icon
التغطية الحية

منظمات دولية تطالب بإجلاء اللاجئين من مخيمات الجزر اليونانية

2020.09.08 | 13:13 دمشق

31migrants4-superjumbo-v2.jpg
مخيم موريا في جزيرة ليسبوس في اليونان - AP
إسطنبول - متابعات
+A
حجم الخط
-A

دعت منظمتا "أوكسفام" و"المجلس اليوناني للاجئين" الحكومة اليونانية وشركاءها في الاتحاد الأوروبي إلى اتخاذ إجراءات فورية لتجنّب وقوع مأساة صحية في مخيم موريا بجزيرة ليسبوس اليونانية، بعد تسجيل أول حالة إصابة بفيروس كورونا بين اللاجئين.

وطالبت المنظمتان، في بيان لهما، السلطات اليونانية، بنقل المهاجرين في المخيم، الذي يعد أكبر مخيم للاجئين في أوروبا، إلى داخل اليونان والدول الأوروبية، وسط مخاوف من انتشار الوباء في ظل الازدحام الشديد بالمخيم وصعوبة تطبيق الإجراءات الاحترازية، وحذّرتا من أن فيروس كورونا قد يصيب مئات الرجال والنساء والأطفال الذين أضعفتهم الظروف المعيشية غير الإنسانية.

وأوضح البيان، أن نحو 12 ألف شخص، بينهم أربعة آلاف طفل، يعيشون حالياً في مخيم لا تتجاوز طاقته أكثر من ثلاثة آلاف شخص، في حين يعاني المخيم من نقص حاد في الخدمات الأساسية.

وأكد البيان أن تدابير التباعد الاجتماعي وإجراءات النظافة المتعارف عليها للحد من انتشار فيروس "كورونا" أصبحت مستحيلة التطبيق، حيث يضطر 160 شخصاً للمشاركة في دورة مياه واحدة، ويتشارك 500 شخص حماماً واحداً فقط، بينما يعيش ما بين 15 إلى 20 شخصاً في نفس الخيمة أو المأوى المؤقت، ويضطر أكثر من 300 شخص للمشاركة في صنبور ماء واحد دون صابون.

وكانت السلطات اليونانية أعلنت عن اكتشاف أول حالة إصابة بفيروس كورونا في مخيم موريا الأسبوع الماضي، وقال مصدّر رسمي إن الحكومة اليونانية "كانت تخشى هذا السيناريو بشدة".

وقالت الصحافية، فرنشيسكا غريلماير، المختصة بقضايا اللاجئين والمقيمة في جزيرة ليسبوس، في منشور على "تويتر" إنه "يوجد حالياً 12646 امرأة ورجلا وطفلا متكدسين ومحجوزين في مخيم موريا منذ 22 آذار الماضي".

وأوضحت الصحفية أنه "بعد اكتشاف أول حالة إصابة بفيروس "كورونا" داخل المخيم، تم عزل المنشأة والحكومة تواصل سياسة المخيمات المغلقة"، مشيرة إلى أن "اللاجئين هم آخر من يعلم بما سيحدث".

 

 

واعتبرت الصحفية أن قواعد الاحتجاز الصارمة المفروضة على أكثر من 24 ألف مهاجر في الجزر اليونانية، تتحول بشكل متزايد إلى إجراءات اعتقال بحكم الأمر الواقع، مشيرة إلى أن الاحتجاز وحده لا يكفي لاحتواء انتشار الوباء.

بينما اعتبرت منظمتا "أوكسفام" و"المجلس اليوناني للاجئين"، أن سياسة الحكومة اليونانية تتعارض مع حقوق الإنسان، وهناك خطر بأن تصبح نهجاً مشتركاً على المستوى الأوروبي.

وأوضحت المنظمتان أنه على الرغم من أن العديد من الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي وافقت في وقت سابق على نقل 1600 طفل غير مصحوبين بذويهم من مخيمات اللاجئين في بحر إيجة، إلا أنه لم يتم نقل سوى 229 طفلاً إلى ست دول أوروبية.

من جهتها، قالت نتاليا رافاييلا كافكوتسو، الخبيرة في قانون اللاجئين في "المجلس اليوناني للاجئين"، إن "خطة الطوارئ التي صممتها اليونان لا تزال غير كافية لتوفير الحماية المناسبة لطالبي اللجوء، والموظفين في مخيمات اللاجئين"، موضحة أن الخطة "تركز بشكل حصري تقريباً على تقييد حركة الأشخاص، بدلاً من الوقاية والاستجابة المناسبة".

وأضافت كافكوتسو، أن السلطات اليونانية "بدلاً من حماية الناس، فرضت غرامة على العيادات الصحية في المخيم، وأغلقت مواقع الإقامة الضرورية في البر الرئيسي".

وكانت منظمتا "أوكسفام" و"المجلس اليوناني للاجئين" حذّرتا، الأسبوع الماضي، من أن "نظام اللجوء اليوناني الجديد صُمم لترحيل الأشخاص بدلاً من توفير الأمان والحماية لهم".

 

 

 

وأطلقت المنظمتان نداءً عاجلاً إلى الحكومة اليونانية والاتحاد الأوروبي ودوله الأعضاء، لإجراء اختبار فوري لجميع الأشخاص الذين يعيشون في المخيم، لكي يتم نقل جميع المهاجرين إلى داخل الأراضي اليونانية والدول الأوروبية الأخرى.

وتشهد مخيمات اللجوء في الجزر اليونانية، ليسبوس وخيوس وساموس وليروس وكوس، اكتظاظاً غير مسبوق، حيث يتكدّس فيها نحو 33500 شخص ضمن ظروف صحية ومعيشية غاية في السوء، بينما تعد السعة المفترضة الإجمالية لهذه المخيمات ثمانية آلاف شخص، في حين أعلنت اليونان أن عدد اللاجئين في جزر بحر إيجة الخمس، انخفض إلى نحو 30 ألف لاجئ.

يذكر أن منظمات حقوقية انتقدت قيام وزارة الدفاع اليونانية بإنشاء حاجز عائم لمنع اللاجئين من الوصول إلى جزيرة ليسبوس، بطول 2.7 كم وارتفاع 1.10 متر، معتبرين أن هذه الخطوة تهدد حياة طالبي اللجوء الذين يتكدسون في قوارب مطاطية تغمرها المياه ويحتاجون في كثير من الأحيان إلى إنقاذ سريع.

وبحسب "مفوضية اللاجئين" التابعة للأمم المتحدة، فقد أكثر من 200 شخص حياتهم منذ بداية العام الحالي، خلال محاولتهم الوصول إلى السواحل الأوروبية عبر اليونان، التي تعد البوابة الرئيسية للاتحاد الأوروبي من خلال جزرها القريبة من الساحل التركي.

 

اقرأ أيضاً: خفر السواحل اليوناني ترك طالبي لجوء في البحر دون مساعدة

اقرأ أيضاً: "رايتس ووتش": سياسات الاتحاد الأوروبي تحول جزيرة ليسبوس إلى سجن