icon
التغطية الحية

مع بدء الحصاد.. مخاوف من التهام الحرائق لمحاصيل شرق سوريا

2020.05.22 | 20:39 دمشق

20180523_2_30530023_34015192_web.jpg
تلفزيون سوريا - عدنان الحسين
+A
حجم الخط
-A

بوتيرة متسارعة تنتشر الجرارات الزراعية حول حقول القمح شمال غرب الرقة، هذه الجرارات مهمتها الحراثة حول المحاصيل من الجهات الأربع لتشكيل عازل طبيعي في حال تعرض الحقل المجاور للاحتراق في محاولة ذاتية وبائسة لمنع انتشار الحرائق في كل المحاصيل الزراعية على غرار العام الماضي في مناطق شرقي سوريا.

حرائق جديدة

ورغم أنها محاولة بدائية وتساهم في منع انتشار الحرائق بين الحقول، فإن حرائق محدودة اندلعت في مناطق متعددة خلال الأيام الماضية كريف الرقة وريف الحسكة وريف ديرالزور في المناطق الخاضعة لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية "قسد".

وتقدر "الإدارة الذاتية" التابعة لقسد أن أكثر من 410 ألف دونم التهمتها الحرائق عام 2019 في مناطق الرقة وديرالزور والحسكة، وظل الفاعل فيها مجهولا وسط اتهامات متبادلة، وبلغت قيمة الخسائر أكثر من 19 مليار ليرة، شكلت ضربة قاصمة للمزارعين بتلك المناطق.

فاعل مجهول

ورغم الحرائق الهائلة التي وقعت العام الماضي لم تتمكن سلطات الأمر الواقع حينها من تحديد هوية الفاعلين فتارة وجهت الاتهامات للنظام وتارة لتنظيم الدولة الذي تبنى بالفعل جزءا منها وتارة أخرى وجهت الاتهامات لقسد دون العثور على دليل يوضح من يقف وراءها.

وفيما يخص العام الحالي يقول الناشط صهيب اليعربي إن حرائق المحاصيل بمناطق شرق الفرات هي حصيلة صراع القوى العسكرية حيث تتعمد قسد أو بعض عناصرها حرق المحاصيل الزراعية في مناطق تل أبيض ورأس العين في منطقة "نبع السلام"، بينما العام الماضي كان هناك صراع بين النظام وقسد على تسلّم القمح وكان الخاسر هو المزارع بحرائق التهمت آلاف الدونمات.

ويوضح في حديثه لموقع تلفزيون سوريا أن جزءا من الحرائق يقف خلفه الإهمال من المارين قرب المحاصيل خاصة المدخنين، أو من محركات الأليات بسبب استخدام النفط المكرر.

تكاتف محلي

ومع ضعف الإمكانيات وانتشار المساحات الزراعية الواسعة في المنطقة التي تعرف بالخزان الرئيسي للمحاصيل الزراعية من القمح والشعير في سوريا، كان لا بد من حلول بدائية وتكاتف محلي بين الأهالي والمزارعين لاتخاذ إجراءات مسبقة لمنع حصول الحرائق.

ويقول أحمد أبو حسن المالك لأحد الأراضي الزراعية قرب بلدة عين عيسى غربي الرقة، إنهم اتخذوا إجراءات عديدة أبرزها الحراسة الليلية والنهارية في معظم الأراضي وعلى الطرق الرئيسية لتقفي آثار مفتعليها.

وأوضح في حديث لموقع تلفزيون سوريا أنهم جلبوا صهاريج كبيرة من المياه ونشروها بالقرب من المحاصيل كما تساهم جرارات بالعمل ليل نهار للفلاحة بين المحاصيل بينما ينتشر عشرات الشبان حول الحقول كقوات تدخل سريع لإطفاء الحرائق عبر أكياس الخيش المبللة وأغصان الأشجار.

بدوره وصف المزارع خالد العيسى انتظارهم لمحاصيلهم "كانتظار الأم لولدها الغائب منذ سنوات"، ويرى أنه لا حلول لوقف الحرائق "سوى بالتوكل على الله وحصد المحصول بشكل عاجل".

ويقول في حديث لموقع تلفزيون سوريا " ترددت كثيرا في حراثة أرضي وزراعتها لكن اتخذت القرار وبذرت الأرض وانتظرنا الغيث والحمد لله كان وافرا إلا أنه في وقت الحصاد لا تتوقف نبضات قلبي كلما أسمع صوتا أو أرى سيارة تقترب من بيتي خشية أن يقولوا أرضك تحترق".

ويتفق أبو حسن وخالد العيسى على أن الحرائق مفتعلة بنسبة كبيرة جدا وقسم ضئيل يعود لأخطاء أو غير مقصودة، ويوجهان الاتهام لأطراف عسكرية في المناطق ويبقى نظام الأسد المتهم الأول بافتعالها بحسب تعبيرهم.

إمكانيات محدودة

وعن دور المجالس المحلية في مناطق شرق الفرات يقول محمد الأحمد مسؤول الزراعة في مجلس تل أبيض التابع للحكومة المؤقتة إن إمكانياتهم محدودة ويملكون عددا محدودا من الآليات لمواجهة الحرائق المتوقعة.

ويوضح الأحمد أنه رغم مطالبهم للحكومة المؤقتة بضرورة تقديم آليات مخصصة للإطفاء غير أنه لم تصل أي آليات وكذلك الحكومة التي أرسلت على خجل عربتي إطفاء، وقمنا باستئجار أربع سيارات إطفاء أخرى مشيرا إلى مواجهتهم لمعضلة كبيرة.

من جهته يقول ياسر الخميس مسؤول بفريق الاستجابة بمجلس الرقة المدني التابع لقوات قسد إنهم العام الماضي لم يكونوا يملكون معدات لازمة، أما هذا العام فقد جهزوا خطة واضحة لمواجهة هذه الحرائق من خلال 11 عربة إطفاء وجرارات حراثة ووضعناها في مراكز في أرياف الرقة.

ويوضح الخميس أن "جاهزيتهم كبيرة ومستعدون للتعامل وإطفاء الحرائق وكذلك ينشر فريقه بشكل دوري بروشورات توعية من خلال جولات على المناطق والمجالس المحلية بالقرى إضافة لوضعهم أرقام طوارئ لتسهيل تواصل المزارعين معهم".

وبين صراعات سياسية وعسكرية يبقى المزارع السوري الخاسر الأكبر حيث يبقى معلقا بين الخوف والقلق لا يطمئن حتى تنهي "الحصادة" قطف أخر السنابل في حقله.

كلمات مفتاحية