icon
التغطية الحية

"موافقة دخول مباشرة".. شرط أمني لعودة أهالي الحجر الأسود إلى منازلهم جنوبي دمشق

2023.03.25 | 11:46 دمشق

مخيم اليرموك جنوبي دمشق ـ رويترز
دمشق ـ جوان القاضي
+A
حجم الخط
-A

عاد سكان بعض مناطق جنوبي دمشق إلى منازلهم في أحياء تنقصها الخدمات البلدية والصحية من جراء تضرر البنى التحتية بفعل المعارك التي شهدتها تلك المناطق خلال سنوات الحرب. وكان النظام السوري قد سمح لهم بالعودة إلى منازلهم بعد إلغائه شرط "الموافقة الأمنية".

وحتى وقت قريب، كان النظام يشترط موافقة أمنية على سكان مخيم اليرموك والحجر الأسود للسماح لهم بالعودة لمنازلهم، لكنه استبدلها مؤخراً بـ "موافقة دخول مباشرة" تُعطى من مفرزة الأمن العسكري، كما قال عدد من سكان حي الحجر الأسود لموقع تلفزيون سوريا.

"موافقة دخول مباشرة" إلى أحياء جنوبي دمشق

وخلال العام الفائت 2022، حصلت حوالي 200 عائلة على موافقات أمنية للعودة لمنازلهم، بعد إعلان محافظة ريف دمشق في العام 2021، استقبال طلبات أهالي الحي الراغبين بالعودة للحصول على موافقات أمنية، بعد تقديم بيان ملكية المنازل مصدقة من الجهات المختصة.

وعليه، الحصول على "موافقة دخول مباشرة"، ليست بالأمر الصعب، كما يقول أحمد شعبان 45عاماً، وهو من سكان الحي الذي قرر العودة لمنزله المتضرر جراء عدم قدرته على الاستمرار في دفع إيجار منزله المستأجر (250 ألف ليرة) في قدسيا بريف دمشق.

ويوضح شعبان، في حديثه لموقع تلفزيون سوريا أنه تَقدم بطلب "موافقة دخول مباشرة" إلى مفرزة الأمن العسكري وحصل عليها في اليوم التالي، مضيفاً أن منزله يحتاج إلى إصلاحات بسيطة ويصبح جاهزاً للسكن.

لكن، يعاني الرجل الأربعيني وعائلته نقصاً في الخدمات البلدية والصحية وسط تضرر وخروج المراكز الخدمية عن العمل منذ سنوات، وفي ظل تجاهل حكومة النظام توفير تلك خدمات للأحياء التي استعاد السيطرة عليها ضمن اتفاقيات "التسوية" في العام 2018.

عدا عن ذلك، عانى شعبان من ابتزازه من قبل عناصر الحاجز العسكري التابع لمليشيات النظام على مدخل الحي لدى نقل أغراض منزله المستأجر من قدسيا إلى حي الحجر الأسود. ويقول "رغم حصولي على موافقة مختار الحي الذي كنت أسكنه لنقل أغراضي إلى الحجر الأسود، إلا أنني اضطررت لدفع مبلغاً لعناصر الحاجز".

الفقر يدفع السوريين للعودة إلى أحياء مدمرة

وإلى جانب عائلة يوسف، تعيش مئات العائلات معاناة شعبان وعائلته المتمثلة في عدم قدرتهم على الاستمرار في دفع إيجارات منازلهم، وفي نقص الخدمات وتضرر البنى التحتية ومنها شبكات الهاتف والكهرباء والمياه.

اقرأ أيضا: مفوض الأونروا: صدمت بحجم الدمار في مخيمي اليرموك وحندرات

في المقابل، هناك من ينتظر حصوله على "موافقة دخول مباشرة"، رغم تقديمه الطلب منذ حوالي الـ 20 يوم، كما يؤكد خالد العلي، وهو من سكان الحي. ويقول لموقع تلفزيون سوريا "قدمت طلب موافقة من 20 يوم تقريبا ولم يرد على طلبي حتى الآن".

ورغم مراجعته مفرزة الأمن العسكري أكثر مرة، إلا أنه لم يحصل على جواب نهائي سواء بمنعه أو بالسماح له بالعودة كما قال. موضحاً أنه لم يعد يملك القدرة على دفع إيجار منزله المستأجر في حي برزة بدمشق، ما اضطره إلى تقديم طلب العودة إلى الحي رغم افتقاره للخدمات الأساسية.

وكان موقع تلفزيون سوريا كشف في وقت سابق من العام الفائت 2022، عن محاولات النظام السوري الترويج لـ عمليات إعادة إعمار ما دمّرته قواته وآلته العسكرية، خاصة المناطق القريبة من العاصمة جنوبي البلاد، بإعلانه عن تنفيذ الورشات الخدمية لعدد من الأعمال في حي الحجر الأسود، إلا أنَّ الواقع مغاير لذلك، إذ ما تزال الأنقاض تنتشر في بعض شوارع الحي، فضلاً عن عدم إعادة العمل بالمراكز الصحية والمستوصف وغيرها من البنى الخدمية.

يشار إلى أنَّ مدينة الحجر الأسود التي تبدأ حدودها من نهاية "شارع 30" في مخيم اليرموك، تتبع إدارياً إلى مجلس محافظة ريف دمشق ومجلس محافظة القنيطرة، وتضم أحياءً كبيرةً أبرزها: "الجزيرة، الثورة، الاستقلال، تشرين، الزين، الأعلاف"، وتبعد عن مركز مدينة دمشق ثمانية كيلومترات، وتعد من أولى المناطق الثائرة ضد النظام السوري.