icon
التغطية الحية

من الحدود الجنوبية إلى الأسواق.. ما قصة الدولار المزوّر في تركيا؟

2024.11.28 | 11:55 دمشق

آخر تحديث: 28.11.2024 | 15:21 دمشق

ما قصة الدولار المزوّر في تركيا؟
ما قصة الدولار المزوّر في تركيا؟
 تلفزيون سوريا - إسطنبول
+A
حجم الخط
-A
إظهار الملخص
- انتشار الدولار المزوّر في تركيا: بدأت الأزمة في المناطق السياحية مثل أنطاليا، حيث استُخدمت العملات المزوّرة في شراء العملات المشفّرة، ودخلت البلاد بطرق غير شرعية عبر الحدود الجنوبية الشرقية.

- تأثير الأزمة على السوق المالي: توقفت عمليات شراء وبيع العملات الأجنبية في البنوك ومكاتب الصرافة، مع تقديرات تشير إلى أن الدولارات المزوّرة قد تتجاوز المليار دولار، مما دفع المؤسسات لتحديث أجهزة عدّ الأموال.

- خصائص الدولار المزوّر: يتميز بصعوبة تمييزه عن الأصلي، ويمكن التحقق منه عبر شريط الأمان الذي يجب أن يحتوي على عبارة "USA" وقيمة الورقة.

ظهرت تفاصيل جديدة حول أزمة الدولار المزوّر التي دفعت مكاتب الصرافة والبنوك التركية إلى وقف شراء الدولار. 

وتشير المعلومات إلى أن الأزمة بدأت في المناطق السياحية، حيث استُخدمت الدولارات المزوّرة في عملية شراء عملات مشفّرة في أنطاليا.

وتُفيد التقارير بأن هذه الدولارات دخلت تركيا بطرق غير شرعية عبر الحدود الجنوبية الشرقية، وقد يُقدّر إجمالي المبلغ بمليارات الدولارات.

وبحسب تقرير نشره موقع (HaberTürk) التركي، فإن المعلومات الجديدة تكشف عن عملية تزوير شاملة ومنظمة. 

وأوضحت مصادر مطلعة أن الأوراق النقدية المزوّرة يُعتقد أنها دخلت تركيا لأول مرة بطرق غير شرعية من الحدود الجنوبية الشرقية.

وتُظهر المعطيات أن أولى العمليات بالدولار المزوّر تمت في مكاتب الصرافة بمناطق سياحية مثل أنطاليا، إزمير، غازي عنتاب وإسطنبول.

وتُشير الادعاءات إلى أن مدينة غازي عنتاب كانت أول مدينة ظهرت فيها الأزمة، نظرًا لنشاطها التجاري الكثيف المتعلق بسوريا والعراق.

شراء عملة مشفّرة بالدولار المزوّر في أنطاليا

وكشف الموقع عن أن إحدى أولى القضايا الكبرى التي استُخدم فيها الدولار المزوّر وقعت في أنطاليا، خلال محاولة لشراء عملة مشفّرة.

ويُذكر أن بعض الأشخاص الذين يتاجرون مع روسيا وعدة دول عربية يستخدمون عملة مشفّرة تُدعى "تيثر" (USDT)، والتي تُعادل قيمتها دولاراً واحداً، لإجراء معاملاتهم المالية.

وتبيع بعض مكاتب الصرافة "تيثر" مقابل الدولار واليورو، ويتم تسليم هذه العملات المشفّرة للعملاء عبر محافظ باردة في إطار معاملات مثيرة للجدل.

وحاولت مجموعة شراء كميات كبيرة من "تيثر" بمئات الآلاف من الدولارات في أنطاليا. لكن الأموال المستخدمة كانت دولارات مزوّرة، ولم تتمكن أجهزة كشف التزوير الموجودة في مكتب الصرافة من رصد التزوير.

استغلّ المحتالون عدم كفاءة هذه الأجهزة في مكاتب الصرافة، وكذلك في البنوك، حيث فشلت أيضاً أجهزة كشف التزوير البنكية في اكتشاف العملات المزوّرة. ومع ذلك، تمكن بعض الخبراء المتخصصين في فحص الأموال يدوياً من اكتشاف عملية التزوير.

