
تصدّت الفصائل العسكرية مِن الجيش السوري الحر و"الكتائب الإسلامية"، اليوم الإثنين، لـ محاولات قوات النظام والميليشيات المساندة لها التقدم في ريف درعا الغربي، تكبّد خلالها "النظام" خسائر كبيرة في صفوف عناصره وآلياته العسكرية.
وقالت غرفة "العمليات المركزية في الجنوب" إن الفصائل المقاتلة تصدت لـ حشود قوات النظام وميليشاته غربي مدينة داعل المحاذية لـ مدينة طفس في الريف الغربي، أثناء محاولتها التقدم نحو نقاط تمركز الفصائل، وذلك على محوري طريق "التابلين" شرقي طفس و"تل السمن" شمالها.
ودمّرت خلال ذلك "وحدات المشاة والإسناد الناري" التابعة للفصائل العسكرية في "العمليات المركزية"، ثلاث دبابات وعربة "BMP" و"رشاش 23" لـ قوات النظام، إضافة لـ مقتل وجرح عدد كبير مِن عناصر النظام والميليشيات المساندة له - لم تُعرف حصيلتهم -.
ونشرت "العمليات المركزية" على قناتها في "يوتيوب"، مقطعاً مصوّراًً يظهر ما قالت إنه استهداف الفصائل بـ قذائف "هاون" والمدفعية الثقيلة، لـ أرتال وآليات قوات النظام وميليشياتها على محور بلدة "الطبرة" غرب مدينة درعا.
قرب أحياء درعا البلد مِن الجهة الغربية، نشرت "العمليات المركزية" أيضاً، مقطعاً يظهر انفجار دبابة لـ قوات النظام استهدفتها الفصائل العسكرية بـ صاروخ "حراري"، قرب "القاعدة الجوية" التي يحاول "النظام" وميليشياته التقدّم إليها، بهدف عزل ريفي درعا الشرقي والغربي بعضهما عن بعض.
وأعلنت غرفة "العمليات المركزية"، أمس الأحد، مقتل ضابطين لـ قوات النظام هما "اللواء عماد عدنان إبراهيم، واللواء يوسف محمد علي" برصاص الفصائل العسكرية، خلال الاشتباكات الدائرة في بلدات ريف درعا الغربي، المستمرة منذ نحو أسبوعين، وأسفرت عن خسائر فادحة للنظام.
وتأتي هذه التطورات، تزامناً مع إعلان فريق "إدارة الأزمة" (المُفاوض عن الفصائل العسكرية في الجنوب السوري) في وقتٍ سابق اليوم، انسحابه مِن "وفد التفاوض" مع الجانب الروسي، معلناً "النفير العام" ومواجهة قوات النظام وحلفائها، وداعياً مِن أجل ذلك "كل قادر على حمل السلاح".
ورفض فريق "إدارة الأزمة" شروط "الوفد الروسي" خلال اجتماعها معه في مدينة بصرى الشام، أمس الأحد، إلّا أن قائد "قوات شباب السنة" (أحمد العودة) أعلن قبوله بالشروط، وانضمامه لـ "الفيلق الخامس" الذي شكّلته روسيا في سوريا ويُقاتل إلى جانب قوات "نظام الأسد".
وقدّمت روسيا شروطاً عدّة في آخر جلسة تفاوض، أبرزها "تسليم السلاح الثقيل والمتوسط للشرطة الروسية، ودخول الشرطة إلى مناطق سيطرة فصائل الجيش الحر، وإعطاء مواقع تمركز الفصائل لـ قوات النظام، وأن تكون مدينة درعا ومعبر نصيب تحت سيطرة النظام أيضاً"، وسبق تلك الجلسة مفاوضات - بـ مساع أردنية - دون شروط مسبقة مِن الطرفين، إلّا أنها انتهت دون التوصل لأي اتفاق.
وبدأت منذ نحو أسبوعين، قوات النظام وميليشيات "أجنبية" مساندة لها - بدعم جوي روسي - حملة عسكرية "شرسة" على محافظة درعا (المشمولة باتفاق "تخفيف التصعيد" منذ شهر تموز عام 2017)، وأسفرت عن وقوع عشرات الضحايا في صفوف المدنيين، وخروج مشافٍ ومراكز للدفاع المدني عن الخدمة، فضلاً عن نزوح عشرات الآلاف نحو الحدود الأردنية، والشريط الحدودي مع الجولان المحتل.