icon
التغطية الحية

موسم العواصف في سوريا يهزّ بيوت المساكن الشعبية

2023.02.06 | 06:57 دمشق

حي في العاصمة دمشق ـ إنترنت
حي شعبي في العاصمة دمشق ـ إنترنت
دمشق ـ فتحي أبو سهيل
+A
حجم الخط
-A

تكثر أعطال الكهرباء والصرف الصحي في فصل الشتاء عندما تضرب العواصف الأماكن الشعبية في سوريا، بسبب التمديدات العشوائية وعدم الاهتمام من قبل بلديات تلك المناطق وفق ما أكده مواطنون لموقع تلفزيون سوريا، وفي المقابل ارتفع أجر الفنيين إلى حدود غير معقولة، نتيجة للتضخم الاقتصادي.

أعطال الصرف الصحي في المساكن الشعبية

يقول سالم وهو أحد سكان منطقة دف الصخر في جرمانا بريف دمشق، إن فصل الشتاء يمر عليهم بثقل كل عام نتيجة كثرة الإنفاق على صيانة الأعطال في المنزل، لكن خلال اليومين الماضيين كان الوضع كارثيا إثر الأمطار الغزيرة التي أدت إلى فيضان الصرف الصحي في البناء الذي يقطن فيه ما أدى إلى تضرر بعض المنازل، وسط غياب لفرق البلدية.

اقرأ أيضا: الأرصاد ترفع مستوى التحذيرات: أمطار وسيول وثلوج وعواصف في سوريا    

ويشير سالم إلى أنه اضطر وبعض الجيران إلى استدعاء فني مع معداته أهمها (الصاروخ) الذي يعمل على تسليك أنابيب الصرف الصحي. يعمل الصاروخ على الكهرباء فاضطر الأهالي (4 أسر متضررة) لاستئجار مولدة بـ75 ألف ليرة، بينما بلغت أجرة الفني 250 ألف ليرة لعمل استمر نحو الساعة.

وفي المزة شيخ سعد بدمشق، تضررت أيضاً بعض المنازل المتفرقة من السيول القوية نتيجة الأمطار الغزيرة التي أدت إلى سد مصارف الصرف الصحي ضمن بعض الأبنية، حيث أشار أحد السكان هناك إلى أنه اضطر لدفع 75 ألف ليرة للفني (أكثر من 10 دولار بقليل) الذي قام بتسليك ماسورة مياه مسدودة من أوساخ الأمطار المتسربة من السطح والتي أدت إلى سد مصارف المياه في منزله بعمل لم يستغرق أكثر من نصف ساعة باستخدام أدوات بسيطة مثل النرابيش والأسياخ.

رغم ندرتها في سوريا.. أعطال الكهرباء تزداد

إلى جانب أعطال الصرف الصحي التي تكثر فترات العواصف، تتزايد بشكل كبير أعطال الكهرباء ضمن المنازل والأبنية والأحياء نتيجة الأحمال الكبيرة. يقول أحد الفنيين إن السبب الأساسي هو لجوء الجميع في وقت واحد إلى استخدام الغسالات والمدافئ والطباخات الكهربائية وسخانات مياه الحمامات بوقت واحد ما قد يؤدي إلى احتراق الخطوط ضمن المنازل أو في علب الكهرباء الخاصة بالأبنية أو من الخطوط الرئيسية أو الخزانات، تبعاً لأسلوب التمديد بالمنطقة والحمايات الموضوعة في المنازل.

الأعطال الأكثر شيوعاً هي احتراق الحمايات الموضوعة في علب ساعات الكهرباء للمنازل ضمن الأبنية، وصياناتها تتم عبر إزالة هذه الحماية ووضع سلك كهربائي بدلاً منها في عملية قد لا تستغرق الربع ساعة من قبل فني الكهرباء، لكن أبو سامر أحد سكان منطقة ركن الدين، قال إن كلفة هذا الإجراء تصل إلى نحو 50 ألف ليرة وأحياناً أكثر تبعاً لعدد المنازل المتضررة من هذه القطعة، فقد يطلب الحرفي مبلغاً مستقلاً من كل منزل متضرر.

