icon
التغطية الحية

"معتقلون ومغيّبون".. توثيق الثورة السورية ثقافياً

2024.09.22 | 13:19 دمشق

آخر تحديث: 22.09.2024 | 13:19 دمشق

5675675
(اللوحة الخلفية للفنانة نجاح بقاعي/ موقع ذاكرة إبداعية)
 تلفزيون سوريا
+A
حجم الخط
-A

"معتقلون ومغيّبون: الفنّ يوثّق والأرشيف يتحدّث"، كتاب جماعي صدر حديثاً -بالتزامن مع "اليوم العالمي للمفقودين والمخفيّين قسرياً" الذي يصادف الثلاثين من آب من كلّ عام- عن دار "رياض الريّس للكتب والنشر" في بيروت، أعدّه وجمع مادّته فريق "ذاكرة إبداعية للثورة السورية".

يرصد الكتاب الذي جاء في 474 صفحة، تفاصيل الاعتقال والتغييب منذ عام 2011 حتى نهاية عام 2020، مع الاعتناء بشكل خاص بِمَجالَي الفن والثقافة، وذلك على مستويين: أحدهما يرصد بشكل مباشر المبدعين الذين اعتُقلوا أو خُطفوا أو قُتلوا، بسبب معارضة النظام واستبداده، عِبْر أعمالهم الفنية أو أنشطتهم الفعلية خارج إطار الفن. والمستوى الثاني، فيَرصد عبْر الأعمال الإبداعيّة المختلفة، المواطنين الذين اعتُقلوا أو غيّبوا بسبب الانخراط في الشأن العام والعمل المُعارِض لنظام الأسد.

واستند الكتاب في مضمونه إلى ما وثّقته "الشبكة السورية لحقوق الإنسان" التي تُؤكّد بلوغ حصيلة الاعتقال التعسّفي في سوريا منذ آذار 2011 حتى آذار 2024، ما لا يقلّ عن 156 ألفاً و757 شخصاً، فيما بلغت حصيلة الضحايا بسبب التعذيب خلال المدّة عينها ما لا يقلّ عن 15 ألفاً و393 شخصاً. أمّا حصيلة الاختفاء القسري حتى 30 آب 2023، فبلغت ما لا يقلّ عن 112 ألفاً و713 شخصاً، بشكل أساسي على يد النظام السوري، تليه جميع القوى المسيطرة على المناطق السورية الأخرى.

وتأتي أهمية الكتاب من كونه يبرز إنسانية هذا الملفّ ببُعدَيه السياسي والحقوقي، ليُكمل ما أرسته الملاحقات والدعاوى والأحكام القضائية في بلدان اللجوء، وتحديداً أوروبا، ضد مرتكبي انتهاكات حقوق الإنسان في سوري.

فصول الكتاب ومضامينها

يتكوّن الكتاب من مقدّمتين وعشرة فصول، هي: "الاعتقال الأوّل"، و"الفنّ في المعتقل"، و"كيماوي الغوطة والتدهور الكبير"، و"قيصر"، و"تداعيات قيصر"، و"إعدام شاعر"، و"صيدنايا"، و"نفق بلا نهاية"، و"غليان داخلي"، و"المُحاكمات بارقة أمل"، بالإضافة إلى خاتمة عامّة وأكثر من 350 عملاً إبداعياً.

تناول كلّ فصل منها سردية عام كامل، حيث يبدأ بمقدمة تُلخص الطابع العام للسنة المرتبطة بها من معطيات وأحداث مفصلية، يلِيها عرض مفصل لما توصل إليه فريق العمل (فريق ذاكرة إبداعية للثورة السورية) من انتهاكات النظام وكل قوى الأمر الواقع، والأحداث التابعة لها والناتجة منها، بحسب المكان والزمان، استناداً إلى مئات المصادر في كل فصل، وما تبع ذلك من تحركات داخلية وخارجية، شعبية أو فردية أو جماعية، وحملات على وسائل التواصل الاجتماعي، وذلك في تعداد وشرح مفصل لكل هذه الحملات والمبادرات التي رافقت هذه الأحداث.

ينتهي كل فصل بفقرة "إنتاج إبداعي"، يورد فيها فريق العمل أهم ما جرى جمعه وتوثيقه على منصة الفريق من الأعمال الفنية والثقافية بمختلف أصنافها حول موضوع الكتاب. تلي ذلك صفحات تشمل كل المصادر المعتمدة في الفصل التابع لها.

الخاتمة الفعلية لكل فصل، صفحات مخصصة لعرض بعض الأعمال الفنية والثقافية من أرشيف الموقع، ترافقت في معظمها مع أحداث العام، وأسهمت في تثبيت هذه الأحداث، وذلك لإخراج القارئ من جفاف النص التوثيقي نحو عالم من الإبداع المبهر والتراجيدي.

كما يضيف عرض الأعمال الفنّية والإبداعية والثقافية إلى جنس الكتاب التوثيقي بُعداً بصرياً، فاللافتات، والغرافيتي، ولوحات الفنّ التشكيلي، يَسْهُل تصفّحها بواسطة وسوم متنوّعة، مثل: أصناف، وأصحاب أعمال، ومناطق جغرافية، وتواريخ، ووسوم عامة ووسوم خاصة؛ إذ وُضعت لغالبية هذه الأعمال السياقات المرتبطة بها.