icon
التغطية الحية

من هو "أبو وليد الصحراوي" الذي أعلن "ماكرون" عن مقتله؟

2021.09.16 | 16:03 دمشق

أبو وليد الصحراوي
إسطنبول - متابعات
+A
حجم الخط
-A

قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في وقتٍ سابق اليوم الخميس، إنّ قوات بلاده تمكّنت من قتلِ زعيم تنظيم الدولة (داعش) في منطقة الصحراء الكبرى، عدنان أبو وليد الصحراوي.

ويعدّ "الصحراوي" أحد أهم المطلوبين دولياً، وهو قيادي سابق في تنظيم "القاعدة"، قبل أن ينشق عنه ويعلن بيعته لـ تنظيم الدولة (داعش)، ثم قيادة عمليات التنظيم في منطقة الصحراء الكبرى، وقد صنّفت فرنسا، في شهر كانون الثاني 2020، "تنظيم داعش في الصحراء الكبرى" كأبرز عدو لها في المنطقة.

اقرأ أيضاً: "ماكرون": قواتنا قتلت زعيم "داعش" في الصحراء الكبرى

مَن هو "عدنان أبو وليد الصحراوي"؟

ولد "عدنان أبو الوليد الصحراوي" بداية أو نهاية سبعينيات القرن الماضي في مدينة العيون بالصحراء الغربية، وكان مقاتلاً أوّل الأمر في صفوف جبهة "البوليساريو".

اسمه الحقيقي - وفق بعض التقارير - لحبيب عبدي سعيد، ولد في مدينة العيون بالصحراء الغربية عام 1973، ثم انضم إلى جماعات مرتبطة بتنظيم "القاعدة"، قبل أن يتركها وسط خلافات مع كبار قادتها ويلتحق بتنظيم الدولة (داعش).

وبحسب المعلومات المتوافرة فإنّ "الصحراوي" يعدّ أحد مؤسسي الجماعة السلفية "التوحيد والجهاد في غرب إفريقيا" (التابعة لـ تنظيم "القاعدة")، قبل أن يتحوّل إلى تنظيم "المرابطون"، وينضم أخيراً إلى "داعش"، في شهر أيار 2015، وكان أوّل مَن بايع زعيم التنظيم سابقاً "أبو بكر البغدادي" في المنطقة.

من مدينة العيون إلى مالي

نشأ "الصحراوي" في مدينة العيون بالصحراء الغربية قبل التحاقه بمخيمات اللاجئين في "تندوف" بالجزائر، عام 1992، وحصل هناك على منحة من جبهة "البوليساريو" ونال شهادة البكالوريوس ودرس العلوم الاجتماعية في جامعة "منتوري" الجزائرية، وتخرج فيها عام 1997.

وبحسب موقع "ذا إفريقيا ريبورت" فإنّ "الصحراوي" عمِل في "اتحاد الشباب الصحراوي" وكان مسؤولاً عن استقبال ومرافقة الوفود الأجنبية التي تزور مخيمات "تندوف"، وفي عام 2004، بدأ يعاني من الاكتئاب وانضم إلى الحركات الإسلامية التي بدأت بالظهور في مخيمات اللاجئين.

في العام 2010، كان بداية ظهور "الصحراوي" كقائد جماعة، حيث غادر "تندوف" إلى شمالي مالي عبر موريتانيا برفقة عدد من الصحراويين، وفي تشرين الأوّل 2011، أنشأ "جماعة التوحيد والجهاد في غرب أفريقيا" التي أيّدت تنظيم "القاعدة"، وأصبح المتحدّث باسمها.

وكان أول ظهور علني لـ"الصحراوي" عندما نفّذت جماعته عملية اختطاف ثلاثة أجانب عاملين في المجال الإنساني بمخيم "تندوف"، وذاع صيته، خلال عامي 2012 و2013، بعد أن شاركت الجماعة في السيطرة على شمالي مالي.

