ملخص:
- غادر عشرات السوريين مصر نحو ليبيا للاتجاه إلى أوروبا بحثاً عن مستقبل أفضل.
- ركب المهاجرون قارباً مطاطياً من شواطئ طبرق الليبية، رغم تحذيرات حول حالته السيئة.
- شقيق أحد الضحايا روى المأساة نقلا عن ناجين، وكيف فقد أعز الأصدقاء بهذه الرحلة الماساوية.
- تسعة ناجين محتجزون حالياً في ليبيا، في حين تواصل العائلات جهودها لإطلاق سراحهم.
غرق قارب يحمل عشرات السوريين والمصريين قبل أيام في المياه الإقليمية الليبية، تاركاً خلفه أحلام العائلات والشباب الذين خاطروا بحياتهم بحثاً عن مستقبل أكثر أماناً وإنسانية.
وروى شاب فقد شقيقه وعدداً من أصدقائه خلال هذه الرحلة تفاصيل مروعة عن مأساة غرق القارب في عرض المياه الليبية، حيث لم يتم تلبية نداءاتهم المتكررة للاستغاثة.
قال الشاب في حديثه لموقع تلفزيون سوريا، اليوم الأربعاء، إن شقيقه ومجموعة من السوريين غادروا مصر، وتحديداً من الإسكندرية، متوجهين إلى ليبيا منذ أسابيع، واضعين نصب أعينهم الوصول إلى أوروبا لبناء حياة جديدة لهم ولعائلاتهم بعيداً عن التضييقات الأخيرة المتعلقة بالإقامات.
اندفع العديد من الشباب السوريين نحو ليبيا، بعضهم ودّع عائلاته على أمل اللقاء بهم في أوروبا، في حين سعى آخرون، في بداية حياتهم المهنية، إلى إيجاد فرص عمل تمكّنهم من الزواج مستقبلاً. دفعهم للخروج من مصر انتهاء إقاماتهم وعدم القدرة على استخراج إقامات جديدة بسبب القيود المفروضة على الإقامة السياحية وإيقاف تجديدها أو منحها من جديد.
غرق مهاجرين سوريين في المياه الليبية
بدأت المأساة عندما صعد نحو 30 شاباً على متن قارب مطاطي (بلم) من شواطئ مدينة طبرق الليبية بعد منتصف الليل قبل أكثر من أسبوع.
كان القارب بالكاد يطفو على سطح الماء، ممتلئاً بالترقيعات، حيث رفض الشباب الصعود في البداية، إلا أن تهديدات "المهرب" وإلحاحه عليهم أجبرتهم على ركوبه، وفقاً لما نقله الشاب عن أحد الناجين.
قطع القارب نحو 100 كيلومتر حسب التقديرات، ومع ارتفاع الأمواج، أدرك الركاب خطورة الموقف، خاصة مع وجودهم وحيدين في عرض البحر.
أضاف الناجي أنهم حاولوا طلب المساعدة من خفر السواحل اليوناني، إلا أنهم أُبلغوا بأنهم ما زالوا في المياه الليبية، ولن تصل المساعدة إليهم.
تفاقم الوضع مع ارتفاع الأمواج، فتم إبلاغ خفر السواحل الليبي، لكن لم يكن هناك رد فوري، وازداد الوضع سوءاً بعد كسر قاعدة المحرك وتسرب المياه إلى القارب المطاطي.
سرعان ما انقلب القارب، ووجد الركاب أنفسهم في عرض البحر بلا طعام أو ماء، وتمسك البعض ببقايا القارب ولبسوا ستر النجاة، بينما فارق آخرون الحياة بسبب الذعر وعدم تمكنهم من إنقاذ أنفسهم.
بقي الناجون في عرض البحر يصارعون من أجل الحياة لأيام، قبل أن تصل إليهم فرق خفر السواحل الليبية وتستطيع انتشال جثة وتنقذهم، في حين لا يزال 22 شخصاً في عداد المفقودين، أحدهم شقيق الشاب الذي روى هذه المأساة، ونعاه مع أصدقائه على مواقع التواصل الاجتماعي، فاقداً الأمل في العثور عليهم أحياء.
كما نشر شبان قائمة على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" نعوا فيه تسعة شبان قائلين إنهم غرقوا في أثناء محاولتهم الهجرة إلى ليبيا، وكانوا على متن القارب المطاطي ذاته.
أكد الناجي، الذي تواصل الشاب معه عن طريق صديق في ليبيا، أن عدد الناجين بلغ تسعة، بينما لا يزال 22 شخصاً مفقودين، وتم انتشال جثة واحدة من البحر والتعرف إلى هوية صاحبها، حيث تواصلت عائلته مع شخص في ليبيا لتسلمها ودفنها في مقبرة أهالي طبرق.
الناجون محتجزون حالياً في أحد السجون الليبية دون معرفة مصيرهم، في حين تحاول عائلاتهم بذل جهد لإطلاق سراحهم، مع اتهامات لخفر السواحل الليبي بالتواطؤ.
الهلال الأحمر الليبي يقدم المساعدة
أفادت جمعيات محلية ليبية بأن قارب مهاجرين غرق قبالة سواحل طبرق شرق ليبيا، ما أسفر عن وفاة مهاجر وفقدان 22 آخرين، في حين تم إنقاذ تسعة أشخاص مصابين بجروح وكسور ونقلهم إلى المستشفى.
أكدت جمعية الهلال الأحمر الليبي فرع طبرق أنها حضرت إلى الموقع وقدمت المساعدة للناجين واستلمت جثة المتوفى.
دعت الجمعية المجتمع الدولي إلى تكثيف جهوده لحماية حقوق المهاجرين وضمان سلامتهم، مشيرةً إلى أن هذه الحادثة تسلط الضوء على المخاطر الكبيرة التي يواجهها المهاجرون في رحلاتهم بحثاً عن الأمل.
مأساة متكررة
وقبل أيام كشف ناجٍ من قارب يحمل لاجئين غرق قبالة السواحل الليبية في الطريق إلى أوروبا، حيث كان يقلّ 11 شخصاً بينهم 9 سوريين ينحدرون من دمشق ودرعا، وهي الحادثة الثانية خلال أيام.
وأيضاً لقي 21 شخصا مصرعهم في حادث غرق مماثل وقع مطلع أيلول الجاري، لقارب كان يقل 28 طالب لجوء، معظمهم سوريون، بالقرب من جزيرة لامبيدوزا الإيطالية بعد انطلاقه من صبراتة.