icon
التغطية الحية

ميرور: من داخل قصور الأسد تاجر الحرب.. في وقت تعصف فيه الحرب والزلزال بالبلد

2023.03.27 | 11:31 دمشق

قصر الأسد في اللاذقية
قصر آل الأسد في اللاذقية
Mirror -ترجمة: ربى خدام الجامع
+A
حجم الخط
-A

يعيش رأس النظام في سوريا، بشار الأسد، حياة الرفاهية بين القصور والطائرات الخاصة، ناهيك عن ثروته التي تبلغ مليارات الدولارات، على الرغم من أن بلاده ترزح تحت وطأة حالة تعيسة بعد مرور 12 عاما على الحرب التي أتى بعدها زلزال مدمر.

 إلا أن أحداً لا يعلم أين يعيش بشار وزوجته أسماء وأولادهما الثلاثة على وجه الدقة، بما أن لديهما العديد من القصور المنتشرة في البلد.

ثم إن ملامح نمط حياتهم المترفة لا نراها إلا في قصر الشعب بالعاصمة دمشق، حيث تقام في هذا القصر اجتماعات مع قادة الدول الأخرى، والمسؤولين، إلى جانب مؤتمرات صحفية بين الفينة والأخرى، ما يعني بأن هذا المكان ليس بمقر للأسرة.

قصر اللاذقية

في السلسلة الوثائقية " A Dangerous Dynasty: House of Assad" (أي السلالة الخطرة: بيت الأسد) التي أنتجتها شبكة بي بي سي، ورد بأن حافظاً، أي أبو بشار، استعان بمهندس معماري ياباني اسمه كينزو تانج ليصمم القصر الذي كلف حينها مليار دولار أميركي، وانتهى بناؤه في عام 1990.

President People's Palace in the capital Damascus

قصر الشعب في العاصمة دمشق

وفي زيارة نادرة قام بها الصحفي جيرمي بوين للقصر في عام 2015، كتب ليقول: "القصر مكان للعمل، أي أن عائلة الأسد تعيش في مكان آخر، وقد بني قصر الضيافة الرخامي ليكون بمنزلة فندق صغير، حيث تخرج من المكتبة فتطالعك قاعة مجلس مركزية تحتوي على ما يقارب من 30 كرسياً ذي ذراعين. بيد أن النوافير في زوايا المجلس لم تكن تعمل عندما زرت المكان".

يعتقد البعض بأن الأسد يقيم في مخبأ تحت الأرض بدمشق، بينما يرى آخرون بأن الأسد وزوجته وأولادهما قد انتقلوا للعيش في قصر قريب من مدينة اللاذقية مزود بحراسة وحماية كبيرة.

يقع قصر اللاذقية على حافة أحد الجروف الصخرية القريبة من البحر بحيث يمكن للأسرة أن تهرب في قارب في حال حوصر المكان.

ويظهر مقطع فيديو صورته بي بي سي هذا المجمع الرئاسي الضخم الذي يشتمل على مساحات خارجية شاسعة.

One room was fitted with 125,000 marble tiles, at $85 a tile – equating to $10.6m

قاعة تشتمل على 125 ألف بلاطة من الرخام، كلفة الواحدة منها 85 دولارا أميركيا، أي أن كلفة البلاط بكامله 10.6 ملايين دولار

صور منمقة لزيارة حلب

يذكر أن الثروة الصافية لأسرة الأسد تتراوح ما بين 1-2 مليار دولار أميركي بحسب تقديرات وزارة الخارجية الأميركية التي حددتها بناء على مصادر مفتوحة للمعلومات، حيث ورد في تقرير لتلك الوزارة ما يلي: "تحتفظ أسرة الأسد بعلاقات مقربة قائمة على المحسوبية مع أكبر العناصر الفاعلة في الاقتصاد، حيث يستغلون شركات هؤلاء ليقوموا بغسل أموالهم التي تترتب على نشاطات غير مشروعة، مع العمل على استجرار التمويل لصالح النظام".

وفي صور انتشرت خلال الصيف الماضي، ظهرت أسرة الأسد بكاملها في زيارة نادرة لمحافظة حلب الواقعة شمالي البلد، وقد قام مكتب رئاسة الجمهورية بنشر تلك الصور التي يظهر فيها طبيب العيون الذي تحول إلى مجرم برفقة زوجته وولديهما وابنتهما الوحيدة وهم يسيرون في شوارع حلب، حيث تعرض ما لا يقل عن 33500 مبنى للتدمير بسبب الحرب.

بدت الأسرة بكاملها في تلك الصور وقد ارتدت ملابس رقيقة مهندمة، فيما ظهر الرئيس ببزته ذات الياقة المنشاة وزوجته بشعرها المصفف بعناية.

عيون المراقبة العجماء

خلال شهر حزيران الماضي، هددت إسرائيل باستهداف أحد قصور بشار في حال استمر نظامه بالسماح لإيران بتهريب الأسلحة عبر سوريا، بحسب ما نقلته صحيفة إيلاف السعودية.

عبر حساب مكتب رئاسة الجمهورية على إنستغرام، يمكننا أن نلمح جوانب من القصر النظيف الذي لا تشوبه شائبة، إذ ثمة مقاعد ذات ذراعين قد رتبت بعناية وأناقة لاستقبال ديكتاتوريين زملاء في قاعات فرشت بأرضيات من الرخام اللامع وزينت بلوحات زيتية ضخمة علقت على الجدران.

The marble guest house is built in the style of a small hotel

قصر الضيافة الرخامي الذي بني ليكون بمنزلة فندق صغير

ورد في تقرير صدر في العام 1989 بأن إحدى قاعات ذلك القصر قد رصفت بـ125 ألف بلاطة من الرخام، كلفة الواحدة منها 85 دولاراً أي أن كلفة الرخام بكامله بلغت 10.6 ملايين دولار لقاعة واحدة فقط.

وفي ذلك تناقض صريح مع الحياة التي يعيشها ملايين السوريين الذين باتوا يقيمون وسط الركام والخرائب، كما أصبح 70% من الشعب الآن بحاجة لمساعدات إنسانية.

وهذا ما دفع الصحفي أوليفر وينرايت ليكتب في عام 2013: "تحدد جدران القصر الضخمة الباحات الداخلية المخفية وتمتد لتحيط بمساحات من الزجاج الملون الذي يزين نهاياتها، والتي تظهر في الزوايا العلوية فتبدو أشبه بعيون فارغة تتلقف كل ما حولها بالنظر والمشاهدة، ولهذا عندما تكون في الأسفل وسط المدينة وبين مزيج من الأبنية السكنية الإسمنتية وتلك البيوت التي لا ترتفع كثيراً عن الأرض، لن يبارحك الشعور بأن قوة صامتة ترى كل شيء لا تكف عن مراقبتك".

 المصدر: Mirror