icon
التغطية الحية

مناهج دراسية جديدة للمراحل التعليمية في ريف حلب.. ما التغييرات التي طرأت؟

2022.11.25 | 07:07 دمشق

مدرسة شمالي سوريا
مدرسة شمالي سوريا
تلفزيون سوريا ـ حسين الخطيب
+A
حجم الخط
-A

مع بداية العام الدراسي 2022 - 2023 وزعت مديريات التربية والتعليم في المجالس المحلية، بمنطقتي العمليات العسكرية التركية، (درع الفرات) و(غصن الزيتون)، في ريفي حلب الشمالي والشرقي مناهج دراسية جديدة على الطلاب والطالبات، في مختلف المراحل التعليمية الابتدائية والإعدادية والثانوية، بعد سحب المناهج القديمة من المدارس.

وحصلت المدارس المخصصة للمرحلتين الابتدائية والإعدادية في مناطق اعزاز وعفرين ومارع والباب والراعي وأخترين وجرابلس على المنهاج الجديد، مطلع شهر تشرين الثاني / نوفمبر، في حين لا تزال مناهج المرحلة الثانوية قيد الطباعة، ومن المفترض توزيعها على الطلبة مع بداية شهر كانون الأول / ديسمبر المقبل، حسب ما أفادت به مصادر خاصة لموقع تلفزيون سوريا من مديريات التربية في المجالس المحلية.

  • مناهج المرحلة الابتدائية

تعد مادة اللغة العربية ومادتا الرياضيات والعلوم، الصادرة عن وزارة التربية في الحكومة السورية المؤقتة، من المواد التدريسية التي درست في المرحلة الابتدائية خلال الأعوام الدراسية الخمسة السابقة حيث تمت طباعتها بالاشتراك مع المديرية العامة للتعليم مدى الحياة ووقف المعارف التركي.

ولم تتعرض المناهج الدراسية الجديدة للتغيير بالكامل، وإنما تم الاعتماد على المنهاج المعد من قبل وزارة التربية والتعليم التابعة للحكومة المؤقتة في مادتي اللغة العربية والرياضيات والعلوم، بينما تمت إضافة مناهج تدريسية إضافية، تستهدف المرحلة الابتدائية كالتربية الإسلامية، والسيرة النبوية والقرآن الكريم، من الصف الأول حتى الصف السادس.

وأضيفت إلى المواد الدراسية مادة الاجتماعيات من الصف الثالث حتى الصف السادس بنسخة جديدة، تم إعدادها بالكامل في تركيا، إلى جانب مادتي اللغة الإنكليزية والتركية.

حيث تعد المواد الدراسية الجديدة مهمة جداً للطالب ومن الضروري تعلمها، كالاجتماعيات التي توضح أهمية العلاقات الاجتماعية وتعرف التلميذ بمرحلة نشوء الإنسان واكتشافه للحياة، بينما المواد الدينية تبني أرضية علمية ومعرفية صحيحة للتلميذ، لكنها في الوقت نفسه لا تراعي عدد ساعات الدوام اليومية التي يقضيها التلميذ في المدرسة، بحسب ما أوضح المدرس محمد الخطيب.

وأضاف الخطيب خلال حديثه لموقع "تلفزيون سوريا": "أن الاستقرار على المناهج الجديدة يتطلب تغيير الخطة الدراسية للعام الدراسي وفتح مدارس جديدة وتهيئة بنية تحتية حقيقية لتغطية المواد بما يتناسب مع ساعات الدوام الأسبوعية".  

  • مناهج المرحلة الإعدادية

تعد التغييرات التي أجريت على المناهج الدراسية في المرحلة الإعدادية لا تذكر، في المواد الرئيسية، كاللغة العربية، والرياضيات، والفيزياء والكيمياء، والعلوم، والفلسفة لكونها مواد علمية تركز على المعارف والعلوم. بينما   شمل التغيير مادة التربية الإسلامية، والتاريخ والجغرافيا التي جمعت في كتاب واحد تحت مسمى التربية الاجتماعية، إلى جانب مادتي اللغة الإنكليزية واللغة التركية، وهي مواد امتنعت المديرية عن طباعتها خلال الأعوام الدراسية الخمسة السابقة، لكن كانت تدرس بالاعتماد على نسخ إلكترونية، بحسب المدرس أحمد العيد.

اقرأ أيضا: التعليم في إدلب.. قرار "إعادة المحذوفات" يثير جدلاً واسعاً بين الطلاب والمسؤولين    

وقال مدرس مادة التربية الاجتماعية في مدينة مارع أحمد العيد، خلال حديثه لموقع "تلفزيون سوريا": "إن مادة التربية الاجتماعية في المرحلة الإعدادية تقسم إلى قسمين الأول تاريخ والثاني جغرافيا، وتتضمن مادة التاريخ معلومات عن العصر الأموي والعصر العباسي والعثماني، لكن بشكل مبسط".

وأضاف: "أن مادة الجغرافيا، تركز بشكل كبير على سوريا من مختلف الأنواع الجغرافية السياسية والطبيعية والبشرية، بينما قلصت الدروس الخاصة بجغرافية الوطن العربي، أما مادة التربية الإسلامية فإنها تركز على معلومات دينية لا تختلف كثيراً عن المناهج القديمة من حيث المعلومات الدينية".

