icon
التغطية الحية

ميدل إيست آي: لا تتوقعوا تطبيع العلاقات بين تركيا وسوريا في أي وقت قريب

2022.08.14 | 10:18 دمشق

سوتشي
بوتين اقترح أن تعمل أنقرة مع نظام الأسد لطرد مقاتلي وحدات حماية الشعب من شمال شرقي سوريا ـ AFP
ميدل إيست آي ـ ترجمة وتحرير تلفزيون سوريا
+A
حجم الخط
-A

أثار كشف وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو الخميس الفائت عن لقائه وزير خارجية النظام السوري، بعد عقد من قطع العلاقات  مفاجأة وأغضب كثيرين بما في ذلك المعارضة والمدنيون شمال غربي سوريا.

لكن موقع "ميدل إيست آي" لا يتوقع أي انفراج دبلوماسي بين أنقرة ودمشق في أي وقت قريب، حسبما أفادته مصادر وخبراء.

وقال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو إنه التقى بوزير خارجية النظام فيصل المقداد في بلغراد في تشرين الأول على هامش قمة حركة عدم الانحياز.

وأضاف "هناك أيضا نقلت أن الحل الوحيد لسوريا هو المصالحة السياسية".

وتابع "يجب إخراج الإرهابيين من سوريا. من ناحية أخرى قلت إنه يجب أن يكون هناك سلام بين المعارضة السورية والنظام، ويمكننا، كتركيا، تقديم الدعم في مثل هذا الوضع".

كان جاويش أوغلو يرد على سؤال عما إذا كان هناك احتمال لمكالمة هاتفية بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ورئيس النظام بشار الأسد، وهو ما زعمه تقرير صحفي صدر مؤخرا عن مصادر مشكوك فيها.

ونفى جاويش أوغلو ذلك بالقول إنه "في الوقت الحالي" لا توجد اتصالات دبلوماسية بين أنقرة ودمشق.

يتزايد الضغط الداخلي على أنقرة من أجل تحسين العلاقات مع دمشق. وتتزايد دعوات المعارضة التركية للمصالحة بين تركيا وسوريا كل يوم بظل تفاعل قضية إعادة اللاجئين السوريين مع اقتراب الانتخابات التركية.

اقرأ أيضا: جسور للدراسات: لماذا أعلنت أنقرة متأخرة عن اللقاء الدبلوماسي مع النظام السوري؟

 

وقال مسؤول تركي إنه لا يوجد شيء جديد في بيان جاويش أوغلو، الذي أشار إلى المفاوضات السياسية التي أجريت بمشاركة النظام والمعارضة السورية في جنيف ثم نور سلطان عاصمة كازاخستان سابقا.

وقال المصدر لـ ميدل إيست آي إن "تركيا تحاول بالفعل إحلال السلام من خلال هذه الآليات الرسمية". لكن النظام يعيق التقدم كما يفعلون في اللجنة التي تعمل على صياغة الدستور.

البحث عن أرضية مشتركة

في الأسابيع الأخيرة أعلن الرئيس التركي احتمال شن عمل عسكري تركي جديد على قوات سوريا الديمقراطية "قسد" التي تسيطر على شمال شرقي سوريا، وتحديداً حول مدينتي تل رفعت ومنبج.

وقال الرئيس التركي الأسبوع الماضي إن نظيره الروسي فلاديمير بوتين، اقترح أن تعمل أنقرة مع نظام الأسد لطرد مقاتلي وحدات حماية الشعب وحزب العمال الكردستاني من تلك المواقع. لكن المصادر أخبرت موقع Middle East Eye أن أنقرة لا تعتقد أن دمشق تملك الإرادة ولا القوة للقيام بذلك.

ويرى أويتون أورهان، خبير الشرق الأوسط في مركز الدراسات الاستراتيجية للشرق الأوسط ومقره أنقرة، أن "هناك أطرافًا في كل من الحكومتين التركية والسورية تدعو إلى التطبيع وتقترح إبرام صفقة بشأن الجماعات المرتبطة بحزب العمال الكردستاني مثل حزب العمال الكردستاني.   YPGوعودة اللاجئين".

وأضاف أورهان: "ومع ذلك أوضح مسؤولو النظام السوري الذين تحدثوا إلى وكالة أنباء محلية هذا الأسبوع أن حكومتهم لن تلتقي حتى مع أي مسؤولين أتراك حتى تنسحب تركيا بالكامل من شمال سوريا.. لا أعتقد أن أي شخص يمكنه إيجاد حل وسط وعقد صفقة في الوقت الحالي. سيستغرق الأمر وقتًا طويلاً لتقريب الخلافات بينهم بشأن حزب العمال الكردستاني واللاجئين". 

حوارات استخبارية ليست للتطبيع

أصبح النظام السوري منبوذا دوليا عندما شن حملة قمع عنيفة على الثورة السلمية في عام 2011 وأثار حربا مستمرة أودت بحياة أكثر من نصف مليون شخص.

لكن في السنوات الأخيرة، استأنفت العديد من الدول العربية  وأبرزها الإمارات العربية المتحدة علاقاتها مع نظام الأسد. كان عدد من الدول يحث جامعة الدول العربية على إعادة سوريا إلى مقعدها، وفي غضون ذلك أجرت واشنطن محادثات مباشرة مع مسؤولين في النظام سعياً وراء حلول وسط والإفراج عن الصحفي الأميركي أوستن تايس.

بعد عقد من الحرب والعقوبات القاسية والأزمة الاقتصادية الصادمة، يحرص النظام السوري على إعادة الانخراط  لكن كثيرين في أنقرة يرون أن شروط النظام لإجراء محادثات، ليس فقط مع تركيا ولكن أيضا مع الولايات المتحدة وجامعة الدول العربية غير واقعية.

وعلى الرغم من إصرار النظام على تقديم تنازلات كبيرة للمحادثات، قال كل من جاويش أوغلو والرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن المناقشات بين البلدين تجري من خلال وكالات المخابرات الخاصة بكل منهما.

وقال مراد يسيلتاس، الخبير الأمني ​​في مركز الأبحاث SETA في أنقرة، إن أنقرة لم تستخدم هذه الحوارات الاستخبارية مطلقا لمتابعة التطبيع.

وقال يسيلتاس لموقع ميدل إيست آي "لقد تحدثوا مباشرة إلى مخابرات النظام وناقشوا قضايا تتعلق بملفات أمنية محددة وملموسة.. لا أعتقد أن هناك أي خطط لتغيير سياسة تركيا تجاه سوريا، لكنهم ربما لا يزالون يختبرون الوضع".

وأضاف يسيلتاس أن الحكومة التركية بحاجة مع ذلك إلى تخفيف الضغط الداخلي الذي تواجهه بشأن قضية اللاجئين السوريين، مع بقاء أقل من عام على الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في تركيا، لكن إيجاد حل ليس بالأمر السهل.

وأشار إلى أنه "يجب أن يتم ذلك من خلال صفقة مع النظام، لتأمين مزيد من الأراضي في سوريا والسماح لمزيد من اللاجئين بالعودة إلى تلك المناطق".

وختم بالقول "لكنني لا أعتقد أن تركيا يمكن أن تعقد مثل هذه الصفقة مع النظام بعد، ولا أعتقد أن أي شخص يرغب في العودة إلى الأراضي التي يسيطر عليها النظام".