حذّر فريق "منسقو استجابة سوريا"، من "مجاعة شاملة" في شمال غربي سوريا، بسبب "العوائق التي تضعها روسيا في طريق المساعدات الإنسانية المقدمة للمدنيين".
وفي إحاطة حول الواقع الإنساني الحالي في شمال غربي سوريا، قبل التصويت على قرار مجلس الأمن فيما يتعلق بتمديد آلية إدخال المساعدات الإنسانية إلى البلاد، قال الفريق إن العوائق الروسية تزيد من "تضخيم معاناة المدنيين وحرمانهم من احتياجاتهم الأساسية".
وأكد أن روسيا تحاول منذ بداية تدخلها في سوريا في العام 2015، العمل على "تقويض جهود فرض السلام والاستقرار في منطقة خفض التصعيد بمحافظة إدلب السورية، من خلال شن هجمات عسكرية غير شرعية لصالح نظام الأسد وحلفائه في سوريا".
وأوضح الفريق أن مناطق شمال غربي سوريا تعرضت لأكثر من ست حملات عسكرية من قبل النظام وروسيا منذ توقيع اتفاق "سوتشي" في العام 2017، ما تسبب بنزوح أكثر من 52 % من السكان، معظمهم يعيش في مخيمات بدائية تفتقر إلى أدنى المقومات الإنسانية.
وبين أنه خلال الحملات العسكرية للنظام وروسيا، فقد أكثر من 2293 مدنياً حياتهم، من بينهم 648 طفلاً، وأكثر من 45 شخصاً من كوادر العمل الإنساني.
وأشار إلى أن النظام وحلفاءه استهدفوا المنشآت والبنى التحتية منذ توقيع اتفاق "سوتشي" بأكثر من 634 منشأة، تضمنت مدارسَ ومشافيَ وأسواقاً شعبية ومراكزَ خدمية ومراكز إيواء للنازحين، مما زاد من أعداد المحتاجين للمساعدات الإنسانية في مناطق شمال غربي سوريا إلى أكثر من 3.6 مليون مدني من أصل 4.3 مليون مدني يعيشون في المنطقة المذكورة.
وكان وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، مارك لوكوك، حذّر مجلس الأمن الدولي من الإخفاق في تمديد العمل بآلية إيصال المساعدات الإنسانية الأممية إلى سوريا، مؤكداً أن ذلك سيؤدي إلى إنهاء عمليات التسليم المباشرة للمساعدات من قبل الأمم المتحدة على الفور.
وأشار المسؤول الأممي إلى أن وقف تمديد العمل بآلية إيصال المساعدات الإنسانية يعني توقف إيصال الطعام لـ 1.4 مليون سوري شهرياً، ومن إمداد الدواء ومستلزمات التعليم لعشرات الآلاف من الأطفال والأمهات والطلاب.
كما سينتهي الدعم الحاسم المقدم لقطاعات المياه والصرف الصحي والصحة وإدارة المخيمات، إلى جانب قدرة الأمم المتحدة على توجيه ما يقرب من 300 مليون دولار من التمويل السنوي للعمليات إلى الشركاء المحليين على الأرض.
ومن المتوقع أن يشهد مجلس الأمن مواجهة أميركية - روسية في 11 من تموز المقبل، حين ينتهي العمل بآلية إيصال المساعدات الأممية العابرة للحدود إلى سوريا من معبر باب الهوى على الحدود التركية.
وكان وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، قد طالب خلال ترؤسه جلسة شهرية لمجلس الأمن حول سوريا، في آذار الماضي، بإعادة فتح نقاط عبور أغلقت أمام إيصال المساعدات الإنسانية في 2020 بضغط روسي، وهي باب السلامة عند الحدود التركية، واليعربية عند الحدود العراقية.
في حين تدعو روسيا إلى إغلاق معبر باب الهوى، وإدخال المساعدات الأممية عبر مناطق سيطرة النظام.