icon
التغطية الحية

منع بيع الحطب يحرم سكان غوطة دمشق من التدفئة في الشتاء

2021.10.26 | 15:58 دمشق

alhtb.jpg
ريف دمشق - سيلا عبد الحق
+A
حجم الخط
-A

أصدرت حكومة النظام قرار يقضي بمنع الاحتطاب في سوريا إضافة لعقوبة بحق من يبيع الحطب قد تصل إلى السجن مع الغرامة المالية وذلك تزامنا مع عودة فصل الشتاء وارتفاع أسعار المحروقات لتترك الناس حيارى في البحث عن مصادر للتدفئة بظل الغلاء المستمر في الأسعار واختفاء قسم كبير من البضائع.

ووصل سعر ليتر المازوت إلى 500 ليرة سورية لليتر المدعوم أما الليتر الحر فيبدأ السعر من 3500 ليرة سورية إلى 5 آلاف ليرة.

ارتفاع أسعار المحروقات يحرم المدنيين من التدفئة

وتقول السيدة أم محمد من مدينة دوما (اسم وهمي لأسباب أمنية) "لن نستخدم هذا الشتاء أيضا المازوت في التدفئة فمع ارتفاع سعر المازوت سيصبح من المستحيل أن نستعمله، في الحصار كنا نعتمد على الحطب، والآن حتى الحطب ممنوع والملابس غالية والكهرباء لا تأتي إلا 3 ساعات فقط كل 24 ساعة.. ليس لنا إلا أن ندعي ألا يكون شتاء هذا العام قاسيا".

ويضيف خالد وهو أحد سكان الغوطة الشرقية "في الصيف وصل كيلو الحطب إلى 1200 ليرة سورية وهذا سعر ليس بقليل أو متوفر لأغلب الناس التي اعتادت على استعماله من أيام الحصار وكان بديلاً مناسباً للغاز والمازوت أما الآن فمع ارتفاع أسعار المحروقات ومنع بيع الحطب سنواجه كارثة إنسانية في فصل الشتاء.. إذا أراد النظام أن يحمي ما تبقى من الغطاء النباتي كما تدعي عندما أصدرت القرار عليها أولا إيقاف الحرائق التي تحدث كل فترة في الأحراج القريبة من الغوطة وتسجلها ضد مجهول وتقوم باستزراع الأراضي الجرداء لا أن تزيد من معاناة الناس وتفرض عليهم قيدا جديدا".

 

150 ألف ليرة سورية ثمن أسطوانة الغاز

في حين وصل سعر أسطوانة الغاز إلى ما يقرب من 4200 ليرة سورية وتحصل عليها العائلة الواحدة كل 3 أشهر وتتأخر في الوصول عن موعدها إضافة إلى أن أصحاب المراكز التي يوزع بها الغاز يأخذون 4500 ليرة بحجة أنهم ليس لديهم فكة وتصل الأسطوانة في السوق الحرة لما يقرب من 100 ألف ليرة سورية وأحياناً إلى 150 ألف ليرة سورية حسب توافرها.

وتضيف إيمان وهي ربة منزل ولديها أربعة أطفال "الوسيلة التقليدية التي كنت ألجأ إليها لأدفئ أطفالي خلال فصل الشتاء في السنوات الماضية هي الملابس التي أحرقت معظمها لأشعل المدفئة أو مدفأة الحطب، اليوم سعر الجاكيت للطفل الواحد لا يقل عن 100 ألف ليرة سورية وهو من النوعية العادية جدا أي أحتاج إلى 600 ألف فقط لشراء ألبسة شتوية للعائلة أما الأحذية فلا يقل سعر الأحذية الشتوية عن 50 ألف ليرة الأرقام الخيالية لا نملك منها في الواقع شيئاً.. كل الأسعار ارتفعت إلا رواتبنا ما زالت على حالها لولا بعض المساعدات التي ترسلها لي أختي من خارج سوريا لكنا متنا من الجوع أيضا"، "أما بالنسبة للكهرباء فهي بأحسن أحوالها لا تأتي في اليوم إلا ثلاث ساعات وفي الشتاء سيتم رفع ساعات تقنين الكهرباء كما جرت العادة وبالتالي لن تستطيع الناس الاعتماد عليها كمصدر تدفئة".

 

المرض والشتاء يفتك بكبار السن

يتحدث عمر عن أزمة الشتاء ويقول "لدي ثلاثة أطفال صغار وأمي مريضة سكري لا يمكنها تحمل البرد، ومدخولي الشهري لا يتجاوز 100 ليرة سورية في أحسن أحواله عندما يكون هنالك عمل لن نستطيع إشعال مدفأة الحطب التي كانت متعددة الاستعمالات حيث كنا نسخن عليها الماء للحمام ونطبخ بنفس الغرفة، هذه المدفأة التي اخترعت بالغوطة أثناء الحصار كانت جيدة للتوفير الآن لا يوجد حطب، ومدافئ الغاز في الاستهلاك العادي تحتاج إلى أسطوانة كل أسبوع، ونحن كل ثلاثة أشهر حتى نحصل على "قنينة" العائلة المدعومة وأما مدفأة المازوت فأساسا من سبع سنوات أصبحت ديكوراً في المنزل قمت باستبدال جهاز حرق المازوت فيها وتحويلها لمدفأة حطب.. أسأل جميع أقاربي وأصدقائي ماذا سيفعلون في فصل الشتاء ولا أحد لديه جواب".

محال الألبسة في الغوطة الشرقية شبه فارغة من الزبائن

قالت منال وهي صاحبة محل ملابس في الغوطة الشرقية "أسعار ملابس الشتاء مرتفعة جداً لا يدخل إلى محلي في اليوم الواحد إلا زبون أو اثنان ومن يدخل إما لديه دخل مرتفع أو أحد أقاربه بالخارج يرسل إليه مصروفه هل تتخيل أن سعر الجوارب الشتوية يصل إلى 5 آلاف ليرة، إنها أرقام فلكية للأسف.. تمشي في الشارع وتشاهد الناس أغلبها بملابس قديمة مصلحة، لم يعد أحد يعيب على أحد فالفقر ساد بين الناس والحصار الآن أسوأ من حصار الغوطة أثناء القصف، ولا يخلو الأمر من بعض تجار الحرب الذين ازدادوا ثراء في هذه الأزمة".