icon
التغطية الحية

مع ضيق الأحوال.. "العيدية" فرحة ومساعدة للعائلات والأطفال في دمشق

2022.07.08 | 16:17 دمشق

العيدية في سوريا
العيدية في سوريا
دمشق - سارة هاشم
+A
حجم الخط
-A

مع قدوم عيد الأضحى المبارك، يعاني سكان مناطق النظام السوري من ضيق الحالة المادية في ظل الأزمات الاقتصادية التي تفشل حكومة النظام في إيجاد أي حلول لها، وكثرة المتطلبات التي ترافق أيام العيد من شراء ألبسة وحلويات ومصاريف تفوق قدرة معظم العائلات.

وتأتي العيدية كانفراجة كبيرة للكثير من العائلات التي تتسلم الحوالات من أقاربها الذين يعيشون في الخارج، أو من الجمعيات الخيرية التي تعمل على توزيع "عيديات" على شكل أموال أو سلل غذائية أو كسوة (ملابس العيد).

ورغم الظروف الصعبة حتى على اللاجئين السوريين في بلدان اللجوء بسبب ارتفاع نسب التضخم وغلاء الأسعار، فإن أعداداً كبيرة منهم ما زالت ترسل الأموال بشكل دائم إلى ذويها في سوريا، ويأتي العيد ليرسلوا "العيديات" فيفرحوا فيها الصغار والكبار على حد سواء.

وتعتبر "العيدية" واحدة من أبرز التقاليد في عيد الأضحى المبارك في العالمين العربي والإسلامي منذ عدة قرون، إلى جانب صلاة العيد والتكبيرات وزيارة العوائل بعضها لبعض وذبح الأضاحي.

ولا تقتصر العيديات في سوريا تاريخياً على تقديم الأموال للأطفال أو الأهل والأقارب، إنما قد تشمل هدايا وألعاباً للأطفال أو توزيع حلويات وعلب "شوكولا" وأطعمة أيضاً، لما تحمله من "صلة للرحم" وفعل خير كبير.

"العيدية فرحة وفرج"

ورصد موقع "تلفزيون سوريا"، العديد من الحالات التي تمثل لهم العيدية انفراجة كبيرة في ظل الظروف الصعبة التي يعيشونها في مناطق سيطرة النظام السوري.

وقالت هدى الشيخ (37 سنة) في حديث مع موقع "تلفزيون سوريا" إن "الوضع في سوريا صعب جداً هذه الأيام، لا نستطيع تأمين معظم حاجياتنا مع ارتفاع الأسعار بشكل كبير، لذلك تمثل العيدية التي تأتينا من بعض الأقارب خارج سوريا انفراجة كبيرة وراحة في أيام العيد وما بعده حتى".

وأضافت الشيخ أن "العديد من معارفي ينتظرون قدوم العيدية بفارغ الصبر، حيث لا يمكنهم شراء أي شيء من حاجيات العيد بدونها، سواء من ضيافة أو قهوة مرة أو حلويات أو ثياب عيد، وإن كانت أحياناً لا تكفي إلا أنها تساند بشكل كبير".

من جانبه، قال أبو رضا (45 سنة)، لموقع "تلفزيون سوريا"، "لدي ولدان لاجئان في السويد منذ 7 سنوات، كل شهر يرسلان إلينا ما نعيش عليه، ولكن في العيد يرتفع المبلغ إلى الضعف حيث تضاف إليه عيدية، لم يضع التعب بهما، هما الأمل والعون الوحيد".

وأردف أن "أجمل عيد يمكن أن نحظى به يوم نراهما ونعيد معاً، ولكن حالت الظروف والأوضاع الأمنية في سوريا دون ذلك، حيث الاثنان مطلوبان لخدمة الجيش، وكما تعلم بالطبع لن ندفع بدلاً بآلاف الدولارات، يوماً ما سنلتقي إن شاء الله".

وأكّد أبو رضا أنه من دون العيدية لا يمكن أن نقضي حوائجنا أنا وأم رضا وابنتاي اللتان لديهما الكثير من الاحتياجات مثل "الثياب الجديدة والأحذية والحقائب"، إلى جانب عدة الحلويات التي نصنعها في البيت، والشوكولا والسكاكر وغير ذلك.

أما أم أحمد (64 سنة) فأخبرت موقع "تلفزيون سوريا"، أنه لا يوجد لها أي معين في الخارج، حيث اعتقل ابنها في بداية الثورة السورية، وزوجها متقاعد لا يعمل، وابنتها متزوجة ووضعها صعب.

