icon
التغطية الحية

منظمة "سانت آلبرت" الكندية تسعى لتغيير واقع اللاجئين السوريين

2023.02.24 | 20:03 دمشق

كندا
منظمة كندية تسعى لتغيير واقع اللاجئين السوريين (الأناضول)
St. Albert Gazette
+A
حجم الخط
-A

تقوم منظمة محلية كندية بجمع تبرعات لمساعدة عشرة سوريين سيصلون حديثاً إلى الولايات المتحدة هرباً من الحرب والفقر، حتى يؤسسوا حياة جديدة لهم في ولاية آلبرتا الكندية.

فقد هربت عائلة العباس من الحرب السورية في عام 2014، وهي تضم أسرتين ولدى كل أسرة منهما أربعة من الأولاد، وبقيت الأسرتان تعيشان في فقر شديد على أطراف العاصمة اللبنانية بيروت.

ولهذا أعلنت جودي إيفانز مديرة لجنة مجتمع اللاجئين في سانت آلبرت أن هاتين الأسرتين منحتا الإذن بالهجرة إلى كندا بعد انتظار امتد لعشر سنوات، ومن المتوقع لهما أن تصلا في شهر آذار المقبل.

وبمجرد أن تصلا ستقيمان في منطقة إدمونتون لتكونا قريبتين من أقرباء لهما يعيشون هناك، ومن الخدمات التي يحتاجونها. وتعقب إيفانز على ذلك بقولها: "من واجبنا مساعدتهم على العيش بمفردهم دون السعي للحصول على مساعدات من بنك الغذاء".

يذكر أن اللجنة جمعت 75 ألف دولار من أجل كفالة مدتها سنة واحدة، إلا أن القواعد الإرشادية للحكومة الفيدرالية حسبت ما تحتاجه اللجنة وقدرته بمبلغ يعادل 81.600 دولار وذلك لدعم الأسرتين اللتين ستصلان قريباً خلال مرحلة الاستقرار والاندماج مع سكان المنطقة.

ماتزال اللجنة تعمل على جمع ما تبقى من هذا المبلغ والذي يعادل 6.600 دولار، وعن ذلك تقول مديرتها: "لقد حالفنا حظ كبير عندما عثرنا على كفيل سخي سيقدم المبلغ الذي تبرع به الناس".

ظروف مزرية

تضطر الأسرتان حالياً للعيش في ظل ظروف مزرية في بيروت، وعنهما تقول إيفانز: "تتقاسم الأسرتان في الوقت الحالي شقة صغيرة، لا يوجد فيها ماء، تحتوي على مدفأة أقيمت وسط الشقة، مع عدم توفر الوقود للتدفئة، ومن الصعب تأمين الغذاء، ولهذا باتوا يعانون من سوء التغذية، وليس بمقدورهم تحمل كلفة العلاج والخدمات الطبية".

تدهورت الظروف المعاشية لهاتين الأسرتين بسرعة عقب انفجار مرفأ بيروت في عام 2020، الذي تسبب بتدمير أهم مرفأ في لبنان.

كما قتل في ذلك التفجير 200 شخص، وتسبب بأضرار في العقارات بلغت قيمتها 15 مليار دولار، إلى جانب تشريده لـ300 ألف إنسان، بيد أن اقتصاد لبنان كان في تراجع من قبل هذه الكارثة التي تسببت بوقوع البلد في هوة سحيقة من الأزمات، فقد أصاب الانفجار السفن الراسية وصوامع الحبوب ما تسبب بنقص حاد في المواد الغذائية.

ولهذا تخبرنا إيفانز بأن العيش في حالة شبيهة بالفقر قد أثر على الصحة الجسدية لكلا الأبوين ولعدد من الأولاد، وأضافت: "يعاني أحد الرجلين من مشكلات سنية حادة طالت سائر أسنانه وأضراسه، ولهذا حجزنا له موعداً عند أحد أطباء الأسنان، في حين يعاني الأب الآخر وثلاثة من الأولاد من مشكلات عينية".

يذكر أن منظمات عالمية جمعت إحصائيات صادمة عن الحرب السورية، إذ هنالك ما لا يقل عن 13.2 مليون سوري نزحوا بسبب الحرب، و6.7 ملايين أجبروا على مغادرة البلد وتحولوا إلى لاجئين، وكل أبناء الشعب صاروا بحاجة لمساعدات إنسانية دولية.

هذا وقد نشرت مفوضية اللاجئين ما ورد على لسان البعض حول الأزمة الاقتصادية والصحية التي يعيشها اللاجئون السوريون في لبنان، حيث اعتاد معظم الأسر هناك على التسول والاستدانة من العائلة، مع عدم إرسال الأطفال إلى المدارس، وعدم طلب المعالجة الطبية، وعدم دفع الإيجار.

كما أشارت المفوضية إلى صعوبة إيجاد مأوى آمن، ولهذا فإن أكثر من 60% من العائلات السورية اللاجئة تعيش في ظل ظروف خطرة ودون المعايير المتعارف عليها، ضمن شقق مزدحمة بساكنيها، حيث يواجهون وبشكل دائم حالة الخوف من الإخلاء. كما من الصعب العثور على عمل، ولهذا يقبل الرجال بأعمال ذات راتب ضعيف أو بأعمال خطرة لتأمين الحد الأدنى من المال الذي يكفي لإعالة أسرة حسب معايير الأمم المتحدة. ونتيجة لذلك، صارت الأسر اللاجئة تعتمد بشكل أكبر على المساعدات الإنسانية وعلى إحسان الدول الغنية.

المصدر: St. Albert Gazette