icon
التغطية الحية

"منامات صوفي" نصوصٌ أولى للشاعرة السورية ياسمين الترك

2023.01.05 | 14:45 دمشق

منامات صوفي
إسطنبول- تلفزيون سوريا
+A
حجم الخط
-A

"منامات صوفي" مجموعة من النصوص الإبداعية الأدبية مثّلت باكورة الأعمال المطبوعة للشاعرة السورية ياسمين الترك، صدرت حديثاً عن دار "مدن/  Modon Book" للنشر والتوزيع في القاهرة.

يضمّ الكتاب نصوصاً نثرية/ شعرية تسردها ياسمين عبر أحد عشر فصلاً حمل كل واحد منها عنواناً خاصاً: الربّات، الحرب، الدراويش، الأٙمة، الإله، الأب... وغيرها من العناوين الشبيهة بالأحلام، والتي تحاول الشاعرة تحقيقها على بياض الورق.

وتصف الكاتبة ياسمين (صوفي) سردياتها الصوفية عن أحلامها بالقول: "قد أملت عليّ المنامات إلهاماً لا ينقطع لأسرد رسائل بولس، ورسائل الربات القديمات والأمَات المضطهدات. رسائل الأرض الحزينة المغمورة، رسائل المجذومين والمنبوذين من أرضهم والأسرى في قبور حرياتهم..".

ووفق ما ورد في تقديم الناشر، فإن كتاب "منامات صوفي" ليس مجرد تجربة إنسانية وحسب بل هو معبر لعالم يدور داخل شابة تحلم بقصص العاشقين وإملاءات الغزلان والرياح والعصافير والحمام والذئاب.

نقرأ في مقدمة الكتاب: "إلى روح القدس التي ألتقيها بلا ميعاد في عمه النهار وبصيرة الظلمة، فلا تحجب عني اللون، وتملي عليّ منامات الأولين والقادمين، وأنا عزلاء إلّا من الاسم الذي لم أختر والأرض التي لم آتِ إليها بمشيئتي والصيرورة التي صرتها مصادفة. تحكي مناماتي حكايات الجذل والإشراق والحبور والنشوة، الريبة والشك والخوف والسؤال الذي بعرض السموات والأرضين، فهي تقصّ تجربتي غير المرادة للتذكر والنسيان والغفران واستشراف البهجة والرحمة. وتأتيني بأجوبة الروح القدس عن كل استلابي. أما الحوادث المحققة بعد المنامات فتشعل في تخيلي سرداً مطولاً لأكتبه في الصحو".

من نصوص "صوفي"

 وممّا جاء في "منامات" ياسمين، نقرأ بعض ما ورد تحت عنوان "منجم الليل الفاحم":

 "في منجم الليل الفاحم ينام ضوؤه كشرارة، تحكُّ ظهر السديم وتخبو، بالنداء المخاتل يصيرُ معولاً، يمضي وحيداً، يتحسّسُ التُرَب، وأعناق القصب. ماضٍ إلى حيث تسيُّل الشمس لمعانه إلى الأبد، يسقي الأرض المقامة في نفسي لأن المليك قد يمكث فيها، وقد يهجر. والدموع العزيزة كحَبَل نذر تورث على قلّتها الفضاء بيننا بحراً بلون شفق أورورا...".

وفي نصّ آخر:

"إنه وقت الريح

 الصهيلِ الآتي من الجبال ، والنشيجِ المنفتح من الوديان

 كما في الوقت القديم ،

 حيث تعلّق عيونُ الأب مداراتِ الأخيلة

 وترعى خصبَها

 لقد كان سيلعب وأيّ لعبَة الخطفِ

 كالبرق في التقاطهِ

 والكلمةِ بالخفة بلا كلف

وكنت سأجهدُ في الإقناع.

هذا وقتُ الريح ،

 يبدو الأب من ستائر الخوفِ

يحوّم كالطير في مداراتِ الأزمنة

 يقول: أنا السقفُ والردمُ ،

 أنا العمودُ والهدمُ

 يمتثل ويتمثَّل فيحنو ويجفو

ويصير في الريح".