أوضاع إنسانية مأساوية شهدتها مخيمات النازحين والمهجرين قسرياً في كلٍّ من حلب وإدلب شمال سوريا، نتيجة الأمطار الغزيرة التي تساقطت في المنطقة منذ أسبوع.
وأفاد مراسل تلفزيون سوريا أن الأمطار الغزيرة أحدثت سيولاً جارفة من الوحل، أغرقت مخيمات ريف حلب الشمالي، وتحديداً مخيم "يازي باغ" ومخيمات "سجو" قرب مدينة اعزاز، حيث وصل منسوب المياه في بعضها إلى أكثر من نصف متر.
وجرفت السيول عشرات الخيم في مخيم "يازي باغ" الموجود في منطقة جبلية من ريف حلب الشمالي، كما أغرقت الأمطار والسيول كل الخيم وجرفت الأمتعة والمواد الموجودة في الخيم، ما دفع النازحين للنوم في العراء أو عند أقربائهم في الخيم التي لم تتضرر بشكل كبير.
وحاول بعض المدنيين الذين يمتلكون جرافات، إلى جانب المجالس المحلية وفرق الدفاع المدني، التدخل لإنقاذ الوضع المأساوي وفتح طريق للسيول إلى خارج المخيمات.
وتشكلت سيول جارفة خلال الأسبوع الماضي 3 مرات، حيث ما يلبث النازحون من إعادة بناء خيمهم وتجهيزها بأبسط مقومات الحياة، حتى تعود السيول والأمطار الغزيرة من جديد لتجرف ما تم إصلاحه وتجهيزه.
وتعاني المخيمات كافة من قلة أو شبه انعدام المساعدات الإنسانية المقدمة من المنظمات الإغاثية، في حين لا تمتلك المجالس المحلية التي تُشرف على هذه المخيمات القدرة على توفير كل المتطلبات.
ويقطن مخيم "يازي باغ" النازحون من المنطقة الشرقية، في حين تضم مخيمات "سجو" أهالي منطقة تل رفعت الذين نزحوا من مدنهم وبلداتهم منذ أكثر من سنتين بعد أن تقدمت قوات النظام و"قسد" إلى مناطقهم.
وأُنشأت هذه المخيمات على عجل وبطريقة عشوائية في الأراضي الزراعية، للتمكّن من استيعاب موجات النزوح الداخلي والتهجير القسري الكبير الذي طال العديد من المناطق في سوريا من دير الزور والمنطقة الشرقية، وريف دمشق، وحمص وغيرها نحو ريف حلب الشمالي.
وتزامنت العاصفة المطرية التي ضربت شمال سوريا مع قدوم قوافل التهجير القسري من جنوب دمشق وريف حمص الشمالي إلى المنطقة بعد ساعات طويلة من السفر، ليتم نقلهم إلى مراكز إيواء مؤقتة في مخيم شبيران قرب مدينة الباب، ومخيم قرب مدينة جنديرس في منطقة عفرين.
ونشر ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، فيديوهات وصوراً تُظهر غرق المئات من الخيم والسيارات نتيجة السيول الجارفة في مناطق مختلفة من حلب وإدلب.
وهي المعاناة نفسها في مخيمات محافظة إدلب التي شهدت أيضاً سيولاً جارفة أحدثت ضرراً كبيراً بالخيم نتيجة الأمطار الغزيرة المتساقطة خلال الأيام الماضية، إلا أن الفارق بين مخيمات ريف حلب الشمالي ومخيمات إدلب هو التفاوت في الدعم الذي تتلقاه مخيمات المحافظتين من الجهات الإغاثية والمجالس المحلية ومنظمات المجتمع المدني، فمخيمات إدلب المنشأة منذ سنوات طويلة تداركت نوعاً ما ما حدث في مخيمات ريف حلب الشمالي.
واستقبلت كل من حلب وإدلب في الأعوام الماضية مئات الآلاف من المهجرين قسرياً والنازحين داخلياً من حمص والغوطة الغربية ومدينة داريا وأحياء دمشق ومدينة حلب وقرى ريف إدلب الجنوبي الشرقي والغوطة الشرقية والقلمون الشرقي، وجنوب دمشق، وريف حمص الشمالي.