وأضافت أن هناك جمعية وزعت في عيد الفطر الفائت عيديات على أكثر من عائلة تعرفها، وقد سجلت اسمها لديهم، وأخبروها أن ستتسلم عيديتها قبل صباح أول أيام العيد.

وأشارت إلى أنها تنتظرهم على أحر من الجمر، فالوضع صعب، وليتها تعرف أكثر من جمعية لتسجل اسمها على العيدية والأضاحي فالحال في سوريا لم يعد يحتمل ألا نطلب ونسأل عن ذلك.

"العيدية" أقل الواجب

الظروف الاقتصادية المتدهورة في مناطق سيطرة النظام السوري، ووجود أوضاع أفضل نوعاً ما في بلدان اللجوء خصوصاً الأوروبية منها، دفعت الكثير من الشباب السوريين لإرسال عيديات إلى ذويهم أو أقاربهم أو حتى لجمعيات أو فرق تطوعية لإدخال شيء من الفرح عليهم.

وقال فادي (لاجئ سوري في ألمانيا منذ 2014) لموقع "تلفزيون سوريا"، إن العيدية التي نرسلها هي أقل الواجب، والناس الذين بقوا في سوريا هم أهلنا سواء كان هناك قرابة أو لا، علينا مساعدة الجميع بقدر استطاعة كل فرد منا.

وأضاف فادي أن الوضع المعيشي السيئ في مناطق النظام السوري أو في المناطق المحررة يحتم علينا أن نساعد أهلنا، حتى يشعروا بفرحة العيد، عبر إرسال العيديات أو المساعدات الدائمة.

من جانبه قال خالد (لاجئ سوري في تركيا منذ 2016)، إنه يعمل في مجال المطاعم، وراتبه ليس مرتفعاً بشكل كبير، إلا أنه يرسل شهرياً مبلغاً مالياً إلى عائلته في سوريا ليساعدهم على قضاء حاجاتهم.

وأشار إلى أنه لا ينسى العيديات التي كان يحصل عليها من عائلته عندما كان صغيراً، ولذلك فهو يرسل العيديات إلى إخوته وأمه وأبيه كل عيد.

ولفت إلى أن العيدية شيء رمزي وليس مبلغاً ضخماً، إنما هي فرصة للتعبير عن المحبة لأهلنا وتأكيداً لهم على أننا نشعر بمعاناتهم في سوريا، حيث لا حياة كريمة وفوقها كل شيء غالٍ.

فرق تطوعية وجمعيات

العديد من الجمعيات والفرق التطوعية تتسلم التبرعات قبل العيد لترسلها إلى المحتاجين والفقراء في سوريا، خصوصاً أن الوضع ليس مثل السابق حالياً، فمعظم الناس بحاجة إلى مساعدة.

وقال أبو أحمد (36 سنة) يعمل في إحدى الجمعيات الخيرية لموقع "تلفزيون سوريا"، إن العيديات التي تصل إلينا من أهل الخير كانت جيدة في رمضان الماضي، إلا أنها تقل نوعاً ما في عيد الأضحى، لأن الناس تشتري الأضاحي وتوزعها.

وأوضح أن الجمعية توزع عيديات على شكل ظروف مالية يتراوح ما فيها بين 50 ألف ليرة سورية إلى 100 ألف ليرة، ورغم أن المبلغ زهيد وقد لا يكفي شيئاً إلا أنه أفضل من لا شيء.

بدورها قالت صفاء (21 سنة) لموقع "تلفزيون سوريا" إنها متطوعة في فريق تطوعي يعمل على جمع التبرعات من المعارف والأهل لإعطاء الأطفال اليتامى أو الفقراء عيديات في العيد.

ولفتت إلى أن الفريق يوزع العيديات في أول أيام العيد على الأطفال في المياتم أو المناطق الأفقر في دمشق وريفها، وهو فريق غير مرخص ولا يعمل بشكل دائم، إنما مجموعة نظمت نفسها على "واتساب" لمساعدة الأطفال وإدخال الفرحة على قلوبهم في صباح العيد.

وبينت أن "العيديات لا تقتصر على المبالغ المالية، إنما يأتينا ألعاب وبوالين وبسكويت وشيبسات، نوزعها على الأطفال ونشعر بسعادتهم".