مع العام الجديد.. لا بد من حل حقيقي يوقف النزيف في سوريا

2022.01.03 | 04:48 دمشق

5b8ad9de-058e-4a14-92a2-aab9ad69c31b.jpg
+A
حجم الخط
-A

وفد روسي رفيع زار دمشق الشهر الماضي، والهدف اقتصادي بحت، لكن التوقيع على اتفاقيات اقتصادية تعرقل ولم يكتب له النجاح، وترافقت الزيارة التي تردد أصداء فشلها، مع تصريحات المبعوث الرئاسي الروسي ألكسندر لافرنتييف الداعمة للنظام بشكل مطلق.. ليبدو أن التصريحات الروسية ضد المعارضة يقابلها في الميزان مكاسب اقتصادية متزايدة في المستقبل.

لطالما أقنعتنا روسيا في الفترة الأخيرة أنها حليف للنظام، ولكنها في المقابل تستقبل المعارضة السورية وتناقشها، وتسعى إلى وحدة سوريا وحل سياسي لكن التصريحات الأخيرة ضربت كل شيء بعرض الحائط وأعادت السوريين إلى المربع الأول.

قلق السوريين في ازدياد مع عام جديد يصحبه القصف الروسي من جهة، ومن جهة أخرى تسريبات إعلامية وتصريحات تنسب لمصادر دبلوماسية حول لقاءات دولية وإقليمية تخص الشأن السوري للبحث عن مخرج، ولكن طالما المخرج معروف فلماذا نبحث عنه وهو أمامنا وعنوانه تحقيق القرارات الدولية ذات الصلة وتطبيق القرار 2254 وهيئة الحكم الانتقالي التي يجب تعريفها كما يريد السوريون، كل السوريين.

انتقاد قدري جميل رئيس منصة موسكو واستغرابه وأسفه لتصريحات لافرنتييف عبر سلسلة تغريدات واعتبارها مجافية للحقيقة وللموضوعية ومحابية للنظام، ورؤية رامي الشاعر المحلل والكاتب السياسي المقرب من وزارة الخارجية في التخفيف من حدتها، أوما قيل عن نسفها باعتبارها شكلية وعابرة وبعيدة عن موقف روسيا وموقفها لأهمية اللجنة الدستورية، لم يبرد الأجواء السورية المحتقنة.. فمع كل نقطة دم نزفت وتنزف يبدو حتى الموالون الذين فقدوا أولادهم من أجل بقاء عائلة الأسد غير مرتاحين على الأقل للمشهد العام في سوريا، بعد أن اقتطع أجزاء منها في أشكال متعددة ولم يستطع النظام جمع السوريين على مشروع واحد ليضيع الوقت، ويبقى الدم هنا وهناك في مناطق النظام وفي مناطق المعارضة، بينما تستباح الأراضي السورية للغارات الإسرائيلية ليصبح الهجوم الإسرائيلي على سوريا أمرا معتادا في عناوين الأخبار.

يجب أن نفكر في أطفال تكبر ولم تر إلا الخيمة وطنا، يجب أن نفكر في المعتقلين والمختفين قسرا وعائلاتهم، فالموضوع تعدى الحرب والصراع

حقيقة أنا لا أعرف كيف يفكر النظام عبر كل هذه السنوات؟ لأنه كانت لديه فرص للحل والتقارب مع المعارضة، تقارب حقيقي ضمن إطار حل حقيقي، ولكنه كلما اقتربت ملامحه كلما أفسده النظام وباعده، صحيح أن النظام يعرف تماما أن أي حل سيزيح الأسد، ولكنه حتما سيصبح الوضع أفضل، وسيحفظ ما تبقى من سوريا ويمكن أن يكون ضمن إطار تسويات دولية، وسأعترف أيضا أنني أحيانا لا أعرف كيف تفكر المعارضة، ولكن بالتأكيد هناك أطراف ترفض بقاء الوضع كما هو عليه، وأعلم تماما أن عيوننا يجب أن تكون على سوريا وعلى الشعب السوري في الداخل، والشعب السوري خارج البلاد الذي يريد العودة ويخشى بطش النظام، يجب أن نفكر في أطفال تكبر ولم تر إلا الخيمة وطنا، يجب أن نفكر في المعتقلين والمختفين قسرا وعائلاتهم، فالموضوع تعدى الحرب والصراع، لتبقى تصريحات روسية كتصريحات لافرتينيف لا تفيد سوريا كما لا تفيد روسيا، لأنها ترفع من الحنق السوري على موسكو، حتى الاتفاقيات الاقتصادية الكبرى مع النظام لا تستحق عناء ذلك، فأمام روسيا قائمة تنافسية فلديها إيران والصين، وتبدو في المناطق التي تسيطر عليها الإدارة الذاتية المنافسة الأميركية وحيدة وقوية، فلا يبقى أمام روسيا سوى المساعدة الحقيقية في تقديم حل يخفف من حنق السوريين عليها.