icon
التغطية الحية

مع قلة الرعاية الصحية والخدمية.. مراكز الإيواء تكتظ بالنازحين في حلب واللاذقية

2023.02.14 | 14:41 دمشق

مركز إيواء في اللاذقية
مراكز إيواء في الملعب البلدي باللاذقية للمتضرّرين من الزلزال (فيس بوك)
تلفزيون سوريا ـ جوان القاضي
+A
حجم الخط
-A

بعد أسبوع من الزلزال المدمّر الذي ضرب جنوبي تركيا وخمس محافظات سوريّة، بدأت تظهر مفاعيل الإيواء الجماعي للنازحين من منازلهم ضمن مراكز الإيواء والمساجد والكنائس في حلب واللاذقية، منها قلة الرعاية الصحية والخدمات الطبية وانعدام أماكن الاستحمام، ما عدا الضغط الشديد على المراحيض نتيجة قلّتها في تلك المراكز، وما نتج عن ذلك من انتشار أمراض جلدية وتنفسية خصوصاً بين الأطفال.

كثيرون من سكّان حلب واللاذقية يشتكون من عدم توفّر الخدمات الصحية وخدمات النظافة الشخصية، ومن عدم توفّر المساحة الخاصة للعائلات ضمن هذه المراكز المكتظة بالنازحين، بما لا يتناسب مع ما تحويه من مرافق خدمية يمكنها تلبية احتياجاتهم اليومية.

كذلك العائلات النازحة من الزلزال المدمّر، تعاني من عملية الفصل بين الرجال والنساء، فضلاً عن مشكلة الفوارق البيئية والقيمية التي تجمَّعت في مكان واحد للعيش لفترة قد تكون طويلة.

فاطمة امرأة ثلاثينية وهي أم لأربعة أطفال نجوا من الزلزال، تقول لـ موقع تلفزيون سوريا: "أنا وأطفالي لم نستحم منذ وقوع الزلزال، إذ تعرض منزلها في حي الرمل الجنوبي للتصدع ومن ثم انهار بعد خروجهم منه، واليوم تبحث فاطمة بين قائمة صديقاتها في مناطق ضمن اللاذقية لم تتأثر بالزلزال كي تستحم وأطفالها.

وتُعد فاطمة واحدة من بين 300 ألف شخص تقريباً تركوا منازلهم ويعانون ذات المشكلة، من جرّاء الزلزال الذي ضرب خمس محافظات سورية، وكثيرون من هؤلاء في انتظار تأمين سكن بديل أو مؤقت لحين إعادة إعمار منازلهم.

وطالب مقرّبون من النظام السوري - عبر منشورات على "فيس بوك" - ما سمّوه "الدول الصديقة لسوريا"، بتأمين بيوت مسبقة الصنع أو خشبية كسكن سريع، في ظل الانتظار لإعادة إعمار ما هدمه الزلزال.

وبحسب يحيى (41 عاماً) الذي يعمل في جمعية إغاثية باللاذقية، منذ سنوات، فإنّه بعد وقوع الزلزال كان الهم الأكبر إنقاذ العالقين تحت الأنقاض وتأمين مأوى للنازحين، ولكن بدأت تظهر العديد من المشكلات والمتطلبات ومنها عدم وجود أماكن للاستحمام.

وأوضح يحيى في حديثٍ لـ موقع تلفزيون سوريا، أنه لا يوجد حل لهذا الموضوع حتى اليوم، مؤكداً أنّ "مؤسسة الإسكان التابعة للنظام السوري، تستطيع تقديم الحل من خلال إنشاء حمّامات مسبقة الصنع وإرسالها إلى مراكز الإيواء".

"بؤرة مرضية في اللاذقية"

ومن نتائج عدم توفّر هذه الحمامات في مراكز الإيواء وفقاً لطبيب يعمل في إحدى الفرق الصحية العاملة في اللاذقية، تحوّلت الأمراض الجلدية والتنفسية التي بدأت تظهر وتنتشر، إلى بؤرة مرضية يصعب السيطرة عليها فيما بعد خصوصاً في ظل تدهور القطاع الصحي سابقاً وقلة عدد الكوادر الطبية.

ويشرح طبيب - فضّل عدم ذكر اسمه - أن الأطفال بحاجة إلى عناية صحية وكذلك الاهتمام بنظافتهم ونظافة ثيابهم منعاً من نقلهم العدوى (خصوصاً القمل والجرب) لزملائهم في المدارس التي ستبدأ الدوام بعد فترة، ويذَّكر بضرورة تنسيق عمل الإغاثة والانتقال منه إلى مراحل التعافي لهؤلاء النازحين والتي تتطلب جهد حكومي ودولي وليس فقط عمل جمعيات خيرية وتنموية.

ولا يختلف ما يحصل في اللاذقية غربي سوريا عن الوضع في مدينة حلب، إذ تكتظ مراكز الإيواء والمدارس والمساجد بالأطفال والنساء النازحين من منازلهم، وسط انعدام فرصهم في الحصول على استحمام بعد الزلزال، وكذلك تلقّي خدمات طبية ورعاية صحية تتناسب مع ما سببه الزلزال من تداعيات عليهم.

وعن ذلك، قال "مدير صحة حلب" زياد حاج طه في تصريحٍات صحفية، إنّ هناك 43 فريقاً صحيّاً يجول على مراكز الإيواء بشكلٍ يومي ويقدّم الخدمات الصحية سواء خدمة صحية عامة أو خدمة صحية تخصصية مثل السكري والأمراض السارية.

ورغم اعترافه باكتظاظ مراكز الإيواء، لكنه زعم أن الأمور تحت السيطرة وبإشراف ومراقبة الفرق الطبية، التي وزّعت بطاقة خاصة لكل المقيمين في مراكز الإيواء ليسجلوا عليها الأمراض التي يعانون منها تمهيداً للبدء بتوزيع بعض أدوية الأمراض المزمنة مثل الضغط والكوليسترول والسكري وغيره.