icon
التغطية الحية

ملف سوريا على طاولة لقاء مرتقب بين ملك الأردن وبوتين

2021.08.22 | 15:00 دمشق

main_image5d960014d272d.jpg
(إنترنت)
إسطنبول - وكالات
+A
حجم الخط
-A

أعلن الكرملين عن لقاء مرتقب يجمع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، يوم الإثنين المقبل، وذلك لبحث عدة ملفات من أبرزها الوضع في سوريا.

ووصف عضو لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الأعيان الأردني محمد المومني في حديثه لوكالة "الأناضول"، اليوم الأحد، أن اللقاء المرتقب بين عبد الله الثاني وفلاديمير بوتين "مهم" لما تشهده قضايا المنطقة والعالم من تطورات تستدعي تكاتف الجهود للحيلولة دون تفاقمها.

ملف درعا حاضر في المباحثات

قال محمد المومني إن الأردن يسعى عبر دبلوماسيته إلى المشاركة الفاعلة في إنهاء "الأزمات" التي تشهدها المنطقة والعالم، مشيراً إلى أن اللقاء سيحسم الكثير من الأمور، خاصة على صعيد "الأزمة السورية".

ويأتي اللقاء وسط تطورات تشهدها درعا، التي دفعت الأردن إلى إغلاق كامل حدودها مع سوريا، في 31 تموز الفائت، من جراء الأوضاع الأمنية في المحافظة ومحاصرة نظام الأسد لأحياء درعا البلد وقصفها، وذلك لرفض الأهالي تسليم السلاح الخفيف للنظام باعتباره مخالفاً لاتفاق التسوية عام 2018.

وأضاف "المومني" أن التطورات في محافظة درعا تتطلب من موسكو وضع حد لما يجري فيها، كما أن الأردن حريص على الوصول إلى حل سلمي ينهي ما يجري فيها، معتقداً أن ملف درعا سيكون حاضراً خلال لقاء عبد الله ببوتين، وذلك لأن روسيا ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالنظام، وبإمكانها أن تلعب دوراً بارزاً في هذا الملف.

وبحسب "الأناضول" فإن موسكو حاضرة بقوة وتدعم النظام منذ بداية الثورة عام 2011، وتدرك أهمية الدور الأردني في حسم الملف، خاصة في القطاع الجنوبي، لذلك فإن اتصالات القادة والمسؤولين من البلدين لم تنقطع طوال السنوات الماضية.

الحد من وصول الميليشيات الإيرانية إلى حدود الأردن

رأى أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الألمانية الأردنية بدر الماضي أن "الزيارة تأتي في إطار الاشتباك السياسي الذي استطاع الأردن أن يخوضه خلال الفترات الماضية، حيث إن الملك عبد الله عاد من زيارة ناجحة للولايات المتحدة".

وبيّن أن الأردن شهد في الأسابيع الماضية حراكاً دبلوماسياً كبيراً، حيث انتهت بزيارة لوزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، متوقعاً أن يحمل ملك الأردن خريطة طريق تتعدى موضوع درعا إلى الأزمة السورية بشكل عام.

وشدّد "الماضي" على أن اللقاء المرتقب سيؤدي إلى "الضغط على النظام عبر علاقاته مع موسكو"، للحد من وصول الميليشيات المسلحة والمدعومة من إيران إلى حدود الأردن.

واعتبر "الماضي" أن العلاقات الأردنية الروسية تتسم بالتوازن والمرونة، مما يتيح لعمان التنويع في خياراتها الاستراتيجية، ومناقشة ملفات أخرى لا تقل أهمية عن "الأزمة السورية" مثل التطورات على الساحة الأفغانية.

وأشار إلى أن روسيا بالنسبة للأردن هي "مفتاح الحل والحليف الموثوق لتأطير السلوك الإيراني في المنطقة"، وبالتالي استقرار للأوضاع الأمنية وانعكاسه إيجابياً على مصالح الدول، بما فيها الأردن.

 

ربط لبنان بكهرباء الأردن

أفاد المحلل السياسي عامر السبايلة أنه لا يمكن فصل سياق الزيارة عن التطورات التي حدثت خلال الأسابيع الأخيرة، خصوصاً بعد زيارة عبد الله الثاني إلى واشنطن، شهر تموز الفائت، والحديث عن رغبة الأردن في الدخول إلى الملف السوري، والإيحاء بالحصول على المساحة الواسعة للمناورة في عدد من الملفات.

وأضاف أنه عندما نتحدث مع روسيا اليوم، فلا شك بأن الملف الأساسي هو درعا والجنوب السوري في المقام الأول، مشيراً إلى أن اللقاء قد يتناول أيضا الفكرة الطموحة بتوفير واستجرار الطاقة من الأردن لدعم لبنان، وهو أمر لا يمكن السير به عملياً من دون الحديث مع روسيا، فموسكو هي العامل الفعلي على الأرض السورية، وفي حال نفذ مشروع جر الطاقة للبنان فسيكون عبر الأراضي السورية.

ورجح "السبايلة" أن ملف سوريا ومحاولة تسويق فكرة ربط لبنان بكهرباء الأردن سيكون هو الأبرز، بالإضافة إلى احتمالية التطرق الى ملفات أخرى، بما فيها أفغانستان والعراق وغيرها من القضايا.

واجتمع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع ملك الأردن عبد الله الثاني، خلال الأعوام الفائتة، وبحث معه العديد من ملفات المنطقة كان آخرها على هامش مشاركة الملك الأردني في أعمال منتدى "فالداي" للحوار في مدينة سوتشي الروسية، عام 2019.

وقال عبد الله الثاني خلال زيارته إلى الولايات المتحدة، في تموز الفائت، إن التوصل إلى حلول لمساعدة سوريا سيساعد المنطقة بكاملها والأردن على وجه الخصوص.

وكان ملك الأردن قد قال، نهاية الشهر الفائت، خلال مقابلة معه على قناة "CNN" الأميركية إنّ بشار الأسد ونظامه سيبقيان في سوريا لأمد طويل، داعياً إلى حوار مع النظام في دمشق.