
خرج المئات بمظاهرة احتجاجية في جزيرة ميديللي اليونانية يوم أمس الخميس، رفضاً لوجود اللاجئين في الجزيرة، تخللتها صدامات واشتباكات بين المتظاهرين ورجال الأمن.
واحتشد قرابة الألفين و500 شخص، في الجزيرة، بعد أن أطلقت من بعض منظمات المجتمع المدني دعوة للخروج في مسيرة للمطالبة برحيل اللاجئين عن الجزيرة، وإخلاء مخيم "موريا" للاجئين.
وجاءت هذه التظاهرة تزامناً مع زيارة رئيس الوزراء اليوناني، ألكسيس تسيبراس، إلى الجزيرة، حيث حاول المتظاهرون الوصول إلى المبنى الذي كان يلقي فيه رئيس الوزراء كلمته أمام مؤتمر إقليمي للتنمية، لكن عناصر الشرطة منعتهم من ذلك، ما أسفر عن وقوع مصادمات بين الجانبين.
وتطورت الصدامات مع قوات الشرطة، الأمر الذي اقتضى إرسال قوات دعم من عناصر القوات الخاصة التي استخدمت الغاز المسيل للدموع لتفريق المظاهرة.
ويبلغ عدد اللاجئين العالقين في الجزيرة، نحو 9 آلاف طالب لجوء، في انتظار البت في طلبات لجوئهم، بمقتضى مذكرة التفاهم المبرمة مع الاتحاد الأوروبي حول المهاجرين.
وتطرق رئيس الوزراء اليوناني في كلمته التي ألقاها، أمام "مؤتمر التنمية الإقليمية الرابع عشر لشمال بحر إيجه" في الجزيرة، إلى أزمة اللاجئين.
وأقر رئيس الوزراء بأن حكومته ارتكبت أخطاء في إدارة أزمة اللاجئين، مضيفاً "ونحن لسنا سعداء من هذا الوضع، كما أن الأوضاع صعبة للغاية بين اللاجئين وسكان الجزيرة".
وأوضح أنه بصدد اتخاذ سلسلة من التدابير لتصحيح الأوضاع، أولها بحسب قوله تسريع عملية البت في طلبات اللجوء المقدمة.
وأشاد "تسيبراس" باتفاق "إعادة قبول المهاجرين" المبرم بين تركيا والاتحاد الأوروبي، مشيراً أنه قبل هذا الاتفاق كان ما يقرب من 5 آلاف لاجئ يصلون الجزر اليونانية في اليوم الواحد، مؤكداً أنه "لولا هذا الاتفاق لكانت الأوضاع أكثر سوءاً".
وانتقد تسيبراس قيام جيران اليونان من الشمال، ألبانيا، ومقدونيا، وبلغاريا، بغلق حدودهم في وجه اللاجئين، مشيراً أن ذلك من الممكن أن يتسبب في تحويل اليونان لـ"مستودع لاجئين"
وكانت تركيا والاتحاد الاوروبي قد وقعا اتفاق "إعادة قبول المهاجرين" في آذار من عام 2016، على خلفية أزمة المهاجرين عام 2015.
وبحسب منظمة العفو الدولية، يوجد أكثر من 47 ألف طالب للجوء عالقين في اليونان، جراء إغلاق طريق الهجرة في البلقان، وتنفيذ الاتفاق بين الاتحاد الأوروبي وتركيا في آذار 2016. وبحلول نهاية عام 2017، وصل 29,716 شخصاً إلى اليونان، من تركيا عن طريق البحر، مقارنة بـ 173,450 شخصاً كانوا قد وصلوا في 2016.
وتعتبر اليونان واحدة من أهم المنافذ الرئيسية للاجئين والمهاجرين إلى أوروبا، في حين أعلنت خفر السواحل التركية، أنها أحبطت منذ مطلع العام الجاري توجه أربعة آلاف و214 لاجئاً إلى اليونان بطرق غير قانونية، أغلبهم من الجنسية السورية، في حين بلغ عدد الأفغان 232 مهاجراً.