icon
التغطية الحية

من تسريبات بريد كلنتون: نظام الأسد حاول جر تركيا للقتال في سوريا

2020.10.28 | 13:01 دمشق

2fecdbbc84db7d39070df8a61e24d04f_k.jpg
لقاء في شباط من العام 2012 جمع وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون مع رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان في العاصمة أنقرة
إسطنبول - خاص
+A
حجم الخط
-A

كشفت رسالة إلكترونية مسرّبة من بريد وزيرة الخارجية الأميركية السابقة، هيلاري كلينتون، أن الجيش التركي وقادة الاستخبارات التركية "NTIO" وقسم المخابرات في الشرطة الوطنية التركية، حذّروا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان من أن نظام الأسد حاول جر تركيا إلى القتال في سوريا لإعطاء إيران الحجة لتدخلها إلى جانب النظام بطريقة أكثر عدوانية.

وأرسل الرسالة، الواردة بتاريخ 3 من تشرين الأول من العام 2012، الصحافي الأميركي سيدني بلومنتال، وهو مساعد سابق للرئيس بيل كلنتون، وقال إن التحذير جاء بعد تبادل إطلاق نار بين القوات التركية وقوات النظام على الحدود التركية السورية، بالقرب من بلدة أقجة قلعة التركية، قتل على إثره عدد من المدنيين الأتراك، من بينهم أطفال، وذلك نقلاً عن مصدر حسّاس مطّلع على هيئة الأركان العامة.

وقال الصحافي بلومنتال في رسالته إلى كلنتون، وفق ما ترجم موقع "تلفزيون سوريا" إن المصدر الحساس لا يعتقد أن الإيرانيين سيرسلون قواتهم النظامية إلى سوريا، لكن الوضع المتدهور بين سوريا وتركيا يمنحهم غطاءً لتصعيد مستوى نشاط ميليشيا "حزب الله" اللبناني، وميليشيا "الحرس الثوري الإيراني"، وحينها كان يعمل عدد منها بالفعل مع جيش النظام.

img6.jpg

 

img12.jpg

 

وأوضح المصدر أن مستشاري أردوغان السياسيين أخبروه أن الشعب التركي لا يريد الحرب، فهم على اعتقاد أنها ستضر باقتصادهم الناجح للغاية، لكنهم قلقون بشكل كبير بشأن المشكلات الاقتصادية والأمنية المحتملة المرتبطة بنحو 100 ألف لاجئ سوري كانوا يعيشون في مخيمات داخل تركيا.

وعلى الرغم من ذلك، يشير المصدر أن الجيش التركي كان يضغط على أردوغان من أجل الانتقام من نظام الأسد رداً على حادثة أقجة قلعة، معتبرين أن هذا الانتقام يجب أن يتم من أجل شرف الجيش التركي، المرتبط بأمن البلاد.

ورأى المصدر أن هيئة الأركان التركية لن تشن هجوماً مباشراً على قوات نظام الأسد دون التنسيق مع حلفائها في حلف شمال الأطلسي "الناتو"، لكنها ستكثّف من مساعداتها لفصائل محددة من الجيش السوري الحر، على وفاق معها.

كما اعتقد المصدر حينها أن القادة الأتراك سيزيدون من عمليات القوات الخاصة في سوريا، ويقومون بقصف مختار لأهداف عسكرية فوق الحدود مباشرة، وإذا استمر تدهور الوضع بين تركيا وسوريا، فقد يتخذ القادة الأتراك أيضاً خطوات لإغلاق المجال الجوي على طول الحدود مع سوريا، كما تحضر هيئة الأركان خطة طوارئ للتحرك 15 كيلومترا داخل الحدود السورية لإنشاء منطقة عازلة.

ووفقاً للمصدر، فإن الأتراك كانوا يفكرون باتخاذ هذا الإجراء دون دعم أو تنسيق مع حلفائهم في "الناتو"، إلا أن أردوغان لم يقرر التحرك، واضعاً في اعتباره القضايا السياسية والاقتصادية الداخلية المعنية.

