icon
التغطية الحية

منازل المهجرين أهداف مناورات روسية لتشكيل "قوة التدخل السريع"

2021.03.26 | 14:05 دمشق

168.jpg
+A
حجم الخط
-A

بثّت وكالات إعلامية روسية تسجيلات مصورة لما قالت إنها مناورات عسكرية مشتركة بين القوات الروسية من جهة و"الفرقة الـ 25 والحرس الجمهوري والفيلق الخامس" التابعين لقوات النظام من جهة أخرى، والتي انطلقت على أرض ريف حلب الجنوبي يوم الـ 15 من آذار الجاري بمشاركة من سلاح الجو الحربي والمروحي إضافة إلى المدرعات والأسلحة الثقيلة وقوات المشاة المشاركة في المناورات.

المناورات العسكريّة التي استمرت خمسة أيّام أجريت خلالها عدة عمليات هجومية بالذخيرة الحية كان الهدف منها وفق ما رصد موقع تلفزيون سوريا عن مواقع روسية وصفحات رديفة له ولإعلام النظام، محاكاة الأعمال العسكرية ضد تنظيم الدولة في البادية السورية.

 

 

وأكد أحمد المحمد عضو المكتب الإعلامي لجنوب حلب، أن المناورات تركزت في قرى سرداح وأم ميال والهربكية والحجارة التي تقع في ناحية خناصر بريف حلب الجنوبي، وأشار إلى أن التسجيلات المصورة تؤكد أن المناورات أجريت في هذه المنطقة المفرغة من سكانها منذ عام 2012 عندما هاجمتها قوات النظام وهُجِّر ساكنوها الذين يعودون لعشيرة البو حمد باتجاه مدينة السفيرة ومنها باتجاه مناطق الشمال السوري، لتبقى منذ ذلك الوقت مهجورة لم يعد إليها أحد أو ربما لم يسمح بالعودة إليها حتى، ومنذ ذلك الوقت بقيت غائبة بحسب قوله عن الأنظار والأسماع حتّى ظهرت هذه المقاطع التي أثارت بحسب قوله "مشاعر الألم والحزن في نفوس أهلها وهم يعاينون بيوتهم التي كانوا يرقبون العودة إليها، والتي أصبحت أهدافاً لتكتيكات قتالية ومسرحاً لتدريبات الجيوش وتجريب الأسلحة واختبار فتكها".

وبحسب المحمد، فإن 150 منزلاً دُمرت بالكامل في هذه المناورات الروسية، وباتت الهربكية التي كان يقطنها قبيل التهجير 1200 مدني، أثراً بعد عين إثر تحويل بيوتها ومعالمها وأراضيها إلى أهداف حيّة للمناورات الروسيّة مع قوات النظام.


وأضاف المحمد أن ريف حلب الجنوبي الذي همّشه النظام طوال فترة حكمه، وعمل على تجهيل أهله وحرمانه من أي خدمات؛ تحوّل خلال أعوام الثورة إلى مسرحٍ لجل العمليات العسكرية في الشمال السوري، فمنه هاجم الإيرانيون والنظام مناطق حلب ودارت على أرضه منذ نيسان عام 2012 حتى شباط 2020 أقسى المعارك وأعنفها. وفي جبله عزان أُقيمت أول قاعدة عسكرية إيرانية في سوريا وما زالت، ثم على جبله الشبيث القريب من منطقة المناورات الحالية قرب خناصر أقيمت ثاني قواعد إيران، ومنه تم فك حصار حلب عام 2016، ومنه أعيد حصارها، ومنه كادت تحاصر إدلب عام 2015، وعلى أرضه وقرب أوتوستراد حلب في العام ذاته كانت أولى الغارات الروسية بعد إعلان تدخلها في الحرب السورية.

 

 

معارك السفيرة والدويرينة وخناصر وكتيبة الدفاع الجوي والعيس وخان طومان وخلصة، ما هي إلا مواقع معارك عنيفة ضمن مئات المعارك الأخرى التي شهدها الريف الجنوبي لحلب، ويقول المحمد إن هذه المعارك وبأيامها الطويلة، كلفت الإيرانيين بقيادة سليماني مئات القتلى، وكلفت جنوبي حلب خسائر ودماراً يقدر بثمانين في المئة من بنيته العمرانية والتحتية المتواضعة أساساً، وتهجير ثلثي سكانه، ليصبح الآن مسرحاً للمناورات وتجريب الأسلحة، وهو ما يعني لمئات آلاف المهجرين انتهاء حلم العودة إلى منزل صالح للسكن.

قوات التدخل السريع.. تشكيل روسي جديد

وكشفت مصادر عسكرية خاصة لموقع تلفزيون سوريا أن المناورات العسكرية بريف حلب الجنوبي، أقيمت لما يُعرف بـ "قوات التدخل السريع" التي تشرف روسيا من قاعدة حميميم عليها بشكل مباشر، وقوامها عشرة آلاف مقاتل مشاة من الفيلق الخامس والحرس الجمهوري والفرقة الخامسة والعشرين، إضافة إلى القوات الخاصة الروسية.

ويلاحظ في الصور والتسجيلات المصورة للمناورات، مشاركة الطائرات الحربية من طراز سوخوي 22 و 24 واللام 39 إضافة إلى المروحيات من طراز "مي 24" و "كا 52" التي أجرت عملياتها على علو منخفض واستهدفت بقاذفاتها ورشاشاتها الثقيلة منازل المدنيين، محققة فيها دماراً واضحاً، وكذلك كان لمدافع الميدان 130مشاركة واضحة خلال هذه المناورات.

 

 

وذكر موقع "مليتيري فايلز" الحربي الروسي في تقرير له في الثاني من آذار العام الجاري، أنّ الجيش الروسي استخدم أكثر الأسلحة تطوراً في سوريا منذ عام 2015، وتجاوز عددها 200 نوع وفق الموقع.

 

 

في حين تثير بشكل مستمر تصريحات روسيا بشأن تجارب الأسلحة وفعاليتها في سوريا ردود أفعال السوريين الذين تحولوا وبيوتهم وأطفالهم إلى حقل تجارب وعلامة تسويق للسلاح الروسي، وتحوّلت 67 في المئة من بنيتهم التحتية وفق ما تذكره أرقام منسقو الاستجابة و 75 في المئة من مشافيهم و 41 في المئة من مدارسهم؛ إلى شاهد يستحضره الروس في إثبات قدرة ترسانتهم العسكريّة ومدى قدرتها التدميرية.