وفي عام 2013، انضمت جماعته إلى "مختار بلمختار" - قائد "تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" - لتشكيل جماعة "المرابطون"، وحصل انشقاق داخل التنظيم، في شهر أيار 2015، حيث كان "الصحراوي" ضمن مجموعة بايعت "البغدادي" - زعيم "داعش" آنذاك - في حين رفض "مختار بلمختار" ذلك، وشدّد على بيعة أيمن الظواهري، وعدم شرعية ما قام به "الصحراوي".

وحصلت قطيعة بين الفريقين المنقسمين وصلت إلى حد التقاتل في واقعة جرت شمالي منطقة "جاو" بدولة مالي، منتصف حزيران 2015، أصيب خلالها "أبو وليد الصحراوي" وقتل 14 آخرون.

وذكرت تقارير بأنّ "يحيى أبو الحمام" متزعم تنظيم "القاعدة" في منطقة الساحل الإفريقي، وبّخ في مقابلة مع صحيفة إلكترونية موريتانية، "الصحراوي" على بيعته لـ"البغدادي"، لكنه قال إنهم "ما يزالون على  اتصال به".

عمليات "الصحراوي" في إفريقيا

تنشط جماعة "الصحراوي" في منطقة المثلث الحدودي، حيث تتركز عمليات القوة المشتركة لدول الساحل الإفريقي (مالي، النيجر، بوركينا فاسو، موريتانيا، تشاد)، وقد شنّت جماعته هجمات مختلفة على أهداف عسكرية مرتبطة بهذه القوات، خاصةً الفرنسية.

ومن سجل "الصحراوي" الطويل، هجمات استهدفت نقطة تفتيش جمركية بمنطقة "ماركوي" في بوركينا فاسو غربي إفريقيا، مطلع أيلول 2016، ما أسفر عن مقتل ضابط جمارك وأحد المدنيين، وفي 12 تشرين الأول من العام نفسه، قُتل 4 جنود من جيش بوركينا فاسو في منطقة "إنتانغوم"، بالتزامن مع هجوم - باء بالفشل - نفّذته مجموعة "الصحراوي" على سجن "كوتوكالي" في النيجر.

عملية برخان في منطقة الساحل الأفريقي

ومنذ شباط 2018، تشن القوات الفرنسية في إطار "عملية برخان" هجمات ضد جماعة "الصحراوي"، التي تنفّذ هجمات ضد قوات الجيش المالي والميليشيات المحلية المتحالفة مع القوات الفرنسية، منها هجوم في شباط 2020، استهدف ثكنة للجيش الجزائري قرب الحدود مع مالي.

وكانت فرنسا قد أطلقت عملية "برخان" العسكرية في مالي، عام 2014، بهدف القضاء على الجماعات المسلّحة في منطقة الساحل الإفريقي والحد مِن نفوذها، ويبلغ عدد القوات الفرنسية ضمن العملية 5 آلاف و100 جندي، ينتشرون في منطقة الساحل التي تتشكل من "موريتانيا وتشاد ومالي وبوركينا فاسو والنيجر".

يشار إلى أنّه في العام 2019 - بعد عامين على كمين أسفر عن مقتل جنود أميركيين في النيجر عام 2017 - أعلن "برنامج المكافآت من أجل العدالة" التابع لوزارة الخارجية الأميركية عن مكافأة تصل إلى 5 ملايين دولار لمن يُقدّم معلومات تؤدي إلى تحديد مكان "أبو وليد الصحراوي".

وجاء هذا القرار بعد أن أدرجت "الخارجية الأميركية" تنظيم "داعش" في الصحراء الكبرى، ضمن القائمة السوداء كمنظمة إرهابية أجنبية، ووضعت زعيمه على قائمة الإرهابيين العالميين.

اقرأ أيضاً: أميركا تخصّص 7 ملايين دولار لـ معلومات عن "أبو عبيدة".. مَن هو؟