دافعت أنجيلا ميركل عن صورة السيلفي التي التقطت لها في عام 2015 بصحبة لاجئ سوري بعد فتحها لحدود ألمانيا، وأكدت على أنها لا تحس بأي ندم حيال استجابتها لأزمة الهجرة.
وفي مذكراتها التي نشرت تحت عنوان: "حرية"، كشفت المستشارة الألمانية السابقة عن إحساسها بالدهشة بسبب الضجة التي أثيرت في ألمانيا حيال الصورة التي التقطت في أحد مراكز الاستقبال ببرلين، وسردت في مذكراتها التي نشرت يوم الثلاثاء: "توجهت نحو بعض الأشخاص الذين كانوا يقفون بقربي حتى لا أبارح المكان من دون أن أرحب بهم، فأتاني أحدهم وهو لاجئ من سوريا كما تبين لاحقاً، رافعاً هاتفه المحمول وهو يقول: "سيلفي"، وفي تلك اللحظة لم تراودني أدنى فكرة عن الجدل الذي يمكن لهذه الصورة أن تثيره، لأن كل ما خطر ببالي هو: لم لا؟".
"بوسعنا تدبر الأمر"
تحولت صورة ميركل وهي تبتسم بجانب اللاجئ السوري أنس معضماني الذي التقطها إلى رمز لسياسة فتح الباب أمام اللاجئين التي تبنتها ميركل، فتحت شعار: "بوسعنا تدبر الأمر" سمحت ميركل لنحو مليون شخص بتقديم طلب لجوء في ألمانيا، وهذا ما أدى إلى صعود حزب "البديل من أجل ألمانيا" المعادي للمهاجرين في استطلاعات الرأي بعد ذلك بمدة.
في مذكراتها، أنكرت ميركل، 70 عاماً، بأن هذه الصورة كانت الدافع الرئيس وراء زيادة أعداد اللاجئين والعمال المهاجرين القادمين إلى ألمانيا التي اختاروها لتصبح وطناً جديداً لهم في أوروبا، إذ كتبت لتقول: "لا أستطيع أن أفهم حتى الآن كيف يفترض شخص بأن ظهور وجه ينم عن المودة في صورة فوتوغرافية قد شجع الناس على ترك أوطانهم زرافات، أو أن أكثر تعبير صرامة على الوجه يمكن بالمقابل أن يمنعهم عن القيام بذلك".
وأضافت: "كنت وما زلت مقتنعة بأنه لا يوجد أحد يتخذ قرار الرحيل عن بلده ببساطة، حتى أولئك الذين فعلوا ذلك نظراً لعدم وجود مستقبل اقتصادي واجتماعي لديهم وليست لديهم أي فرصة للحصول على صفة طالب لجوء في ألمانيا".
ومن منظور أوسع لقضية هجرة العمالة، أكدت ميركل في مذكراتها على أن: "النقص الذي تشهده القوى العاملة يحول العمالة المهاجرة إلى ضرورة" في ألمانيا.
إصلاح سياسة "الحد من الديون"
وبالحديث أن المصائب الاقتصادية التي مني بها بلدها، ذكرت ميركل بأنها كانت هي أيضاً تفضل تخفيف نظام الحد من الديون في ألمانيا، والذي يفرض قيوداً صارمة على عملية الاقتراض، وعبرت عن ذلك بقولها: "ما تزال فكرة وضع حد للديون لصالح الأجيال المقبلة فكرة صحيحة وملائمة، ولكنها.. تحتاج إلى إصلاحات لتسمح بوجود مستويات أعلى من الديون لصالح الاستثمار مستقبلاً".
أما تدخل ميركل فقد كان مهماً بالنسبة لقضية إدخال إصلاحات على حد الديون وإمكانية تحول ذلك إلى قضية محورية في ألمانيا قبيل الانتخابات التي ستجري في شهر شباط المقبل.
كما أطلعتنا ميركل في مذكراتها على ما جرى في اجتماعاتها مع دونالد ترامب الذي وصفته بأنه: "على ما يبدو مبهور بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين".
وبالنسبة لبوتين نفسه، ذكرت ميركل بأنه سمح لكلبه وبشكل مقصود أن يدخل إلى الاجتماع الذي جمعه بها في عام 2007 بسوتشي بما أنه كان يعرف أنها تخشى الكلاب.
المصدر: The Telegraph