وأشار المصدر إلى أن أردوغان يدرك احتمال أن يكون للحرب بين تركيا ونظام الأسد في سوريا تأثير خطير في أوروبا، حيث كانت دول منطقة اليورو تعمل في ذلك الوقت على الحفاظ على بيئة دولية مستقرة، وحل لأزمة الديون والبنوك، ووفقاً للمصدر فقد كانت حكومة الرئيس الفرنسي حينها، فرانسوا هولاند، نشطة بشكل خاص في حث تركيا على تجنب السماح للوضع الحالي بالتدهور إلى قتال مفتوح.

وبحسب المصدر، فإن قيام نظام الأسد، بدعم من إيران، باتخاذ إجراءات إضافية داخل تركيا، سيجبر أردوغان، وبضغط من هيئة الأركان التركية، للانتقام على نطاق متزايد.

وأكد المصدر، أنه على الرغم من رغبة معظم الأتراك في تجنّب هذه الحرب، إلا أنهم وطنيون للغاية، ولن يؤدي المزيد من القتلى على يد جيش النظام إلا إلى إثارة هذه المشاعر، مشيراً أنه ليس من الصعب إثارة القومية التركية عندما يكون العرب أو الأكراد متورطين في الجانب الآخر من الأمر.

ويقول المصدر إن أي متابع للوضع على الحدود التركية السورية يجب أن يتذكر دائماً أن تركيا لديها ما يقارب 1.3 مليون جندي مدربين تدريباً عالياً، ومجهزة بأحدث الأسلحة والتكنولوجيا، بدعم من الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي، وربما يكون أهم مؤشر على النشاط العسكري التركي هو إعادة نشر نخبة من القوات الخاصة التركية والوحدات المحمولة جواً المتمركزة بالقرب من القصر الرئاسي في أنقرة، لتكون رأس حربة لمواجهة نظام الأسد في سوريا.

اقرأ أيضاً: روبرت فورد: رزان والعكيدي فهما مآلات الثورة السورية أكثر مني

اقرأ أيضاً: مشهد الانتخابات الأميركية: يوم القيامة على الأرض؟

يذكر أنه قبل أربعة أشهر من بدء الانتخابات الأميركية السابقة، في تشرين الثاني من العام 2016، صرَّح مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي جيمس كومي، في تموز من العام 2016، بأن هيلاري كلينتون ومساعديها ربما انتهكوا القانون باستخدام خادم بريد إلكتروني خاص عندما كانت وزيرة للخارجية، لكن أفعالهم لا تستدعي توجيه اتهامات جنائية.

ذلك التصريح أثار حفيظة دونالد ترامب المرشح الجمهوري لانتخابات الرئاسة الأميركية آنذاك، ما جعله يدعو روسيا صراحةً، خلال أحد المؤتمرات الانتخابية، إلى اختراق بريد منافسته هيلاري كلينتون مرشحة الحزب الديمقراطي، واسترجاع ما يقرب من 30 ألف رسالة إلكترونية كانت قد حذفت بدعوى أنها رسائل شخصية.

بعد ذلك بدأ موقع "ويكيليكس" الأميركي، المتخصص في التسريبات السرية، نشر ما يزيد على خمسين ألف صفحة، تتضمن أكثر من ثلاثين ألف رسالة صادرة من البريد الإلكتروني لكلينتون، أو واردة إليه، خلال السنوات التي كانت تتولى فيها منصب وزيرة الخارجية الأميركية وما بعد تلك الفترة، وعلى وجه التحديد من منتصف عام 2010 حتى أواخر صيف عام 2014.

وقبل أسبوعين أعاد قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب، رفع السرية عن تسريبات هيلاري كلنتون، للأضواء ملف البريد الإلكتروني الخاص الذي كانت تستخدمه إبان توليها منصب وزيرة الخارجية، وذلك بعدما أعلن وزير الخارجية الحالي مايك بومبيو، الكشف عن تلك الرسائل ونشرها للعلن.

 

 

اقرأ أيضاً: هيلاري كلينتون ومعضلة سوريا

اقرأ أيضاً: سوريا في مذكرات وزير الخارجية الأميركي جون كيري