لأصحاب المهن الحرة رأي آخر

للفنيون رأي آخر، فهم يعانون عكس ما يظن الناس على حد تعبيرهم، حيث قال بعض من التقاهم الموقع إن سبب رفع الأجرة هو التضخم وارتفاع الأسعار التي انعكست عليهم أيضاً، إضافةً إلى عدم وجود عمال يعتمدون عليهم في الصيانات هذه ما يضطر إلى قيام (المعلم) بالمهمة بيده.

"المعلم يجب ألا تقل يوميته عن 75 - 100 ألف ليرة في الورش وهو مبلغ قليل، لكن الصيانات اليومية تعتبر خارج أوقات العمل وتنفيذها يتطلب أحياناً مخاطرة وخاصة في حال اضطررنا لفتح خزان الكهرباء، فإضافة إلى خطورة ذلك، هذا العمل من مهمة طوارئ الكهرباء ولو علموا بقيامنا به يمكن أن نزج في السجن"، وفقاً لحسين وهو فني كهرباء بمنطقة التضامن.

ويقول حسين إن 100 ألف ليرة يومياً في عملنا الخطر ضمن الورش ليس مبلغا كبيرا بل قليل، ويتابع "أعيل أسرة من 5 أشخاص، ولو جمعت المبلغ بالكاد يصل إلى 2.6 مليون ليرة بالشهر لأننا لا نعمل يوم الجمعة (370 دولاراً تقريباً) وهي قد لا تكفي أساسيات الحياة. أجرة تنقلي مع المعدات إلى الورشة قد تصل يومياً إلى 25 ألف ليرة، وأحتاج لوجبة غداء وعبلة سجائر على الأقل وكلفتها تصل إلى 15 ألف ليرة يومياً، وعليك هنا أن تحسب ماذا بقي من المئة ألف (60 ألف ليرة تقريباً - أي نحو 1.5 مليون في الشهر نحو 222 دولاراً)".

يؤكد حسين وغيره من العمال المهرة (معلمين) في المهن الحرة، أن الأجرة اليومية في الورش قد لا تصل إلى 60 ألف ليرة ببعض الأحيان، وهم يقبلون بذلك لأنهم لا يملكون خياراً آخر، مشيرين إلى أن الأعمال قليلة وفي بعض الأشهر معدومة، وهو ما يدفعهم للعمل مساء وفي أيام الجمع بالصيانات التي تعيلهم على العيش، وهذه التفاصيل قد لا يراها الناس.

{"preview_thumbnail":"/sites/default/files/styles/video_embed_wysiwyg_preview/public/video_thumbnails/qnF0hnkdRy4.jpg?itok=YgX6KatV","video_url":"https://www.youtube.com/watch?v=qnF0hnkdRy4&ab_channel=SyriaTV%D8%AA%D9%84%D9%81%D8%B2%D9%8A%D9%88%D9%86%D8%B3%D9%88%D8%B1%D9%8A","settings":{"responsive":1,"width":"854","height":"480","autoplay":1},"settings_summary":["Embedded Video (Responsive, autoplaying)."]}

يشتكي أبو زهير وهو رب عائلة من ثلاثة أطفال من قلة الأعمال بالعاصمة دمشق، وهو يعمل بأعمال الجبس والدهان، مشيراً إلى أنه متوقف عن العمل منذ 3 أشهر، لأن الناس باتوا يستغنون عن الديكورات والطلاء بظل الغلاء الفاحش، مشيراً إلى أنه يعمل في الصيانة بعض الأحيان خلال موسم العواصف نتيجة تضرر بعض الجدران في المنازل لكن ذلك لا يساعده بشكل كاف.

تبقى مواسم الأمطار الغزيرة والعواصف التي تعود بالضرر على الكثيرين، موسم عمل للبعض لا يتكرر معظم باقي أيام السنة، ولذلك لا تعتبر مورداً ثابتاً لهم، لكن أجرة الحرفيين المرتفعة تجعل من الصعب على باقي الأسر الإنفاق على الصيانات الطارئة والضرورية.