icon
التغطية الحية

"منسقو الاستجابة" يحذر من وضع مخيمات شمال غربي سوريا خلال فصل الشتاء

2022.11.04 | 20:49 دمشق

داخل أحد مخيمات شمال غربي سوريا خلال فصل الشتاء
داخل أحد مخيمات شمال غربي سوريا خلال فصل الشتاء (منسقو استجابة سوريا)
إسطنبول - متابعات
+A
حجم الخط
-A

حذر فريق منسقو استجابة سوريا في بيان نشر اليوم الجمعة عبر صفحته في فيس بوك، من الوضع الإنساني المتردي داخل مخيمات النازحين في شمال غربي سوريا بالتزامن مع دخول فصل الشتاء.

وتوقع فريق منسقو الاستجابة في بيانهم زيادة الحرائق خلال الفترة القادمة وخاصةً مع الاعتماد على وسائل تدفئة غير صحيحة، مشيرين إلى أن عدد الحرائق الذي وثق منذ مطلع العام الحالي اندلع في 148 مخيماً.
كما لفت الفريق إلى انتشار ظاهرة الصرف الصحي المكشوف ضمن مخيمات النازحين، مؤكدين أن نسبة المخيمات المخدمة بالصرف الصحي 37 في المئة فقط من إجمالي المخيمات، في حين أن المخيمات العشوائية بالكامل لا تحوي هذا النوع من المشاريع.
كما حذر الفريق من غياب المياه النظيفة والصالحة للشرب عن 47 في المئة من مخيمات النازحين، حيث وصلت أعداد المخيمات غير المخدمة بالمياه إلى أكثر من 658 مخيماً، ويتوقع زيادة أعدادها نتيجة توقف المشاريع الخاصة بها، وفقاً للفريق.

كم أشار الفريق إلى تخوفهم من زيادة الأمراض الجلدية ضمن المخيمات نتيجة عوامل مختلفة أبرزها انتشار الحشرات واستخدامات المياه، حيث سجل أكثر من 22 في المئة من إجمالي المخيمات تحوي بين سكانها مصابين بأمراض جلدية، إضافة إلى تزايد الإصابات المسجلة بفيروس كورونا ومرض الكوليرا نتيجة ضعف توريد المياه النظيفة وارتفاع أسعار صهاريج المياه نتيجة انقطاع المحروقات.
وأضاف الفريق أن أكثر من 67 في المئة من المخيمات لاتحوي نقاطاً تعليمية أو مدارس، حيث يضطر الأطفال إلى قطع مسافات طويلة ضمن العوامل الجوية المختلفة للحصول على التعليم في المدارس (أكثر من 988 مخيماً لا تحوي نقاطاً للتعليم).

 


أما بالنسبة لواقع الغذاء في مخيمات النازحين فأكد أن هناك صعوبات بالغة يعاني منها سكان المخيم، حيث تواجه 81 في المئة من المخيمات أزمة تأمين الغذاء نتيجة ضعف الاستجابة الإنسانية ضمن هذا القطاع، في حين تواجه نسبة 93 في المئة من المخيمات أزمة الخبز وارتفاع أسعاره ومحدودية المشاريع من المنظمات لتأمين الخبز المدعوم أو المجاني للنازحين.
وتطرق بيان منسقو الاستجابة إلى سوء الطرقات الداخلية ضمن مخيمات النازحين، حيث قال إنه يوجد أكثر من 77 في المئة من طرقات المخيمات غير معبدة، في حين تشكل طرقات المخيمات العشوائية التحدي الأكبر حالياً كونها ترابية ولا تصلح لحركة الآليات.
وأضاف أن سوء الطرقات يعتبر أحد أبرز أسباب الحوادث داخل المخيمات، حيث زادت النسبة عن الفترة السابقة بعد الهطولات المطرية الأولى لهذا العام حيث ظهر الخلل الكبير في عمليات تعبيد وتبحيص الطرقات.

أما عن الوضع الطبي في المخيمات فأشار إلى معاناة أكثر من 84 في المئة من المخيمات من انعدام العيادات المتنقلة والنقاط الطبية، الأمر الذي يزيد من مصاعب انتقال المرضى إلى المشافي المجاورة.
وتطرق البيان أيضاً إلى مشكلة عزل الخيم والأرضيات داخل خيم النازحين حيث تشكل مشكلة أيضاً وخاصة مع انتهاء العمر الافتراضي لغالبية المخيمات، مما يزيد من أضرار العوامل الجوية ضمن المخيمات، وتعتبر 63 في المئة من أراضي المخيمات غير معزولة، في حين تبلغ النسبة 93 في المئة لعزل جدران وأسقف الخيم. 
وحول عمالة الأطفال قال البيان إنه يشكل الهاجس الأكبر ضمن مخيمات النازحين، حيث يتجاوز عدد الأطفال العاملين ضمن الفئة العمرية (14 - 17 عاماً) نسبة 35 في المئة من إجمالي الأطفال الموجودين في مخيمات النازحين، وخاصةً مع ارتفاع كلف المعيشة اليومية ولجوء النازحين إلى تشغيل الأطفال لتغطية الاحتياجات اليومية.

أزمة مواد التدفئة داخل مخيمات شمال غربي سوريا

في أيلول الماضي أعلن فريق "منسقو استجابة سوريا" أن أكثر من 92 في المئة من العائلات شمال غربي سوريا غير قادرين على تأمين مواد التدفئة للشتاء القادم.

وقال الفريق في بيان عبر صفحته في فيس بوك إن "نحو 78 في المئة من النازحين لم يحصلوا على إمدادات التدفئة وتحديداً ضمن المخيمات، خلال العام الماضي".

وأضاف أن "انخفاض درجات الحرارة في الشتاء الماضي أدى إلى وفاة طفلتين، إضافة إلى وفاة ثلاثة أطفال وإصابة أربع نساء وخمسة أطفال آخرين نتيجة الحرائق في المخيمات بسبب استخدام مواد تدفئة غير صالحة".

وأشار إلى أن العواصف المطرية والهطولات الثلجية في العام الماضي سببت أضراراً ضمن 611 مخيما أدت إلى تضرر 248 ألفاً و732 مدنيا، كما تسببت بتهدم 3245 خيمة، وتضرر 5811 خيمة أخرى".

أوضاع النازحين في المخيمات

يشار إلى أن النازحين والمهجّرين في مخيمات الشمال السوري وعلى حدود الدول المجاورة وداخلها يعانون من أوضاع إنسانية صعبة، وظروف مأساوية، في ظل فقدان أدنى مقومات الحياة، إذ لا تقيهم الخيام من حرّ الصيف ولا من برد الشتاء.

وفي مخيمات على الشريط الحدودي مع تركيا بريفي إدلب وحلب، يعيش أكثر من 1.5 مليون شخص هجرهم النظام السوري وحليفه الروسي، ويتجاوز عدد تلك المخيمات 1400 مخيم، بينها نحو 500 مخيم عشوائي، تفتقد للبنية التحتية الأساسية من طرقات ومياه وشبكات صرف صحي.

ووفق منظمات إنسانية فإنه "لا يمكن حل مأساة النازحين والمهجرين عبر تقديم الخدمات للمخيمات، رغم أهميتها الكبيرة، فمعاناتهم أعمق من مجرد السكن، ومن حقهم العيش الآمن في منازلهم، وهذا أهم الحقوق التي حرموا منها".