مناهج المرحلة الثانوية

يعتبر منهاج المرحلة الثانوية من أهم المناهج التي خضعت لتغيير جذري دون المواد الرئيسية، وذلك للفرعين العلمي والأدبي، كاللغة العربية والرياضيات والعلوم والفيزياء والكيمياء والفلسفة، بينما شمل التغيير  مواد التاريخ والجغرافيا والتربية الإسلامية، إضافة إلى مادتي اللغة الإنكليزية والتركية، بحسب نسخة إلكترونية اطلع عليها موقع تلفزيون سوريا.

وتتحدث مادة التاريخ في الصف الثالث الثانوي، من المنهاج الجديد، عن فترة زمنية ممتدة من عام 750 حتى 1500 م، وتتضمن دروسا عن الدولة العباسية، والعثمانية، والسلاجقة، والعرب في الأندلس والغزو الصليبي والغزو المغولي.

بينما كانت المادة ذاتها في المنهاج السابق تتحدث عن الفترة الممتدة من 1900 حتى 2010، وهي التي تزامنت مع انتهاء الدولة العثمانية ودخول الأوروبيين إلى الوطن العربي وتشكل الدول العربية، بحسب ما أوضح مدرس التاريخ محمد بكور.

وقال بكور خلال حديثه لـموقع "تلفزيون سوريا": "إن محتويات المادة مهمة جداً وضرورية وتعد أفضل من المنهاج السابق، لكونها تتضمن تاريخ العرب خلال الحقب الزمنية الماضية، وهي مغيبة عن الطلاب، ولا يطلع عليها إلا من يتخصص في التاريخ، بينما الآن باتت مادة بين أيدي الطلبة، وتستند في مصادرها إلى كتاب البداية والنهاية لابن كثير وتاريخ الرسل والملوك للطبري".

وأضاف: "أن مادة الجغرافيا، تغيرت بالكامل، وبات قسم كبير منها يتحدث عن الجغرافيا السياسية، التي تعرف الطالب بشكل الدولة والفيدارلية والحكومة المركزية وقوة الدولة ومواردها، بينما انخفضت صفحات الكتاب إلى الـ 180 صفحة بعدما كانت في المنهاج السابق نحو 300 صفحة، وبذلك اختصرت دروس الجغرافيا الطبيعية والبشرية التي تتحدث عن الوطن العربي وركزت على سوريا".

ما دور الحكومة السورية المؤقتة؟

وكانت مديريات التربية في المجالس المحلية، التي تشرف عليها مديرية التربية التركية، قد اعتمدت على المناهج التعليمية السورية المنقحة من قبل وزارة التربية والتعليم في الحكومة السورية المؤقتة، والتي كانت تدرس في مدارس المناطق المحررة منذ العام 2013.

ومع بداية العام الدراسي 2017 - 2018، ودخول القوات التركية إلى ريف حلب ضمن عملية (درع الفرات)، طبعت المديرية العامة للتعليم مدى الحياة والجهات الداعمة لمشروع طباعة الكتب ووقف المعارف التركي بالتنسيق مع الحكومة السورية المؤقتة المناهج ووزعتها على المدارس العامة في المنطقة دون إجراء تغييرات عليها، في حين أوقفت طباعة عدد من المواد من بينها التربية الإسلامية والجغرافيا والتاريخ، لأسباب متعلقة في عدم وضوح مستقبل المنطقة بحسب ما أوضحت مصادر من وزارة التربية والتعليم لموقع "تلفزيون سوريا".

وأعدت المناهج المدرسية الجديدة في الداخل التركي دون وجود أية بيانات حقيقية توضح الجهات القائمة عليها، المؤلفون ودار النشر والمصادر، مع إضافة مواد التاريخ والجغرافيا والإسلامية التي امتنعت عن طباعتها خلال الأعوام الدراسية السابقة.

ويبدو أن المناهج أعدت من قبل كوادر بإشراف التربية التركية، دون التنسيق مع وزارة التربية والتعليم في الحكومة السورية المؤقتة، وذلك يعتبر خلافاً للعادة في التنسيق المباشر بين الوزارتين السورية المؤقتة والتركية، بخصوص المناهج المدرسية كما جرى سابقاً.

وتواصل موقع تلفزيون سوريا مع وزير التربية والتعليم في الحكومة السورية المؤقتة، الدكتور جهاد حجازي الذي أكد خلال حديثه: "أن الوزارة ليس لها دور فعلي في إعداد المناهج، وأنها حصلت على نسخة منها بعدما وزعت على المدارس، عبر المكاتب التعليمية في المجالس المحلية".

وأضاف: "أن المناهج التعليمية مقبولة من خلال الاطلاع الأولي عليها، لكن أي منهاج يوزع لأول مرة في العام الدراسي يعد تجريبيا ويمكن تعديل وتصويب الأخطاء وتداركها خلال الطبعات القادمة في حال وجودها". مشيراً إلى أن وزارة التربية والتعليم ستبقى معتمدة على المناهج الصادرة عنها في الشهادتين الإعدادية والثانوية التي تجري فيها امتحانات في المدارس التي تشرف عليها بشكل مباشر.