icon
التغطية الحية

موسكو تدعم جهود "الفيلق الخامس" في محاربة قوات الأسد

2020.07.03 | 15:59 دمشق

ahmd_alwdt.jpg
أحمد العودة القيادي في "الفيلق الخامس" المدعوم مِن روسيا (تجمع احرار حوران)
موسكو - سامر إلياس - تلفزيون سوريا
+A
حجم الخط
-A

تحت عنوان "موسكو تدعم جهود الفيلق الخامس الذي يحارب قوات الأسد" كتب أنطون مارداسوف محرر الشؤون الدولية في موقع نيوز رو تحليلاً عن مستقبل المواجهة بين قوات النظام والفيلق الخامس في درعا ودور روسيا فيها.

ويستعرض الكاتب التطورات الأخيرة في الجنوب السوري، والعلاقة المتوترة بين النظام وإيران من جهة و"الفيلق الخامس" من جهة أخرى.

ويرى مارداسوف أن روسيا تواجه "معضلة" فهي تحاول حماية "الفيلق الخامس" دون إيجاد حلول مع النظام الذي ينظر إلى الخطوة على أنها تشجيع على الحكم الذاتي.

ترجمة موقع تلفزيون سوريا لكامل المقالة:

 ما تزال الحرب السورية بعيدة عن نقطة النهاية، وبدأت تأخذ أشكالاً جديدة.. في جنوب البلاد، خاضت قوات الأسد في الأيام القليلة الماضية قتالاً مع وحدات الفيلق الخامس، الذي شكله المستشارون العسكريون الروس. وقائد أحد ألوية هذه الوحدة الخاصة يعدّ معارضاً سابقاً، ولكن ما يميز مواجهته الحالية مع النظام السوري أنها تأتي في وضعه الجديد، والقتال ليس أعمال شغب لا معنى لها، بل نتاج موقف محسوب بدقة، من الواضح أنه يحظى بدعم موسكو.

يستمر الوضع في التوتر في جنوب سوريا بعد مناوشات بين اللواء الثامن التابع للفيلق الخامس من جهة، والأجهزة الأمنية السورية من جهة أخرى، ومعروف أن قتلى من الجانبين سقطوا بسبب نزاعات حول نقاط التفتيش. وكان التصعيد متوقعاً، ففي 21 من حزيران/يونيو في مدينة بصرى الشام الجنوبية، نُظمت مسيرات جماهيرية حاشدة، -على عكس ما نقلته آلة البروباغاندا (التابعة للنظام ومسانديه) لم تكن موجهة ضد "قانون قيصر" الأمريكي، بل احتج الناس ضد الأسد وتشكيلاته، بسبب مقتل أحد المتمردين السابقين على أيدي "المسلحين الموالين لإيران".

 وبين حشود المدنيين، نزل قائد اللواء الثامن التابع للفيلق الخامس، أحمد العودة، القائد السابق لجماعة "شباب السنّة" المعارضة، الذي انضم إلى الثورة عام 2011. والآن يوجد تحت قيادته، ضعفَا عددِ الأشخاص الذين كانوا في عام 2018 (حين توقيع اتفاق مصالحة مع النظام لوقف إطلاق النار بعد الحملة العسكرية للنظام والروسي على محافظتي درعا والقنيطرة)، ووفقاً لمصادر، يعد العودة واحداً من القادة الذين يساعدون في تجنيد السوريين للقتال في ليبيا مع الجنرال المتقاعد خليفة حفتر.

يوضح مثال الجنوب، "مهد" الثورة السورية، من جهة، ما يحدث مع المناطق التي أصبحت تحت سيطرة النظام، ولكن تم الحفاظ فيها على مستوى عالٍ من المشاعر المعادية للحكومة، ومن ناحية أخرى، يظهر رغبة موسكو في الوصول إلى حل وسط مع اللاعبين الإقليميين وغير الإقليميين. في عام 2018، توصلت روسيا والولايات المتحدة وإسرائيل والأردن إلى اتفاق مصالحة بين دمشق والمناطق التي كانت خاضعة لسيطرة المعارضة في جنوب غربي البلاد. ثم بدأت موسكو على الحدود مع إسرائيل في تنفيذ خطة لتشكيل "عازل سني" - لتقليل وجود فيلق الحرس الثوري الإيراني والعديد من وحدات الميليشيات المحلية والأجنبية الموالية لطهران، التي توعدت إسرائيل مراراً بفتح "جبهة سورية" في "محور مقاومتهم".

