icon
التغطية الحية

مع تصاعد الأزمة.. لبنانيون يشترون جنسية جزيرة في الكاريبي

2022.05.23 | 16:49 دمشق

kytss.jpg
جزيرة ساينت كيتس (ويكيبيديا)
إسطنبول - وكالات
+A
حجم الخط
-A

يسعى أثرياء لبنانيون، داخل لبنان وخارجه، للحصول على جنسيات من بلدان أخرى تتيح لهم حرية التنقّل والسفر والإقامة والعيش المناسب "بعد أن تسببت الأزمة الاقتصادية غير المسبوقة التي يتعرض لها لبنان في إغلاق خيارات العودة والإقامة فيها" وخاصة بعد انفجار ميناء بيروت 2020.

وكالة الأنباء الفرنسية (AFP) أجرت تحقيقًا تناولت فيه تجارب رجال أعمال لبنانيين تمكنوا من الحصول على جنسية جديدة مع عائلاتهم، مقابل دفع مبلغ كبير من المال، في سبيل تأمين تلك الميزات.

"جاد" (الاسم مستعار) من رجال الأعمال، تمكن من الحصول مع زوجته على جنسية جزيرة "سانت كيتس ونيفيس" الواقعة في البحر الكاريبي، بعد دفع مبلغ 135 ألف دولار، وذلك خوفًا من أن تتسبب متاعب التأشيرة من لبنان إلى الإمارات، في فقدان وظيفته كمدير تنفيذي بإمارة دبي.

فبعد دفعه المبلغ بنحو شهر، تلقى جاد (43) عامًا طردًا صغيرًا في صندوق بريده، يحتوي على جوازات سفر زرقاء داكنة تابعة لـ "سانت كيتس" (تتيح تلك الجوازات لحاملها الدخول من دون تأشيرة إلى أكثر من 150 دولة، بما في ذلك في أوروبا).

كانت هذه ترقية كبيرة لجواز السفر اللبناني، الذي يُصنف من بين الأسوأ في العالم وأصبح تجديده شبه مستحيل بسبب نفاد مخزون الدولة التي تعاني من ضائقة مالية.

وقال جاد الذي عانى في السابق من إجراءات تأشيرة طويلة لرحلات العمل: "قبل ثلاث سنوات، لم أكن أتخيل أنني سأشتري جواز سفر"، مضيفاً: "لكن الآن بسبب الوضع في لبنان -ولأننا نستطيع تحمل ذلك- فعلنا ذلك في النهاية".

يحتل جواز سفر سانت كيتس المرتبة الـ25 في العالم بينما يحتل لبنان المرتبة 103 في مؤشر جواز سفر "هينلي" لحرية السفر.

ويبلغ عدد سكان الجزيرة أقل من 55 ألف نسمة، وقد بدأت في بيع الجنسية بعد عام من حصولها على الاستقلال في عام 1983. كما أصبحت المواطنة فيها من خلال خطط الاستثمار تجارة مزدهرة على الصعيد الدولي، حيث تجتذب الأثرياء من البلدان المتقلبة مثل العراق واليمن وسوريا.

أقدمت بعض الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، بما فيها بلغاريا وقبرص ومالطا، بتفعيل آلية الحصول على "جواز السفر الذهبي"، لكنها واجهت معارضة من المفوضية الأوروبية بسبب الباب الخلفي الذي سيُفتح على جميع دول الاتحاد الأوروبي.

وأصبح اللبنانيون الأثرياء الذين يعيشون في الغالب في دول الخليج أو أفريقيا، من بين أولئك الذين يبحثون عن جوازات سفر توفر سهولة السفر وشبكة أمان من الأزمة الاقتصادية في الوطن.

دولة جميلة

دول الكومنولث الكاريبي التي تنتمي إليها جزيرة "سانت كيتس" جذابة بشكل خاص بسبب خططها الطويلة الأمد التي تعرض الجنسية في غضون أشهر مقابل مبلغ مقطوع. كما وأن طالبي الجنسية غير مضطرين إلى زيارتها.

 

سانت كيتس.jpg
سانت كيتس

 

عندما ذهب جاد لأول مرة إلى باريس بصفته مواطناً من مواطني الجزيرة، قال له الضباط في مراقبة الجوازات: "أنت من بلد لطيف"، وردّ عليهم: "لكن في الواقع لم أذهب إلى هناك من قبل!".

وقال إن أصدقاء جاد اللبنانيين في الخليج كانوا يتسوقون أيضا للحصول على "جوازات سفر لجزيرة" أو يستثمرون في عقارات في اليونان والبرتغال للحصول على الإقامة في إطار ما يسمى برامج "التأشيرة الذهبية".

الخوف من الأزمات السياسية

لطالما تحمل اللبنانيون المغتربون في دول الخليج العربي وطأة المشاحنات السياسية والخلافات بين عواصمهم. ففي العام الماضي على سبيل المثال، قطعت عدة دول خليجية العلاقات الدبلوماسية مع بيروت لعدة أشهر بعد أن انتقد وزير الإعلام اللبناني السابق جورج قرداحي التدخل العسكري بقيادة السعودية في اليمن.

كما قيدت الكويت عدد التأشيرات الممنوحة للبنانيين، وقلق كثيرون في الشتات من أن تحذو دول الخليج الأخرى حذوها.

قال رجل الأعمال "ماريلي بو حرب" المقيم في دبي: "هذا جعلني أقول لنفسي: لدي مشكلة هنا، لا أريد أن أعرض عملي في الخليج للخطر".

اشترى ماريلي (35 عامًا) جوازات سفر سانت كيتس لعائلته المكونة من أربعة أفراد العام الماضي، بتشجيع من خصم كبير حيث حاصرت جائحة Covid-19 اقتصاد الدولة- الجزيرة المعتمِد على السياحة.

وعادة ما يكلف جواز السفر الواحد نحو 150 ألف دولار، وهو مبلغ يتم تحويله إلى صندوق نمو مستدام للبلاد، والذي تمكن فقط من تركيب إشارات المرور في عاصمتها "باستير" في عام 2018.

كما تبيع جزر الكاريبي الأخرى بما في ذلك أنتيغوا وبربودا ودومينيكا وغرينادا وسانت لوسيا جوازات السفر.