icon
التغطية الحية

منظمة طبية تطلق مشروعاً للمسح المبكّر عن سرطان الرئة في شمال غربي سوريا

2024.09.19 | 12:46 دمشق

543254
"سامز" تطلق مشروعاً يهدف للكشف المبكر عن سرطان الرئة في شمالي غربي سوريا (تلفزيون سوريا)
إدلب ـ عز الدين زكور 
+A
حجم الخط
-A

ملخص:

  • إطلاق مشروع للمسح المبكر عن سرطان الرئة: أطلقت المنظمة الطبية السورية الأميركية "سامز" مشروعاً يهدف للكشف المبكر عن سرطان الرئة في شمال غربي سوريا، وهو يعتبر مشروعاً حيوياً خاصة في ظل تراجع الدعم الدولي للقطاع الطبي.

  • آلية التنفيذ والوصول للخدمة: يوفر المشروع مراكز للفحص المبكر في مستشفى الزراعة بمدينة إدلب ومستشفى باب الهوى، مع التنسيق مع مواقع أخرى ومؤسسات طبية في المنطقة، وتتم جميع الخدمات مجاناً.

  • أهمية المشروع: يهدف المشروع إلى تحسين فرص الشفاء وتقليل الوفيات الناتجة عن سرطان الرئة الذي يعتبر من أكثر أنواع السرطان فتكاً، وخاصة مع ارتباطه بشكل كبير بالتدخين، حيث يسهم الكشف المبكر في زيادة نسب الشفاء وتوفير تكاليف العلاج.


أطلقت المنظمة الطبية السورية ـ الأميركية "سامز"، الأربعاء، على مدرّج مديرية صحة إدلب مشروعاً للمسح المبكّر عن سرطان الرئة في منطقة شمال غربي سوريا.

ويعد مشروع المسح المبكّر عن سرطان الرئة من المشاريع الحيوية داخل القطاع الطبي الذي يعاني من التهالك في ظل انخفاض الدعم الدولي عنه بشكل ملحوظ خلال الأشهر القليلة الماضية. 

وافتتحت المنظمة المشروع بعرض تضمّن خطورة الإصابة بمرض السرطان ومعدل الوفيات الناتجة عنه التي تعادل معدلات الوفيات من جراء أنواع من السرطان مجتمعة، إلى جانب الحديث عن آلية الفحص والأشخاص المؤهلين للمسح وأعمارهم. في حين شهدت جلسة الافتتاح مداخلات لمتخصصين وعاملين في القطاع الطبي تضمنت مقترحات لتحسين المشروع وتطويره. 

"إمكانيات بسيطة"

سوسن رشدان ـ متطوعة في سامز ومتخصصة في سرطان الرئة في جامعة أميركية ـ  تقول إن "الشعب السوري يستحق بعد ويلات من الحروب والزلازل أن يستفيد من خدمات العلم في الكشف المبكر عن سرطان الرئة، والفحص بسيط جداً وأدواته موجودة إذ يستخدم جهاز الطبقي المحوري المستخدم في المستشفيات، وطبيب الصدرية هو ذاته يشرف على عملية الكشف، لكن الأهمية تكمن في المسح المبكّر". 

وتكشف رشدان في حديث لموقع تلفزيون سوريا، أن التحضيرات بدأت منذ سنة كاملة لإطلاق المشروع في منطقة شمال غربي سوريا.

اقرأ أيضا: القطاع الصحي شمال غربي سوريا في خطر
ومع تراجع المنح الدولي عن القطاع الطبي في المنطقة تعتبر "رشدان" أن "ذلك من أبرز مسببات إطلاق المشروع لأن الكشف المبكر يوفر على القطاع الطبي وعلى المريض مشقة العلاج المادية، عدا إنقاذ حياة المريض". 

وتأمل في نجاح المشروع في أن يحصر الإصابات المكتشفة في المنطقة ضمن المرحلتين الأولى والثانية، وهذه المراحل نسب الشفاء فيها تتراوح من الـ 70 إلى 90 في المئة.  

آلية الوصول إلى الخدمة 

يتحدث أحمد البيوش ـ طبيب متخصص صدرية وعناية مشددة ومشرف عنايات سامز في المنطقة ـ عن آلية الوصول إلى خدمة المسح عن سرطان الرئة، مبيناً أن "المشروع يوفر مراكز المسح المبكر عن سرطان الرئة، ويشمل مستشفى الزراعة في مدينة إدلب الذي يحوي على عيادة صدرية على مدار الأسبوع من السبت للخميس، والحجز يكون عبر رابط إلكتروني، وكذلك مركز آخر في مستشفى باب الهوى شمالي إدلب بذات السوية". 

ويشير في حديث لموقع تلفزيون سوريا إلى أن "المشروع سيؤمن تنسيقاً مع مواقع أخرى في المنطقة لإجراء الفحص عبر جهاز الطبقي المحوري، مثل مستشفى مدينة سلقين ومركز الأورينت في مدينة إدلب وكذلك التنسيق مع منظومات الإسعاف لتوصل وإرجاع المريض، مع التأكيد على أن تكون جميع الخدمات مجانية". 

أهمية المشروع

فراس حاج عبد الله ـ جرّاح صدر ـ يعتبر أن "سرطان الرئة هو من أكثر أنواع السرطان رعباً التي تصيب البشر، باعتباره الأكثر انتشاراً في العالم، وأكثر فتكاً بالبشر، والوفيات الناتجة عن سرطان الرئة تعادل الوفيات الناتجة عن سرطان الثدي والبروستات والكولون جميعاً". 

ويقترح في حديث لموقع تلفزيون سوريا من أجل مواجهة سرطان الرئة "إيقاف العامل الرئيسي له وهو التدخين، إذ تبلغ نسبة المدخنين من المصابين الـ 90 في المئة، لذلك يجب التشجيع على الإقلاع عن التدخين من خلال النصح والتوعية، فضلاً عن أهمية الكشف المبكر عن السرطان، التي تسهم في إمكانية العلاج بنسبة 70 في المئة من الحالات، بينما التأخر في اكتشاف الإصابة ـ أي الوصول للدرجة الرابعة منه ـ ستكون نسبة الوفيات مرتفعة جداً، ويكاد نسبة المرضى الممكن نجاتهم لا تتجاوز الـ 2 في المئة". 

ومن كون "حاج عبد الله" جراحاً في الصدر، يعتبر أن "الكشف المبكر يسهّل العمل الجراحي ويحقق نتائج ممتازة، ولن يحتاج المريض وقتها للعلاج الكيماوي الذي يعد مكلفاً جداً بالنسبة للمريض والحكومات المحلية، فضلاً عن أن العلاجات غير متوفرة كلها". 

بينما تجد هيفاء عبد الحق ـ طبيبة دم وسرطان عاملة في ولاية كاليفورنيا الأميركية ومتطوعة في سامز ـ في حديث لموقع تلفزيون سوريا أن المشروع مهم في كل دول العالم، لكن هو أكثر أهمية للمنطقة، لأن نسبة البقاء للمصابين بالمرحلة الرابعة من 10 لـ 20 في المئة فقط، وهذه في الدول المتقدمة التي تتوفر فيها جميع العلاجات المتطورة، لكن حينما نتحدث عن المنطقة ستكون نسبة البقاء أقل بكثير  لعدم توفر العلاج المتقدم، وبالتالي المشروع للمنطقة هو الأكثر أهمية من أي مكان آخر".