في الواقع، تصرفت روسيا كضامن لوجود معارضين سابقين في المنطقة، وتعهدت بضمان الأمن إذا وافقوا على خوض القتال ضد خلايا تنظيم الدولة. لذلك وبحلول نيسان/أبريل 2019، شكل المسلحون السابقون للجبهة الجنوبية للجيش السوري الحر، أكثر من 75 في المئة من جنود اللواء الثامن التابع لفيلق المتطوعين الخامس المنتشر في محافظة درعا، وهو تشكيل كان يسيطر عليه بشكل مباشر الجنرالات والضباط الروس على مختلف مستويات القيادة لعدة سنوات. وكانت من ثمار ذلك: سحق السكان المحليين لخلايا تنظيم الدولة وتسليمهم المئات من المسلحين المعتقلين إلى وحدات الأمن الأسدية الخاصة، ولكن منذ البداية واجهوا عدداً من المشكلات.

أولاً، انضم شقيق بشار الأسد، قائد الفرقة الرابعة، ماهر الأسد، الذي له علاقات وثيقة إلى حدّ ما مع إيران، إلى معركة استقطاب المعارضين السابقين. وتحت جناح الفرقة الرابعة، هناك الكثير من التشكيلات المؤيدة لإيران، بما في ذلك التكوينات الأجنبية، كما يوفر الكيان غطاءً لنشاط "حزب الله" ونشاط الحرس الثوري الإيراني بالقرب من الحدود الإسرائيلية.

ثانياً، في الجنوب، تدهور مستوى المعيشة بشكل حاد بسبب تراجع دور المجالس المحلية (الإدارات المدنية التي تم إنشاؤها في أراضي المعارضة لتلبية احتياجات السكان) أو تم حلها مع مختلف منظمات المجتمع المدني.

ثالثاً، لم يتم تنفيذ بنود اتفاق المصالحة (بين النظام وأعضاء المعارضة السابقين). كما حاولت دمشق تنفيذ أعمال انتقامية وتلفيق قضايا جنائية ضد المسلحين السابقين، وقامت باحتجاز المعتقلين دون توجيه اتهامات محددة، وتنفيذ عمليات نهب عند نقاط التفتيش، إلخ.

يجتمع ممثلو القوات الروسية بانتظام مع السكان المحليين في محاولة لدرء احتمال الاحتجاج. وبحسب الأنباء، تم افتتاح مقر في أحد الفنادق مؤخراً في درعا، بهدف الحصول على معلومات عن المعتقلين لدى دمشق من أقارب السكان المحليين. ومع ذلك، يشكك السكان المحليون في هذه الجهود، لأنه، وفقًا لهم، تم تسليم قوائم المعتقلين منذ فترة طويلة ولا توجد حاجة لقوائم جديدة – ويكفي تنفيذ شروط اتفاق 2018 (اتفاق المصالحة)  ومع ذلك، فإن مقاتلي الفيلق الخامس، الذين يتوسعون الآن في الجنوب، يعملون كثقل موازن. على سبيل المثال، هاجموا مراراً نقاط التفتيش التابعة للفرقة الرابعة رداً على محاولات الأخيرة قمع السكان، في حين بدا أن الجيش الروسي يقف إلى جانب المتمردين السابقين. في المقابل، تحاول القوات الموالية لإيران باستمرار القضاء على ممثلي الفيلق الخامس وإلقاء اللوم عليهم في الهجمات على جماعة "المقاومة الشعبية" السرية.

يشكل هذا الوضع معضلة لموسكو. فإذا كانت تحاول حماية ورعاية اللواء الثامن نفسه أو الوحدات الأخرى داخل الفيلق الخامس، فمن الضروري إيجاد حلول لهذه القضايا مع دمشق، التي ترى في هذه الإجراءات تشجيعاً للحكم الذاتي في الجنوب. أما إذا كان الاتحاد الروسي يحاول إنشاء جيش بمظهر جديد بشروطه الخاصة، فإن هذا يتطلب مواردَ هائلةً على نطاق سوريا كلها، حيث تستثمر إيران بنشاط في الفرقة الرابعة والحرس الجمهوري في تحدّ للمشاريع الروسية. وفي المحصلة، يمكن أن تؤدي أنصاف الحلول إلى تخريب أكبر من قبل دمشق.