icon
التغطية الحية

من العطور إلى أجهزة الكمبيوتر.. الإمارات تزود إيران بالسلع الغربية

2022.07.06 | 07:32 دمشق

شحن الإمارات البضائع إلى إيران
شحنت الإمارات ما قيمته 16.5 مليار دولار إلى إيران ما يعادل 68 % من البضائع الإيرانية غير النفطية - رويترز
إسطنبول - متابعات
+A
حجم الخط
-A

نشرت صحيفة "وول ستريت جورنال" تقريراً تحدثت فيه عن الوساطة التجارية التي تقوم بها دولة الإمارات العربية المتحدة لإيصال المنتجات الغربية، من العطور إلى مجففات الشعر وأجهزة الكمبيوتر المحمولة، إلى إيران، رغم العقوبات التي تفرضها الولايات المتحدة على التعاملات التجارية مع طهران.

وقال التقرير إن العقوبات التي فرضتها واشنطن على إيران منعت معظم العلامات التجارية الأميركية والأوروبية من بيع سلعها في طهران، ما أدى إلى نمو السوق الرمادية التي يطلب فيها المستهلكون الإيرانيون البضائع عبر الإنترنت، ويشحنوها عبر وسطاء من الإمارات العربية المتحدة.

وتظهر بيانات الجمارك الإيرانية أنه في 31 آذار الماضي، تفوّقت الإمارات، أحد الحلفاء الرئيسيين للولايات المتحدة في الشرق الأوسط، على الصين كأكبر مصدّر لإيران، حيث قامت بشحن بضائع بقيمة 16.5 مليار دولار، أي ما يعادل 68 % من البضائع الإيرانية غير النفطية.

بنية تحتية لوجستية كاملة

وأوضح تقرير "وول ستريت جورنال" أنه "ظهرت بنية تحتية لوجستية جديدة بالكامل، من التخزين والشحن إلى التوزيع والمدفوعات، على كلا الجانبين لتسهيل التجارة، حيث تقوم العشرات من المراكب الشراعية برحلات منتظمة بين دول الخليج المجاورة إلى إيران، محملة بالثلاجات والمكانس الكهربائية وطابعات الليزر وغيرها من البضائع".

وأضاف التقرير أنه "على الرغم من أن الإمارات وإيران خصمان إقليميان على جبهات متعددة، بما في ذلك اليمن، إلا أن الجارتين تشتركان في العلاقات التجارية والثقافية التاريخية، التي ساعدت في منع التوترات من التوسع إلى صراع كامل"، مشيراً إلى أن "الخطوط الجوية تدير رحلات منتظمة بين البلدين، ويعيش آلاف الإيرانيين في الإمارات، ويستخدمونها كقاعدة للتعامل مع العالم الخارجي".

الشحن عبر المراكب الشراعية

ووفق الصحيفة، تقدم العديد من مواقع التجارة الإلكترونية الإيرانية منتجات من شركات غربية، إلى جانب سلع يابانية وكورية جنوبية، وتتلقى هذه المواقع الإلكترونية الطلبات في إيران وتحولها إلى شركاء في الإمارات، يقع العديد منهم في إمارتي الشارقة ودبي.

بعد ذلك، تقوم الشركات الإماراتية بشراء هذه العناصر محلياً، أو تطلبها عبر موقع "أمازون"، ثم يتم شحنها عبر المراكب الشراعية إلى إيران، فيما تقوم شركات التجارة الإلكترونية الإيرانية بتحويل الأموال إلى الإمارات عبر ما يسمى بنظام الحوالة، وهو عمل غير رسمي لتحويل الأموال.

وتؤكد الشركات الغربية وموزعوها في المنطقة على أن منتجاتهم تُباع إلى شركات مشروعة في الإمارات العربية المتحدة، مشيرة إلى أنه "يكاد يكون من المستحيل معرفة ما إذا كانت بعض هذه البضائع قد تم إرسالها بعد ذلك إلى إيران".

"لعبة التوازن الذكي"

ووفقاً للبنك الدولي، تحتل إيران المرتبة 12 بين الشركاء التجاريين لدولة الإمارات العربية المتحدة، فيما يقول رجال الأعمال الإماراتيون والشاحنون الإيرانيون إن صادراتهم إلى إيران لا يتم الإعلان عنها في كثير من الأحيان لسلطات دولة الإمارات العربية المتحدة.

ونقلت الصحيفة عن قباطنة إيرانيين في رصيف ميناء الشارقة قولهم إنهم يرفعون الأعلام الإماراتية، على الرغم من تسجيلهم كسفن إيرانية، ويغادرون مياه البلاد دون الكشف عن حمولاتهم، وعند وصولهم إلى المياه الإيرانية، يتحولون إلى العلم الإيراني، ويعلنون عن البضائع عند وصولهم.

وأشار الباحث في مركز دراسات الشرق الأوسط بجامعة هارفارد، عادل حميزية، أن "الإماراتيين يلعبون توازناً ذكياً بين الولايات المتحدة وإيران"، مشيراً إلى أن "عليهم إدارة الحقائق الاقتصادية والجغرافية جنباً إلى جنب مع مخاوفهم الأمنية".