ذهابهم إلى الامتحانات حتى لا يتم إيقافهم لأسباب واهية من قبل حواجز النظام والميليشيات الموالية له، على الرغم من الوضع الاقتصادي المتردي لمعظم الأهالي.

ولفت المصدر إلى أن عدد الطلاب التقديري في منطقة السبخة ومعدان يقدر بنحو 6000 إلى 8000 طالب وطالبة، وأن معظم الطلبة لا يقدمون امتحاناتهم وفق المنهاج التعليمي الذي فرضته "قسد" في مناطق سيطرتها، لأن الشهادة التي يحصلون عليها غير معترف بها خارج مناطق سيطرة "قسد".

وتابع أن عدد الطلبة الذين يقدمون امتحانات شهادة التعليم الأساسي والثانوية العامة وفق المنهاج الذي فرضته الإدارة الذاتية لا يتجاوز 10 في المئة، مشيراً إلى أن الطلبة الذين يقدمون امتحاناتهم في مناطق سيطرة النظام عرب وأكراد ومنهم أولاد مسؤولين في "قسد" والإدارة الذاتية.

ونفذت "قسد" عدة عمليات دهم واعتقال في مناطق سيطرتها بحق معلمين ومراكز تعليمية وذلك لتدريسهم مناهج النظام، حيث أفرجت عنهم بعد توقيعهم على تعهد يلزمهم بعدم تدريس مناهج النظام.

ويرفض أهالي شرقي سوريا مناهج الإدارة الذاتية مطالبين بتدريس مناهج اليونيسيف أو النظام على اعتبار أنها أكثر مصداقية في المؤسسات التعليمية ولا سيما أن الإدارة الذاتية لا تمنح أي نوع من الشهادات التعليمية المعترف بها.