icon
التغطية الحية

مهرجان الفنون والثقافة الأول في الشمال السوري.. ترسيخ قيم الثورة عبر الفن | صور

2022.03.29 | 07:28 دمشق

1648487671481.jpeg
إدلب - عز الدين زكور
+A
حجم الخط
-A

انطلقت فعاليات مهرجان "الثقافة والفنون" الأول في منطقة شمالي غربي سوريا، الأحد 27 آذار، في "اليوم العالمي للمسرح"، بكوكبةٍ من النشاطات الفنية تذكّر بقضية الشعب السوري وآلامه، من مدينة اعزاز شمالي حلب.

وبعد الكلمة الافتتاحية على مسرح مركز "يونس إمره" التركي في اعزاز، كان العرض المسرحي الذي حمل عنوان "تحت الصفر" أول العروض الفنية في المهرجان، مقدماً من فرقة "حلم" للفنون المسرحية.

ويعتبر مهرجان الثقافة باكورة تعاون بين فريق الحماية في "منظمة بنفسج" ومركز "يونس إمره" ويستمر حتى نهاية شهر آذار الجاري.

قضية المعتقلين حاضرة

تناولت مسرحية "تحت الصفر" المأخوذة عن نص "جرافات لا تعرف الحزن" للكاتب "قاسم المطرود"، قضية المعتقلين السوريين. وبحسب إبراهيم سرميني مخرج العمل، فإنها محاولة لاستثمار فرصة "اليوم العالمي للمسرح" للتذكير بواحدة من أهم قضايا السوريين، وبمثابة صرخة من الداخل السوري للمطالبة بإطلاق سراح كافة المعتقلين.

وقال سرميني لموقع تلفزيون سوريا إنّ العرض المسرحي يركز على الجانب النفسي للمعتقل خلال وجوده في الزنزانة.

وشارك في العمل المسرحي سبعة ممثلين شباب من الفرقة المسرحية التي أسسها "سرميني" في مدينة إدلب، وتكاد أن تكون الوحيدة في المنطقة المداومة على أعمال مسرحية من الشمال السوري.

ويوضح "سرميني"، أنّ عرض "تحت الصفر" هو الثاني على مسرح "يونس إمره"، في حين أنّ العرض الأول كان على مسرح "المركز الثقافي العربي" في مدينة إدلب، المكان الذي تتخذه الفرقة المسرحية للتدريب على عروضها.

 

 

"مزيج من الذكريات"

كان تحدياً صعباً أمام الشاب "زكريا سفلو" الذي أدى دور "المعتقل" في مسرحية "تحت الصفر"، أن ينقل الهواجس الحقيقية للمعتقل بدءاً من لحظة اعتقاله وصولاً إلى لحظة طلبه الموت بين يدي جلّاده، حتى ينجو من حفلات العذاب التي يتعرّض لها، بحسب قوله.

يرى "سفلو" في حديثٍ لموقع تلفزيون سوريا، أنّ "رغم محاولاته الحثيثة وجهود المخرج والكادر الفني، لنقل هذه الهواجس والحالة النفسية، الصعبة والمتناقضة، إلا من المستحيل تصوير حالة المعتقل في سجون النظام الذي يعاني الويلات، سواء تحت التعذيب أو من خلال التعذيب النفسي الذي حاولت المسرحية تصويره أيضاً".

يتحدّث "سفلو" عن نقيضين من الذكريات، الجميلة منها والمحزنة، يستعرضها دور المعتقل المقدّم خلال العرض المسرحي، وهي تعكس الذكريات التي تجول في خاطر المعتقل خلال اعتقاله، كان منها "ذكرياته مع ابنه الذي طلب منه الهجرة ذات يوم".

ولا يخفي "سفلو" سعادته بإيصال صوت المعتقل، من خلال المشاهد التي أداها مع فريق العمل المسرحي، أمام "أتراكٍ" خلال عرض العمل في مركز "يونس إمره"، ويوضح في هذا السياق، أنّ "رغم اختلاف اللغة، إلا أنّ الصورة نجحت نسبياً في إيصال الرسالة، وهو ما بدا من خلال تفاعل الجمهور وتأثرهم بما يرونه".

سمير أكتع: الأغنية تكسر صورة "الدم" النمطية

في اليوم الثاني من المهرجان، طغت أغاني الفنان "سمير أكتع" على المسرح، وهي التجربة الغنائية المسرحية الأولى له، الأمر الذي أدى إلى إحداث حالة إرباك في البداية، بحسب ما أفاد، خلال حديثٍ لموقع تلفزيون سوريا.

وقال أكتع: "المشاركة في الأمسية التي حملت عنوان (وطن)، يميزها إمكانية تأكيد حالة السلام والحبّ التي تحملها الثورة السورية، من خلال الأغاني التي أديتها، على خلاف الصورة النمطية المربوطة بالدم والخراب والدمار".

ويجد محدثنا، أن "المشاركة التي تمثلت بأداء أغنياته منها "بالحب بدنا نعمّرها" "ومر عليه 11 عاماً"، و"أيها الباقي" و"كان يبحث عن ضناه"؛ حصدت نتائج إيجابية بعد دعوته للغناء قريباً في ولايات تركية، وحمل قضية الشعب السوري فنياً للشعوب الأخرى.

 

 

سرميني: نحتاج لـ"بناء العقول"

بعد سنوات من الدمار والدماء، يتحدث "سرميني" عن فجوة ثقافية كبيرة يعاني منها المجتمع، وهنا يأتي دور الفنون ومنها المسرح وغيرها من أجناس الثقافة لتسدّ هذه الفجوة، وهو ما اعتبره الحاجة إلى "بناء العقول" بالتغذية الفنية والثقافية.

وأكد "سرميني" أهمية المسرح والثقافة عموماً للتصدي للمحتوى "الهابط والمتدني" الذي يخترق المجتمع عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

ويرى أنّ "الفنان هو ابن الشارع، وعلى المسرح التركيز على قضايا الشعب، بعيداً عن المواضيع السطحية التي لا تحاكي واقعهم، ولذلك كان اختيار قضية المعتقلين في العمل المسرحي".