الدولارات المزوّرة قد تتجاوز المليار دولار

ونتيجة لهذه الحوادث، أوقفت البنوك ومكاتب الصرافة التعامل بالدولار النقدي بشكل شبه كامل. 

وفي البداية، قدّرت المصادر أن إجمالي الدولارات المزوّرة التي تم ضخها في السوق قد تصل إلى 600 مليون دولار. لكن التقارير الأحدث تشير إلى أن هذا الرقم قد يتجاوز المليار دولار. 

وأدت الأزمة إلى شبه توقف في عمليات شراء وبيع العملات الأجنبية داخل البنوك ومكاتب الصرافة.

وأعلن مصطفى أونفر، عضو مجلس إدارة جمعية جميع المؤسسات المعتمدة ومكاتب الصرافة (TÜYEMDER)، أن مكاتب الصرافة والمؤسسات المعتمدة أوقفت مؤقتاً عمليات شراء وبيع فئات 50 دولاراً و100 دولار من النسخ القديمة (البيضاء) لتجنب أي سوء تفاهم أو خسائر.

وأوضح أن أجهزة عدّ الأموال ستُخضع لتحديثات برمجية لتتمكن من اكتشاف العملات المزوّرة، متوقعاً أن تستغرق العملية أسبوعاً إلى عشرة أيام.

تزوير قريب من العملة الأصلية

وأشار أونفر إلى أن الدولار المزوّر صُنع بمستوى دقيق للغاية يجعل من الصعب على الأشخاص العاديين تمييزه عن العملة الأصلية، قائلاً: "تخيل وجود عملتين؛ واحدة أُصدرت من دار سك العملة الرسمية والأخرى من مكان مشابه. المواد والقوالب وجودة الورق متشابهة للغاية، مع وجود تفاصيل دقيقة جداً لا يمكن اكتشافها إلا من قِبل خبراء متخصصين.

وأضاف: "هذه العملات تمرّ عبر أجهزة عدّ الأموال في البنوك وحتى بعض أجهزة الصراف الآلي".

وعلقت بعض مكاتب الصرافة في منطقة السوق المغطى "Kapalıçarşı" إعلانات تحذيرية حول الأوراق النقدية التي لا تستطيع أجهزة عدّ الأموال تمييزها. 

وشملت الإعلانات صوراً لفئات 50 و100 دولار، مع توضيح أن هذه الفئات لن يتم قبولها بسبب انتشار العملات المزوّرة في السوق.

كيف تميّز الدولار المزوّر؟

نقل موقع (T24) عن المديرية العامة للأمن التركية، أن الوجه الأمامي لفئة 50 دولاراً يحتوي على إطار مكون من ثلاثة صفوف من الخطوط حول الصورة الشخصية، وفي الصف الأخير كُتبت عبارة "The United States Of America" بخط صغير جداً.

وفي طبعة 2004، يظهر على الجهة الأمامية بجانب ختم البنك المركزي الأميركي على اليمين والزاوية العليا اليسرى عبارتا "USA 50" و"USA FIFTY" مكتوبتان بشكل متكرر. 

وبالإضافة إلى ذلك، كُتبت عبارة "The United States of America" بخط صغير جداً على ياقة القميص الخاص بالشخصية الموجودة في الصورة.

الرقم "50" الموجود على الوجه الأمامي يظهر باللون الأخضر عند النظر إليه بشكل عمودي، ويتحول إلى اللون الأسود عند النظر إليه من زاوية. أما في طبعة 2004، فإن الرقم "50" يكتسب لوناً نحاسياً يتحول إلى اللون الأخضر عند إمالة الورقة النقدية للأعلى أو الأسفل.

الطريقة الأكثر ضماناً لفحص صحة الدولار هي التحقق من الكتابة الموجودة داخل شريط الأمان. عند تسليط الضوء على الورقة النقدية، يجب التأكد مما إذا كان الشريط يحتوي على عبارة "USA" وقيمة الورقة. على سبيل المثال، في فئة 100 دولار، يجب أن تظهر عبارة "USA HUNDRED" على جانبي الورقة النقدية.